قال قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، الفريق جريجوري جيلو، السبت، إن قوات بلاده مستمرة في الشرق الأوسط، على الرغم من أن "الصين وروسيا هما تحدي واشنطن المستقبلي".
وأضاف جيلو في حديث للصحافيين على هامش معرض دبي للطيران، أنه "يمكن ضبط الوجود الأميركي في المنطقة، خصوصاً بعد الانسحاب من أفغانستان، حيث تشرف القوات الجوية الأميركية بقاعدة (العديد) في قطر على العمليات في سوريا والعراق".
وأشار إلى أنه "لا يرى سيناريو عالمياً لا تلعب فيه الولايات المتحدة دوراً مهماً"، لافتاً إلى أن "التعاون بين واشنطن وشركائها في الشرق الأوسط سيمكننا من مواجهة التهديدات"، بحسب ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس".
ورداً على سؤال بشأن مساعي بعض دول المنطقة لشراء مقاتلات "كش مات" الروسية، أعرب القائد الأميركي عن أمله بأن "يستخدم حلفاء الولايات المتحدة معدات قابلة للتشغيل المتبادل مع الجيش الأميركي"، لافتاً إلى أن "شراء المقاتلة الروسية يمكن أن يؤثر في ذلك".
التحركات الأميركية
وتوجّه واشنطن بوصلتها نحو مواجهة الصين وروسيا في عدة مناطق حول العالم، أهمها منطقة المحيط الهادئ الذي يشهد توترات مستمرة، فين حين تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تموضع بعض قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، في ظل الأزمة القائمة مع طهران، التي ما زالت مستمرة في خفض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وخلال الأسابيع الأخيرة نفذت القوات الأميركية عدة تمرينات برية وبحرية وطلعات جوية مع عدة دول في الشرق الأوسط، كان آخرها قيادتها لتمرين أمني في البحر الأحمر، يجمع قوات إسرائيلية مع قوات إماراتية وبحرينية، وهما دولتان سبق أن وجهتا أصابع الاتهام إلى إيران بالوقوف خلف هجمات استهدفت سفناً في البحر الأحمر ومياه الخليج قرب مضيق هرمز.
توجه صيني نحو الشرق الأوسط
وفي المقابل، تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة عظمى، إذ تُشير التحركات الدبلوماسية لبكين، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، إلى اهتمام أكبر بالمسائل السياسية، ومحاولة لعب دور رئيسي في أبرز ملفات المنطقة.
وخلال هذا العام، أجرى وزير الخارجية الصيني وانج يي، العديد من الزيارات الدبلوماسية إلى الشرق الأوسط. كانت آخرها القاهرة، حيث التقى نظيره المصري سامح شكري، وبحث معه آخر تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي، إضافة إلى مسائل اقتصادية تضمنت توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متنوعة.
وقبل ذلك زار المسؤول الصيني دمشق، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، وطرح مقترحاً للحل في سوريا، يعكس موقف بكين الثابت والمؤيد للحكومة السورية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية بدء إعادة الإعمار، وهو الملف الذي في الأغلب سيكون للصين حضور بارز فيه، وفق أسوشيتيد برس.
وبين 24 و30 مارس الماضي، حطت طائرة وانج يي، في تركيا والسعودية وإيران والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، في زيارات مكوكية تعكس مدى اندفاع الصين إلى الانخراط في قضايا الشرق الأوسط وتوطيد علاقاتها بدول المنطقة. وصرح آنذاك، بأن بلاده مستعدة لتقديم مساهمتها في مجالات السلام والأمن والاستقرار والتنمية.