آبي أحمد في جبهة القتال.. وواشنطن: لا حل عسكرياً لإثيوبيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال زيارته أحد مخازن الذخيرة - 28 مارس 2021 - Twitter@AbiyAhmedAli
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال زيارته أحد مخازن الذخيرة - 28 مارس 2021 - Twitter@AbiyAhmedAli
أديس أبابا-أ ف ب

وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الجبهة، حيث تواجه القوات الحكومية مقاتلي إقليم تيجراي في أقصى شمال البلاد، وفق ما أفادت وسائل إعلام تابعة للحكومة، فيما قالت واشنطن إنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة.

وأوردت هيئة البث الإثيوبية "فانا" أن آبي، الحائز جائزة نوبل للسلام في عام 2019، "يقود حالياً الهجوم المضاد"، وهو "يتولى قيادة المعارك منذ الثلاثاء".

وأورد التقرير أن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونن يتولى "تصريف الأعمال"، فيما لم يتضح مكان وجود آبي، كما أن الإعلام الرسمي لم يبث مشاهد له على الأرض.

ولم يشأ مسؤولون إثيوبيون إعطاء تفاصيل حول مهمته أو مكان وجوده، بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".

واشنطن تحذّر

وحذّرت الولايات المتحدة من أن "لا حل عسكرياً" للنزاع في إثيوبيا، وأن الدبلوماسية هي "الخيار الأول والأخير والأوحد"، لوقف الحرب الأهلية الدائرة في البلد الإفريقي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لقد اطلعنا على التقارير التي تفيد بأن رئيس الوزراء آبي أحمد هو اليوم في الجبهة، وعلى تلك التي نقلت عن رياضيين وبرلمانيين وقادة أحزاب ومناطق إثيوبيين رفيعي المستوى قولهم إنهم سينضمون بدورهم إلى رئيس الوزراء في الخطوط الأمامية للجبهة".

وأضاف: "نحن نحض جميع الأطراف على الامتناع عن إطلاق خطابات تحريضية وعدائية، وعلى ضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".

مجندون جدد

وأفادت "فانا"، الأربعاء، أن إعلان آبي أحمد الاثنين أنه سيلتحق بالجبهة "ألهم كثراً الانضمام إلى حملة الصمود"، إذ شارك مئات المجندين الجدد في حفل أقيم على شرفهم، في منطقة كولفي بأديس أبابا.

وقال السائق تيسفاي شيريفا (42 عاماً)، وهو أحد المجندين، في تصريح لوكالة "فرانس برس": "أصبت بالذهول حين سمعت أن آبي يعتزم الانضمام إلى الجنود في ميدان المعارك".

وتابع: "عندما يتخلى مسؤول عن كرسيه وعن عرشه يكون ذلك لإنقاذ بلاده. تركيزه ليس منصباً على العيش، بل على إنقاذ هذه البلاد، لقد بكيت حين قال اتبعوني، وتوجّه إلى الجبهة".

ومن بين أولئك الذين تعهدوا بخوض القتال العدّاء فييسا ليليسا، الحائز ميدالية أوليمبية فضية، إذ صرّح للإعلام الرسمي أن تقدّم مقاتلي تيجراي يشكل "مناسبة عظيمة" للدفاع عن البلاد، مضيفاً: "عندما يكون البلد منتهكاً، لا مجال لأقف جانباً وأتفرج".

قلق دولي

ويتصاعد القلق الدولي إزاء اشتداد النزاع المستمر منذ عام، والذي دفع عدة حكومات إلى الطلب من رعاياها مغادرة إثيوبيا وسط مخاوف من زحف مقاتلي جبهة تحرير تيجراي إلى العاصمة أديس أبابا.

وأوقعت المعارك في إثيوبيا، التي تعد ثاني أكبر بلد إفريقي في عدد السكان، آلاف الضحايا، ووضعت مئات الآلاف في مواجهة خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

ويبذل موفدون أجانب جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن مؤشرات تحقيق اختراق على هذا الصعيد قليلة جداً.

وأعلن الموفد الأميركي إلى إثيوبيا، الثلاثاء، عن "تقدم" نحو التوصل إلى حل دبلوماسي بين الحكومة ومتمردي تيجراي، ولكنه حذر من أن تحبطه "التطورات المقلقة" على الأرض.

مغادرة الدبلوماسيين

وعلى الرغم من تعبئتها السكان لمحاربة مقاتلي تيجراي، تصر حكومة آبي على أن التقارير التي تفيد بتحقيق جبهة تحرير شعب تيجراي تقدماً ميدانياً مبالغ فيها، وتوجّه انتقادات للمغالاة في التغطية الإعلامية، وللتحذيرات الأمنية التي تصدرها السفارات لرعاياها.

الأربعاء، حضت بريطانيا رعاياها على مغادرة إثيوبيا فوراً، أسوة بدعوات مماثلة أطلقتها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة.

وسبق أن عمدت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي إلى سحب الموظفين غير الأساسيين، فيما تجري الأمم المتحدة عمليات إجلاء لعائلات الموظفين الدوليين.

والأربعاء، أبلغت إثيوبيا أربعة دبلوماسيين إيرلنديين من أصل ستة يعملون في سفارة بلادهم في العاصمة أديس أبابا بوجوب مغادرة البلاد الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت الحكومة الإيرلندية في دبلن.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن السلطات الإثيوبية أشارت إلى أن القرار "مردّه المواقف التي اتخذتها إيرلندا دولياً... بشأن النزاع الدائر في إثيوبيا والأزمة الإنسانية التي تشهدها".

جوتيريش يدعو لوقف فوري للنار

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، إلى "وقف فوري وغير مشروط" لإطلاق النار في إثيوبيا.

وقال جوتيريش في بوجوتا عاصمة كولومبيا، خلال زيارة إلى هذه الدولة في أميركا الجنوبية لإحياء ذكرى خمس سنوات على توقيع اتفاق سلام فيها، إن "عملية السلام في كولومبيا تلهمني لتوجيه مناشدة عاجلة اليوم إلى أطراف النزاع في إثيوبيا لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لإنقاذ البلاد".

حرب تيجراي

وأرسلت أديس أبابا في خريف 2020 قواتها إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، بعدما اتهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.

وفي أعقاب معارك طاحنة، أعلن آبي النصر في 28 نوفمبر، لكن لم يلبث مقاتلو الجبهة أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي، قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

كذلك تحالفت الجبهة مع مجموعات متمردة أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا. وأعلنت الجبهة هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت التي تبعد مسافة 220 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من أديس أبابا براً.

اقرأ أيضاً: