قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، إن "المنافسة غير النزيهة من بعض الدول"، منعت وصول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لجميع دول العالم، فيما حض الرئيس الصيني شي جينبينج على "التعامل بمساواة مع جميع اللقاحات"، ودعا إلى "العدالة في توزيعها، وتقديمها للبلدان النامية".
وانطقت قمة قادة دول مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما، السبت، وناقشت مسائل مكافحة وباء فيروس كورونا وانعاش الاقتصاد العالمي، والذي يواجه أزمات متعددة من ضمنها ارتفاع أسعار الطاقة، ومعالجة أزمة التغير المناخ.
وأكد الرئيس الروسي في كلمته بقمة مجموعة العشرين على أن بلاده "تؤيد التعاون غير التمييزي في جميع القطاعات، كما تتطابق مواقفها مع بعض الدول في مجال مكافحة فيروس كورونا"، لافتاً إلى أنه "بسبب المنافسة غير النزيهة من بعض الدول، لم تتمكن جميع دول العالم حتى الآن من الحصول على اللقاحات والموارد الأخرى، لذلك يجب تطوير آليات العمل لإنتاجها".
وطالب الرئيس الروسي بـ"حل مسألة الاعتراف بشهادات التطعيم ضد فيروس كورونا في أقرب وقت ممكن، وينبغي على منظمة الصحة العالمية تسريع عملية اتخاذ القرار بشأن سلامة اللقاحات والأدوية الجديدة"، مقترحاً "إصدار تعليمات لوزارات الصحة في دول مجموعة العشرين للعمل بأسرع ما يمكن على مسألة الاعتراف المتبادل بشهادات اللقاح".
وأضاف أن "مفتاح الانتعاش المستدام والطويل الأجل للاقتصاد العالمي، ورفع مستوى المعيشة ورفاهية السكان، هو ضمان ظروف التعاون المتكافئ وغير التمييزي لجميع البلدان والشعوب"، مؤكداً أنه "كلما تم ذلك مبكراً، سيكون من الأسهل استئناف الأعمال التجارية العالمية، بما في ذلك النشاط السياحي الأكثر تضرراً".
دعوات صينية
من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينج في كلمته خلال القمة، إن العالم بحاجة إلى "تعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير الخاصة باللقاحات، ودعم الشركات لتحقيق ذلك الهدف، إضافة إلى تصنيع وإنتاج اللقاحات في البلدان النامية".
ودعا الرئيس الصيني إلى "العدالة في توزيع اللقاحات وتقديمها للبلدان النامية، وذلك لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية في رفع نسبة متلقي اللقاحات حول العالم خلال عام 2022"، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وطالب شي بـ"زيادة التعاون التجاري العابر للحدود، وضمان سهولة توريد اللقاحات والمواد الخام والمواد المساعدة ذات الصلة"، داعياً إلى "تقديم الدعم المالي للتعاون العالمي في مجال اللقاحات، وخصوصاً للبلدان النامية للحصول على اللقاحات".
أزمة توزيع اللقاحات
بدوره، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، إنه من المهم "التنسيق بين الحكومات والبنوك المركزية والعمل على احتواء التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا، فكثير من دولنا أطلقت خطط انعاش لدعم ودفع النمو وتعزيز الاستدامة، ومعاً سنبني نموذجاً اقتصادياً جديداً، والعالم سيكون أفضل حالاً مع هذا النظام".
وأضاف: "علينا أن ندرك التحديات التي سنواجهها جميعاً، فوباء كورونا لم ينته بعد"، مشيراً إلى "التفاوت الكبير والمزعج في توزيع اللقاحات، حيث أن الدول عالية الدخل تلقى أكثر من 70% من سكانها جرعة واحدة من اللقاحات على الأقل، فيما الدول الفقيرة حصل 3% من سكانها على اللقاح، رغم أنه يجب وصول نسبة المطعيمن حول العالم إلى 70%، في منتصف العام المقبل".
وأضاف أن "مجموعة العشرين تعمل على تعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال دعم إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة، كما وصلنا إلى اتفاق عادل لتوزيع الضرائب بشكل متكافئ، وشهدنا تخصيص 650 مليار دولار للدول الأكثر حاجة".
الدور السعودي
قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت، إن المملكة العربية السعودية مستمرة في دورها القيادي في التعافي الاقتصادي والصحي من الأزمات العالمية بإيجاد التوازن لتحقيق الأمن والاستقرار في أسواق الطاقة. وستواصل دعم استقرار وتوازن أسواق النفط كما أنها تدعم جهود إمداد العالم بالطاقة النظيفة.
ورأى الملك سلمان، الذي كان يتحدث عن بُعد في قمة مجموعة العشرين، أن الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني من جائحة كوفيد-19، وأن البلدان منخفضة الدخل لا تزال تكافح لتوفير اللقاحات لشعوبها.
وأوضح أن دول مجموعة العشرين اتخذت إجراءات غير مسبوقة للتعامل مع جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني تبعات جائحة كورونا رغم بعض التعافي.
وأضاف أن الدول ذات الدخل المنخفض تواجه صعوبة الحصول على اللقاحات وتوزيعها، ولذلك تبرز أهمية دور مجموعة العشرين في تعزيز التعاون والمساعدة في الحصول على اللقاحات.
وبشأن تعامل المملكة مع الجائحة، قال الملك سلمان، إن السياسات التي اتخذتها السعودية منذ بداية أزمة كورونا أسهمت في تخفيض آثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وساعدت على سرعة التعافي.
وشدد الملك سلمان على أن السعودية تشارك دول العالم قلقها حيال تحديات التغيير المناخي، وآثاره الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أن المملكة تواصل دورها الرائد بتزويد العالم بالطاقة النظيفة من خلال دعم المزيد من الابتكار والتطوير، داعياً إلى حلول أكثر استدامة وشمولية".
واختتم الملك سلمان كلمته بقوله إن المملكة تتطلع إلى المزيد من التعاون لتحقيق الرخاء والازدهار لدول العالم أجمع.
من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" على "الاهتمام الدولي بالتعاون متعدد الأطراف للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، من خلال المنتديات العالمية مثل مجموعة العشرين، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود الدولية المشتركة للتعافي بشكلٍ أسرع من التحديات التي تواجهنا، واستعادة النمو الاقتصادي العالمي".
وأشار الوزير السعودي إلى "أهمية التعاون الدولي في التجارة الدولية والاستثمار، للمساعدة في زيادة النمو الاقتصادي، والتنمية، والابتكار، وخلق الوظائف في العديد من الدول".
وشدد وزير الخارجية السعودي على "أولوية السلام والأمن في القارة الإفريقية بالنسبة للمملكة"، ودعمها لـ"الجهود الإقليمية والدولية بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي لإرساء دعائم الاستقرار والأمن وحل النزاعات".
وأعرب عن تطلع بلاده إلى "تكاتف الجهود العالمية للنهوض بوضع الدول الإفريقية، والعمل على زيادة الاستثمار في مجالات الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والتقنية، والخدمات العامة، والمجالات التنموية لتحقيق الازدهار والتقدم والتنمية في القارة الإفريقية".
مسودة بيان مجموعة العشرين
وكانت وكالة "رويترز" اطلعت على ما جاء في مسودة بيان قمة العشرين، وقالت إن "القادة سيتعهدون بإنشاء مجلس عالمي للصحة والتمويل، والتصدي للتغير المناخي، إضافة إلى محاربة الحمائية التجارية".
وسيعلن القادة التزامهم بالتصدي لـ"المخاطر الوجودية للتغير المناخي"، ويؤكدون إقرارهم بوجوب اتخاذ إجراءات فورية لضمان تحقيق الهدف المتمثل في "كبح الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية".
وسيشددون على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها المشتركة، بحشد 100 مليار دولار أميركي سنوياً حتى عام 2025، من أجل "تمويل المناخ"، ومساعدة البلدان النامية في التعامل مع قضايا التغير المناخي.