كثّفت القوات الإثيوبية غاراتها الجوية على عاصمة إقليم تيجراي ميكيلي، حيث عادت أجواء الحرب بعد أسابيع من الهدوء، وقال شهود لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية إنها أوقعت عدداً من الضحايا.
وتأتي هذه الغارات التي أكد وقوعها عاملان في المنظمات الإنسانية، بعد أيام من هجوم عسكري بري جديد على قوات تيجراي، التي تنخرط في مواجهات عسكرية ضد الحكومة الإثيوبية والقوات المتحالفة معها، منذ نحو عام من الآن.
وقال كينديا جبريهوت، وهو أحد المقيمين في العاصمة ميكيلي، لـ"أسوشيتد برس"، كما يعمل أيضاً متحدثاً باسم سلطات تيجراي، إن "الغارات استهدفت سوقاً في يوم مزدحم للتسوق"، مؤكداً إصابة العديد من الأشخاص.
مقيم آخر ذكر للوكالة أن الغارة الأولى وقعت خارج المدينة، وأودت بحياة 3 أطفال من عائلة واحدة، مشيراً إلى أن 7 أشخاص على الأقل أصيبوا في الغارة الثانية، التي ألحقت أيضاً أضراراً كبيرة بأحد الفنادق.
وكانت آخر مرة شنَّ فيها الجيش الإثيوبي غارة جوية بالقرب من ميكيلي في يونيو الماضي، عندما استهدف سوقاً في توغوجا خارج المدينة، وسقط خلالها ما لا يقل عن 64 مدنياً، بحسب "أسوشيتد برس".
عودة الحرب
ولم تشهد ميكيلي أي مواجهات منذ يونيو الماضي، عندما استعادت قوات تيجراي السيطرة على معظم الإقليم، وانسحبت القوات الإثيوبية. ومنذ ذلك الحين دعت الحكومة الفيدرالية جميع المواطنين القادرين، إلى قتال جبهة تيجراي التي هيمنت على الحكومة الوطنية لمدة 27 عاماً، قبل أن يهمشها رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد.
وامتنع متحدث باسم الجيش الإثيوبي عن الرد على أسئلة الوكالة، وكذلك فعل المتحدث باسم رئيس الوزراء آبي أحمد.
وفي بيان صدر عقب ساعات من الغارات، تجاهلت وزارة الخارجية الإثيوبية ذكر الغارات، ودعت بدلاً من ذلك المجتمع الدولي إلى "دعم مبادرات إثيوبيا من أجل السلام".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن ما بدأ باعتباره خلافاً سياسياً في ثاني دول إفريقيا من حيث عدد السكان، أدى الآن إلى سقوط آلاف الضحايا.
تصعيد جديد
ويأتي هذا التصعيد الجديد رغم الضغوط التي تمارسها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول إفريقية أخرى لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وهدَّدت الولايات المتحدة قبل شهر، بعقوبات جديدة، إذا لم يتم اتخاذ خطوات سريعة لتحقيق هذه الأهداف.
لكن الأطراف المتحاربة لا تظهر أي علامة على التوقف، إذ قالت قوات تيجراي في بيان، الأحد، إنه "لا أمل في إمكانية الحوار السلمي". فيما قالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيانها إنه "من العبث توقع تدفق غير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى إقليم تيجراي، بينما تنشط (قوات تيجراي) في مهاجمة المناطق المجاورة".
اقرأ أيضاً: