وصفت وكالة "أسوشيتد برس"، الاثنين، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي بأنه شخص "مثير للجدل وهدف للمكائد السياسية"، وذلك بشكل أكبر عن أسلافه في المنصب.
وأضافت الوكالة في تقرير أن مارك ظل يتعرض لعواصف سياسية واحدة تلو الأخرى، مشيرةً إلى أن ذلك أمر غير معتاد بالنسبة للجنرال الذي يتمثل دوره بموجب القانون، في توجيه النصائح للرؤساء الأميركيين، بعيداً عن حالات الجدل السياسي.
وقالت الوكالة إن ميلي تورط في قضايا سياسية متعددة منها القضايا المتعلقة بالتمييز العنصري والتطرف إلى الأسلحة النووية، إضافة إلى مدى لياقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمنصب القائد الأعلى للبلاد.
وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع أن يواجه ميلي استجواباً صعباً في هذه القضايا وغيرها، وذلك عندما يدلي بشهادته مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، وجلسة استماع أخرى بمجلس النواب، الأربعاء.
وأوضحت "أسوشيتد برس" أن "الجلسات هدفها التركيز على الانسحاب من أفغانستان والإجلاء الفوضوي من مطار كابول الشهر الماضي".
وتعرض ميلي لانتقادات من الجمهوريين لتصويره في كتاب جديد بعنوان "الخطر" على أنه اتخذ خطوات غير عادية، لحماية البلاد من ترمب الذي كان من المحتمل أن يبدأ حرباً مع الصين أو إيران أو الأمر بهجوم نووي غير مبرر خلال الأشهر الأخيرة له في منصبه، بحسب "أسوشيتد برس".
كما ورد في الكتاب أن ميلي اتفق مع تأكيد رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في مكالمة هاتفية خلال يناير الماضي، على وصف الرئيس السابق بـ"المجنون".
وأوضحت الوكالة أنه لم تكن كل المشاكل التي أثارها ميلي مرتبطة بترمب فقط، لافتة إلى أنه في جلسة استماع بمجلس النواب في يونيو الماضي، دافع بحماس عن ضرورة انفتاح الجيش للسماح للضباط الشباب بدراسة أفكار قد لا يتفقون معها، مثل "نظرية العرق النقدية".
وأشارت الوكالة إلى أنه لطالما حافظ رؤساء الأركان المشتركة على عدم الظهور العلني بشكل كبير، مضيفةً: "لقد أعرب ميلي عن ندمه لأنه كان جزءاً من رجال ترمب الذين تجولوا معه في ميدان لافاييت في 1 يونيو 2020، حينما اقترب الرئيس السابق من أبواب كنيسة وحمل الكتاب المقدس أمام المصورين، وحينها تعرض ميلي للعديد من الانتقادات لأنه بدا وكأنه بيدقاً في لعبة سياسية، ولكنه بعد أيام، قال إنه قد ارتكب خطأً فادحاً".
وخلال الأشهر التي تلت الحادثة، بدأ ميلي أنه مُعرض لخطر الإقالة من قبل ترمب، ولكن من بين الـ19 جنرالاً الذين سبقوه في منصبه لم تتم إقالة أيٍّ منهم، كما أنه لا يبدو أنه قد تتم إقالته هو الآخر.
وذكرت الوكالة أن وظيفة رئيس هيئة الأركان الأميركية أنشئت في عام 1949، والتي كان يتمثل دورها في تقديم المشورة للرئيس ووزير الدفاع، وبموجب القانون، فإنه لا يقوم بتوجيه الأوامر للقوات، ولكن يبدو أن هذا الدور قد نما خلال عقدين من الحرب الأميركية في العراق وأفغانستان.