
أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس عن لقاء يجمعها بنظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضحت "تروس"، في بيان صحافي نقلته وكالة "بلومبرغ"، أنها ستطالب بالإفراج الفوري عن المواطنين البريطانيين المحتجزين في إيران، ومن بينهم نازانين زاجاري راتكليف، بالإضافة إلى حث طهران على الالتزام بالاتفاق النووي.
وزاغاري راتكليف مواطنة بريطانية إيرانية مزدوجة الجنسية تعرّضت للاحتجاز في إيران منذ عام 2016، واستكملت فترة عقوبتها بالسجن لمدة خمس سنوات على خلفية اتهامات بالتحريض على إثارة الفتنة والتجسس، مارس الماضي.
وفي أبريل، تلقت حكماً بالسجن لمدة عام آخر بتهمة "الدعاية ضد الدولة"، وهو ما انتقده رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وقتها.
وقال في تصريحات للصحافيين: "لا أعتقد أنه من الصحيح إطلاقاً أن يتم الحكم عليها بقضاء أي وقت إضافي في السجن، وجودها داخله خطأ من الأساس"، لافتاً إلى أن لندن تعمل "جاهدة للغاية" لضمان إطلاق سراحها.
تعذيب في السجن
وتحدثت نازنين زاجاري راتكليف بالتفصيل عن السنوات الخمس التي قضتها في السجون الإيرانية، قبل صدور حكم إضافي بحبسها عاماً، وقالت إنها "تعرّضت للتعذيب".
وذكرت صحيفة "تلجراف" البريطانية أن المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، أجرى جلسة معها استمرت ست ساعات، تحدثت فيها بالتفصيل عن معاناتها من "الحرمان الحسي والعزلة المطولة والأوضاع المجهدة"، كما أكدت أنها تعرّضت لـ"تقييد يديها وربطها بالسلاسل".
ووفقاً للتقرير، فإنه تم تعصيب عيون زاجاري راتكليف، واستجوابها لمدة تصل من ثماني إلى تسع ساعات كل مرة، كما قيل لها خلال الاستجوابات إن زوجها قد تركها، وإن عائلتها قد تبرأت منها، كما أنها لن ترى ابنتها جابرييلا مرة أخرى.
وظلت قضية راتكليف لفترة طويلة شوكة في ظهر العلاقات البريطانية الإيرانية، إذ سبق أن أشار وزير الخارجية البريطاني السابق، دومينيك راب، إلى أن طهران تحتجزها "كرهينة".
وارتبط اسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أيضاً بهذه القضية ارتباطاً وثيقاً، حيث أخبر البرلمان، خطأ، عندما كان وزيراً للخارجية في عام 2017، أن راتكليف ذهبت إلى إيران لتدريب الصحافيين، علماً بأنها مديرة مشروع في مؤسسة "طومسون رويترز".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، الاثنين، عن لقاء مع نظيرها الإيراني: "سأطلب ضمان الإفراج الفوري والدائم عن جميع المواطنين البريطانيين الذين تحتجزهم إيران بشكل تعسفي، وبدء العمل معنا لإصلاح علاقاتنا المتصدعة".
الاتفاق النووي
وأشارت تروس إلى أنها ستخبر عبد اللهيان أيضاً بأن عدم التزام طهران بالاتفاق النووي، الذي وقعته في 2015 مع القوى العالمية، "يحول دون إحراز أي تقدم نحو إعادة ضبط العلاقات التي تصب في مصلحة كلا البلدين".
وفي الاجتماع، ستدعو تروس إيران إلى الامتثال لالتزاماتها النووية، وستكرر العرض الأميركي برفع العقوبات عن طهران حال التزامها بالاتفاق النووي 2015، وفقاً للبيان.
وقالت تروس: "المملكة المتحدة والولايات المتحدة وشركاؤنا الدوليون ملتزمون تماماً بالاتفاق النووي".
وأضافت: "لكن، كل يوم تواصل فيه إيران تأجيل المحادثات، في الوقت الذي تطوّر فيه برنامجها النووي، يعني أن هناك مساحة ضئيلة للدبلوماسية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الأحد، إن وزير خارجية بلاده حسين أمير عبداللهيان سيلتقي، على حدة، نظراءه في الدول المشاركة بمحادثات فيينا (مجموعة 4+1).
وقال المتحدث باسم الخارجية، لقناة "العالم" الرسمية الإيرانية، إن واشنطن هي "المتهم الرئيسي" في عرقلة العودة إلى الاتفاق النووي.
وتخوض طهران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي محادثات مباشرة في فيينا، منذ أبريل الماضي، ومع الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وهي المباحثات المتوقفة منذ يونيو الماضي.