
أكدت جماعة الحوثي في اليمن، الأربعاء "استعدادها" لتسهيل قيام خبراء تابعين للأمم المتحدة بفحص وصيانة الناقلة النفطية المهجورة صافر التي يخشى تسرب النفط منها قبالة مرفأ الحُدَيدة، ونفت وجود أي عوائق إجرائية كما أعلنت الأمم المتحدة.
وقال "وزير النفط" في صنعاء أحمد دارس لوكالة "فرانس برس": "ليس هناك جديد. لا توجد إشكالية ولا تأخير".
وأكد دارس "جاهزون ومستعدون لعملية الصيانة"، نافياً وجود أي مشكلات وموضحاً أن الموعد المقرر هو في بداية مارس المقبل، كما أعلنت الأمم المتحدة.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أكد الثلاثاء في بيان أن المنظمة خصصت 3.35 مليون دولار من أجل المهمة، مشيراً إلى أن المنظمة تنتظر رسالة حول "ضمانات أمنية" من جماعة الحوثي.
وأضاف "نأسف أنه حتى الآن لم نتلق رداً على طلباتنا المتعددة للحصول على هذه الرسالة، والتي سيؤدي عدم وجودها إلى زيادة تكلفة هذه المهمة بعشرات آلاف الدولارات".
وقال دوجاريك "نشعر بقلق بالغ إزاء المؤشرات التي تفيد بأن سلطات الأمر الواقع التابعة للحوثيين تدرس مراجعة موافقتها الرسمية على نشر المهمة". من جانبه، قال دارس إنه "لا يوجد جديد" مؤكداً "لا توجد عراقيل لدينا" داعياً إلى تنفيذ هذه المهمة.
في سياق متصل، ندد دارس أيضاً بالتأخير في فحص الناقلات التي تزود اليمن بالوقود، بينما تعاني صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من نقص في الوقود. وأضاف "كل تأخير تترتب عليه غرامات تصل إلى مئات ملايين الدولارت يتحملها الشعب اليمني".
رفض سابق
ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين السفينة صافر والحؤول دون حدوث تسرّب نفطي كارثي، لكنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب رفض جماعة الحوثي السماح لها بالوصول إلى الناقلة الراسية قبالة ميناء الحديدة الذي يسيطرون عليه.
لكن في نهاية نوفمبر أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين وافقوا على أن تُرسل خبراء لإجراء عملية فحص وصيانة أولية للناقلة النفطية، معربة عن أملها بأن تتمكّن من تنفيذ هذه المهمة بنهاية يناير أو مطلع فبراير.
منصة عائمة
وصافر التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرّكها. وهي مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.
وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت أنّ الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقّد الناقلة، لكنّ هؤلاء المتمرّدين المدعومين من إيران سبق لهم أن فعلوا الأمر نفسه في صيف 2019 قبل أن يعودوا عن قرارهم في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمّته.