أعلنت الخارجية الأميركية، الاثنين، تنحي المبعوث الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، وتعيين نائبه توماس ويست في هذا المنصب، وذلك بعد أقل من شهرين من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر: "شكراً للسفير زلماي خليل زاد على عقود من الخدمة الدؤوبة للولايات المتحدة. يسعدني أن أرحب بتوماس وست في منصب المبعوث الخاص لأفغانستان".
وفي وقت سابق ذكرت مصادر لشبكة "سي إن إن"، أن "خليل زاد كان من المتوقع أن يغادر منصبه في مايو، لكنه وافق بعد ذلك على البقاء لفترة أطول مما كان مخططاً له في الأصل".
وكان نائبه ويست نشطاً، إذ سافر في نهاية الأسبوع الماضي إلى الدوحة لحضور أول اجتماع مباشر مع حركة طالبان، منذ انسحاب الولايات المتحدة. ورافق ويست في تلك الرحلة نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ديفيد كوهين.
كما سافر ويست أيضاً في رحلة سابقة في أواخر أغسطس الماضي إلى كابول، رفقة مدير "سي آي إيه"، بيل بيرنز للقاء زعيم طالبان في كابول، وفقاً لأحد المصادر.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن ويست قاد ملف السياسة الأفغانية لفريق بايدن الانتقالي الرئاسي، وعمل بشكل وثيق مع خليل زاد منذ شهور.
اتفاق طالبان
وشغل خليل زاد منصب الممثل الخاص للمصالحة في أفغانستان في إدارتي الرئيسين السابق دونالد ترمب، والحالي جو بايدن. وقاد المحادثات مع طالبان في قطر، التي أسفرت عن اتفاق الدوحة مع إدارة ترمب، لسحب القوات الأميركية بالكامل بحلول مايو 2021.
وخلال تلك المحادثات، كان نظير خليل زاد هو عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي حركة طالبان، والذي عين مؤخراً نائباً لرئيس لوزراء أفغانستان بالإنابة.
وكانت إدارة بايدن طلبت من خليل زاد، وهو أميركي من أصل أفغاني، البقاء بعد فوز الرئيس في الانتخابات. ومع اقتراب الموعد النهائي في مايو، أعلن بايدن أن جميع القوات ستخرج بحلول الذكرى العشرين ليوم 11 سبتمبر.
ومنذ أن سيطرت طالبان على أفغانستان، رفضت وزارة الخارجية الأميركية الإفصاح عن تفاصيل الخطط الخاصة بخليل زاد.
والشهر الماضي، أقر المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، أن خليل زاد عاد إلى الولايات المتحدة من الدوحة، مشيراً إلى أنه يوجد الآن بعثة دبلوماسية أميركية لأفغانستان في قطر بقيادة دبلوماسي كبير آخر، دون الإفصاح عن اسمه.
محادثات مباشرة
وفي 9 أكتوبر الجاري، عقدت الولايات المتحدة وطالبان محادثات في الدوحة على مدار يومين، وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ استيلاء طالبان على السلطة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
والتقى وفد طالبان مع مسؤولين أميركيين من المخابرات والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ناقش خلالها الجانبان وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.
وقالت الخارجية الأميركية إن المباحثات التي أجرتها مع حركة طالبان كانت "صريحة ومثمرة"، وإن الولايات المتحدة أكدت التزامها بالحكم على طالبان بأفعالها وليس أقوالها.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن اجتماعاً آخر عُقد الثلاثاء مع ممثلين من "طالبان" شارك فيه مسؤولون من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مسؤولين أميركيين.
اقرأ أيضاً: