أجرى الجيش الصيني، السبت، دورية للوقوف على جهوزية سلاحي الجو والبحرية، في اتجاه مضيق تايوان، فيما يبدو رداً صينياً على زيارة مثيرة للجدل قام بها وفد من المشرعين الأميركيين إلى الجزيرة، الجمعة، بالإضافة إلى إبحار مدمرة حربية أميركية عبر المضيق، الثلاثاء.
ووصل وفد المشرعين الأميركيين إلى الجزيرة، الخميس، لتأكيد الدعم للسلطات التايوانية التي تتهمها بكين بالسعي لاستقلال الجزيرة، وهى الخطوة التي وصفتها الحكومة الصينية بـ"الخاطئة" مطالبة بإلغاء الرحلة.
وندد الجيش الصيني، الثلاثاء، بإبحار المدمرة الحربية الأميركية "يو إسي إس ميليوس"، عبر مضيق تايوان الثلاثاء، وقال إن هذا العبور "يخلق مخاطر أمنية ويقوّض الأمن الإقليمي"، حسبما ذكر متحدث باسم الجيش الصيني، فيما قالت البحرية الأميركية إن "العبور اعتيادي في منطقة المياه الدولية، وفقاً لما ينص عليه القانون الدولي".
"مؤامرة استقلال تايوان"
وأعلن المتحدث باسم قيادة المنطقة الشرقية الصينية في بيان، السبت، إن الجيش الصيني نفذ "دورية للوقوف على جهوزية سلاحي الجو والبحرية، في اتجاه مضيق تايوان".
وقال إنها "إجراءات ضرورية رداً على الوضع الحالي في مضيق تايوان" متعهداً أن يقوم الجيش "بحماية سيادة ووحدة أراضي الأمة".
وشدد المتحدث على أن "الجيش سيبقى متأهباً وسيتخذ الإجراءات الضرورية للرد، في أي وقت، على أي تدخل من قوى خارجية، وأي مؤامرة لانفصاليين يسعون إلى ما يسمى استقلال تايوان"، ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن المناورات.
رفض صيني
وذكرت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، أن بكين "تعارض بشدة" زيارة الوفد الأميركي، وهي الثانية من نوعها لأعضاء في الكونجرس للجزيرة هذا الشهر.
وجاءت رحلة النواب، بعد يوم من توجيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعوة إلى تايوان لحضور "قمة الديمقراطية" التي ستعقد الشهر المقبل، وهو قرار وصفته الحكومة الصينية بأنه "خطأ".
وقالت النائبة إليسا سلوتكين في حسابها على تويتر: "عندما انتشرت أخبار رحلتنا، تلقى مكتبي رسالة صريحة من السفارة الصينية تطلب مني إلغاء الرحلة".
والتقى الوفد، الذي تقدمه رئيس لجنة شؤون قدامى المحاربين بمجلس النواب مارك تاكانو، رئيسة تايوان تساي إنج-وين، تأكيداً لدعم يحظى بإجماع حزبي قلما يحدث.
وأكدت تساي أن "تايوان ستستمر في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة دعماً لقيم الحرية والديمقراطية المشتركة، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة".
وصعدت الصين ضغوطها على تايوان منذ انتخاب تساي في 2016، والتي يؤكد حزبها على الحكم الذاتي للجزيرة.
وتعترض بكين على استخدام كلمة "تايوان"، أو أي إشارة للجزيرة بوصفها "دولة"، كما تعترض على المبادرات الدبلوماسية التي قد تضفي شرعية دولية على الجزيرة.
"موقف مشحون"
وبحسب "سي إن إن"، فإن تايوان تحتل "موقفاً مشحوناً" في العلاقات المتدهورة بين واشنطن وبكين، خصوصاً مع زيادة موقف الصين العسكري ورحلات الطائرات الحربية حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وتعتبر بكين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، على الرغم من حكم الجانبين بشكل منفصل لأكثر من سبعة عقود.
وكان بايدن أوضح في وقت سابق من الشهر الجاري بعد قمة افتراضية عقدها مع نظيره الصيني شي جين بينج، أنه "لا يشجع استقلال تايوان".
وأضاف: "نحن نشجعهم على فعل ما يتطلبه قانون تايوان بالضبط"، مشيراً إلى قانون عام 1979، الذي يملي النهج الأميركي تجاه الجزيرة، "إنها تتخذ قراراتها الخاصة".
يُشار إلى أن العلاقات بين تايبيه وبكين في أدنى مستوياتها منذ عقود، إذ أرسل الجيش الصيني الشهر الماضي عدداً قياسياً من الطائرات الحربية إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
اقرأ أيضاً: