
بعد عودة الهدوء الحذر إلى شوارع محلة الطيُّونة في العاصمة اللبنانية بيروت، التي شهدت الخميس، اشتباكات عنيفة روّعت المدنيين، وأدت إلى سقوط ضحايا وجرحى، إليكم 6 أسئلة وأجوبة تقدم شرحاً مبسّطاً لما جرى:
1- ماذا جرى في بيروت الخميس؟
الاشتباكات المسلحة التي شهدتها محلة الطيّونة، التي تقع على مشارف ضاحية بيروت الجنوبية، اندلعت إثر إطلاق نار استهدف تظاهرة دعا إليها "حزب الله" و"حركة أمل" و"تيار المردة" ضد المحقق العدلي طارق بيطار الذي يحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت.
2- لماذا تمت الدعوة إلى التظاهرة؟
تم تنظيم التظاهرة للتنديد بالإجراءات والاستنابات القضائية التي سطرها، طارق بيطار، قاضي التحقيق في قضية انفجار المرفأ، بحق مسؤولين ووزراء سابقين. وبعد أيام من الانتقادات الصريحة التي وجهها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله للقاضي المذكور، ومطالبة الحزب علناً بتنحيته وكفّ يده عن الملف.
3- من قام بإطلاق النار؟
لم يتم حتى الساعة تحديد هوية الجهة التي قامت بإطلاق النار على المتظاهرين، لكن قيادة "حركة أمل" و"حزب الله" اتهمت مجموعات من حزب "القوات اللبنانية" بالضلوع في "الاعتداء المسلح" على ما وصفتاه بـ"الاحتجاج السلمي" الذي شهدته محلّة الطيّونة.
في المقابل، اتهمت "القوات" وجهات أخرى مسلحين من الحزب والحركة باستفزاز المواطنين المقيمين في المحلة والمبادرة إلى إطلاق النار باتجاه منازلهم، ما دعا بعضهم إلى الرد بالمثل.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي، إن "الأحداث بدأت بإطلاق نار من قبل قناصين".
4- هل من موقوفين؟
أعلن الجيش اللبناني عن توقيف 9 أشخاص على علاقة بالحادثة. فيما تم تسجيل سقوط 6 ضحايا و32 جريحاً في حصيلة غير نهائية.
5- ما رمزية مسرح الاشتباكات؟
أحيت الاشتباكات التي شهدتها منطقة الطيونة، مشاهد الحرب الأهلية البشعة التي شهدها لبنان (1975-1990)، كون المنطقة المذكورة كانت واحدة من أبرز خطوط التماس السابقة خلال الحرب، التي قسمت العاصمة اللبنانية بيروت إلى منطقتين: شرقية وغربية لمدة 16 عاماً.
وتقع الطيونة بمحاذاة منطقتي الشياح وعين الرمانة، والأخيرة اشتهرت بأن شرارة الحرب الأهلية اللبنانية اندلعت منها، إثر تعرض باص كان يقلّ مقاتلين فلسطينيين لاعتداء من قبل مسلحين، في 13 أبريل عام 1975.
6- ما مصير التحقيق بجريمة مرفأ بيروت؟
محكمة التمييز اللبنانية رفضت، صباح الخميس، أحدث شكوى لكفّ يد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، الذي أجّل تحقيقه للمرة الثانية، بعد شكاوى قدمت من قبل وزراء سابقين بحقه. علماً بأنه سبق أن تم كفّ يد سلفه القاضي فادي صوان عن التحقيق في الملف المذكور أيضاً.
وقوبلت بالرفض مراراً جهودُ بيطار لاستجواب مسؤولين لبنانيين سابقين وحاليين مشبوهين بالإهمال. لكن حتى الآن، التحقيق مستمر.