دبلوماسي منشق: زعيم كوريا الشمالية لن يتخلى عن السلاح النووي

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال حفل المؤتمر الثامن لحزب العمال في العاصمة بيونغ يانغ - 14 يناير 2021 - via REUTERS
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال حفل المؤتمر الثامن لحزب العمال في العاصمة بيونغ يانغ - 14 يناير 2021 - via REUTERS
دبي-الشرق

في أول مقابلة منذ انشقاقه قبل أكثر من عام، قال الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق، ريو هيون، إن القوة النووية للشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية مرتبطة ارتباطاً مباشراً باستقرار النظام، لافتاً في حديثه لشبكة "سي إن إن" الأميركية إلى أن الزعيم كيم جونغ أون لا يستطيع نزع السلاح النووي، لاعتقاده أنه مفتاح بقائه.

وكان ريو هيون قد وصل إلى كوريا الجنوبية في سبتمبر 2019 وطلب اللجوء، قادماً من الكويت حيث شغل هناك منذ عام 2017 منصب القائم بالأعمال في سفارة بلاده، ولكن وصوله إلى الجنوب بقي سراً لفترة من الزمن، ونقلت عنه صحيفة "ماييل بيزنس" في يناير الماضي 2021 قوله "قررتُ الانشقاق لأنني أردت أن أقدم لطفلتي مستقبلاً أفضل".

كيف يُفكر كيم؟

ويعتقد هيون أن بيونغ يانغ قد تكون مستعدة للتفاوض بشأن خفض أسلحتها النووية، لكن من غير المرجح أن تتخلى عنها بالكامل، مضيفاً أن العقوبات ربما لعبت دوراً في دفع كيم جونغ أون إلى طاولة المفاوضات عام 2018، عندما التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال قمة تاريخية في سنغافورة.

ويرى الدبلوماسي السابق أن الإدارات الأميركية السابقة "حصرت نفسها في زاوية من خلال المطالبة بنزع السلاح النووي حتى قبل أن تبدأ المفاوضات مع كوريا الشمالية"، ولكنه عبّر عن تأييده لاستمرار العقوبات الحالية القوية وغير المسبوقة.

كما تحدث عن وضع الحريات وحقوق الإنسان في بلاده، منتقداً إغفالها إلى حد كبير خلال المحادثات النووية مع إدارة ترمب، وقال إنه سأل ابنته عما تحبه أكثر في منزلها الجديد، فأجابت "أحب حقيقة أنه يمكنني استخدام الإنترنت بقدر ما أريد".

وأوضح هيون، في حديثه إلى "سي إن إن"، أنه فكر بالانشقاق أثناء إقامته في الكويت، ويوم تنفيذ الخطة اصطحب عائلته إلى سفارة كوريا الجنوبية لطلب اللجوء، ثم سافروا بعد عدة أيام.

وأشار إلى أنه وزوجته أخبرا ابنتهما بخطة الهرب في اللحظات الأخيرة، حيث تظاهرا بنقلها إلى المدرسة، وأضاف مستذكراً صعوبة تلك التجربة "قلت لابنتي تعالي مع والدك ووالدتك لتجدي الحرية. لقد صُدمت، ثم قالت: حسناً. هذا كل ما قالته".

الانتقام من عائلته

وأبدى الدبلوماسي السابق قلقه على إخوته الثلاثة ووالدته البالغة من العمر 83 عاماً، حيث لا يزالون في كوريا الشمالية، وقال "أريد فقط أن أراهم يعيشون طويلاً. أي فكرة عن معاقبتهم على ما فعلته تؤذي قلبي"، وبحسب ما ذكر، فإن السلطات في بيونغ يانغ عادة ما تقوم بالانتقام من عائلات المنشقين، وخاصة الدبلوماسيين منهم، معلّقاً: "أن يحدث هذا في القرن الـ21 هو أمر مروع". 

ويعد هيون واحداً من عدة مسؤولين بارزين انشقوا عن النظام الكوري الشمالي في السنوات الأخيرة، حيث شهد عام 2019 فرار كبير الدبلوماسيين في إيطاليا إلى كوريا الجنوبية، وقبل ذلك انشق نائب السفير السابق لدى بريطانيا، تاي يونغ هو، عام 2016.

وهرب نحو 30 ألف كوري شمالي في ظل النظام السياسي القائم، استقر معظمهم في الجنوب عن طريق عبور الحدود خِفية.

زيارات إلى سوريا

وبين عامي 2010 و2013، زار هيون سوريا الحليف الوثيق لكوريا الشمالية، عدة مرات، حيث كان يشرف على العلاقات الدبلوماسية، في وقت كانت تبيع بلاده أسلحة تقليدية للحكومة السورية، بما في ذلك أنظمة المدفعية والأسلحة المضادة للطائرات.

ومع ذلك، أشار الدبلوماسي السابق إلى أن الحرب الأهلية في سوريا أجبرت بيونغ يانغ على سحب مواطنيها من هناك، لافتاً إلى أنه لم يسمع عن أي صفقات أسلحة جديدة مع السوريين منذ مغادرة البلاد.