تنطلق الجولة السابعة من محادثات فيينا بين إيران والقوى الدولية، الاثنين، بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي يعرف بخطة العمل المشتركة الشاملة لعام 2015.
واستتباقاً للجولة الجديدة من المفاوضات، أقيمت اجتماعات ثنائية وثلاثية على مستوى الخبراء ورؤساء الوفود بين إيران وروسيا والصين، بإلإضافة إلى منسق محادثات فيينا المسؤول الأوروبي إنريكي مورا.
وقالت مصادر لـ"الشرق" في فيينا، إن هذه الاجتماعات الاستباقية تأتي لمعرفة رؤية الفريق الإيراني الجديد حول المحادثات، من دون أن تستبعد استغراق المحادثات وقتاً أطول خلال الفترة المقبلة، فيما قال ممثل روسيا في المفاوضات ميخائيل إليانوف، إن هذه الجولة قد لا تكون حاسمة.
وتنعقد المحادثات بين طهران من ناحية، وبريطانيا، وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا من ناحية أخرى، مع مشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق في 2018.
وتأتي هذه الجولة الجديدة وسط انخفاض التوقعات لإحراز تقدم بسبب التباين الكبير في التصريحات والمواقف التي سبقت انعقادها، وفي ظل عدم التوصل إلى توافق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول القضايا الفنية العالقة، وأبرزها عرقلة مفتشي الوكالة، ومنعهم من دخول منشأة تركيب وتطوير أجهزة الطرد المركزية الخاصة بتخصيب اليورانيوم في كرج، غربي إيران.
مواقف روسيا وأميركا
ومع هذه العراقيل التي تواجه المفاوضات، دعت روسيا إلى العودة لطاولة المحادثات والتركيز على استعادة الاتفاق النووي في شكله الأصلي، من دون إضافة أو حذف.
وقال ميخائيل إليانوف، المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، في رده على سؤال لـ"الشرق"، إن هذه الجولة "قد لا تكون بالضرورة هي الأخيرة، فهناك فريق تفاوضي جديد من إيران، وهو بحاجة للتكيف مع هذه المحادثات".
أما الولايات المتحدة، فقد لوّحت عبر مبعوثها الخاص بإيران روبرت مالي، بأنها ستمارس ضغطاً أكبر، إذا استخدمت طهران المحادثات "ذريعة" لتسريع برنامجها النووي.
رفع العقوبات
وقبل ساعات من انعقاد هذه الجولة، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في تصريح لوسائل إعلام إيرانية من فيينا، إن الوفود المختلفة ستناقش آفاق هذه الجولة من المحادثات في الجلسة المشتركة الاثنين، لافتاً إلى أن التركيز سيكون على رفع كامل للعقوبات المفروضة.
كما ذكر في مقال نشرته "فايننشال تايمز"، أن بلاده تريد الحصول على ضمانات بأن لا يتم فرض هذه العقوبات مرة أخرى على بلاده، بعد رفعها.
لكن تقدم برنامج إيران النووي بات مقلقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً في ظل انعدام الشفافية، وهو ما قد يؤثر بشكل أو بآخر على سير هذه المحادثات، لا سيما مع بيان البعثة الأميركية لدى فيينا، الذي أكد أن قدرة الوكالة على التحقق هو الأساس لعودة متبادلة للاتفاق.
وكانت المحادثات تعثرت منذ آخر جولة لها في 20 يونيو الماضي، بسبب انتقال السلطة في أعقاب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أسفرت عن فوز المحافظين بقيادة إبراهيم رئيسي.
ولم تحرز الجولات الست للمحادثات التي بدأت في أبريل الماضي، تقدماً يفضي إلى اتفاق ولو كان جزئياً بين طهران والدول المشاركة.