
نفى الأمين لعام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، الأربعاء، أن يكون توسع الحلف أمراً عدائياً، مؤكداً الطبيعة الدفاعية للحلف، ومشدداً في الوقت ذاته على أن الحلف قد ينشر قوات إضافية في الدول الأعضاء به شرق أوروبا، إذا استعملت روسيا القوة العسكرية ضد أوكرانيا.
وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحافي ببروكسل عقب المحادثات بين ممثلي الدول الأعضاء وروسيا، إن "ناتو لم يجبر أبداً أي دولة على الانضمام إليه، وأن فكرة أن توسع الناتو أمر عدائي غير صحيحة، فالناتو تحالف دفاعي، وكان توسعه هو حجر الزاوية لنشر الديمقراطية والحرية عبر أوروبا".
وأشار إلى أن العديد من دول البلقان تقر بذلك، وهم انضموا للحلف لأنهم أرادوا ذلك لتدعيم أمنهم.
واعتبر ستولتنبرج أن الخلافات بين روسيا والحلف "عميقة"، لكنه أكد الانفتاح على الحوار، مشيراً إلى أنه "ليس من السهل رأب الصدع بينهما، لكن المحادثات تناولت القضايا المهمة".
وأضاف أن روسيا ناقشت الضمانات الأمنية التي طلبتها في ديسمبر الماضي خلال المحادثات، مشدداً على أن الحلف "لن يتنازل عن قدرته على حماية حلفائه".
وبشأن إمكانية عقد اجتماعات مستقبلية، أجاب أن "الجانبين يستكشفان إمكانية ذلك".
تدخل في شرق أوروبا
ورداً على سؤال بشأن تدخل "ناتو" في يوغوسلافيا وتقسيمها في تسعينات القرن الماضي، قال ستولتنبرج، إن يوغوسلافيا لم يتم تقسيمها بسبب تدخل الحلف، ولكن أسباباً داخلية كانت السبب وراء ذلك.
وقال إن "ناتو" تدخل في وقت متأخر، وبتفويض من الأمم المتحدة، مضيفاً أن "الحدود تغيرت بسبب النزاعات الداخلية في يوغوسلافيا، وأن الحلف تدخل لوقف "البشاعات" مثل مذبحة سربرينيتسا.
وقال عن المحادثات مع روسيا: "نحن مستعدون للجلوس في محادثات، ولكننا نريد أن نرى تهدئة للوضع، التقينا اليوم، وعلى استعداد للقاء مستقبلاً".
وشدد على أن روسيا ليست لديها فيتو على انضمام أوكرانيا إلى الحلف. مؤكداً أن أوكرانيا أمة ذات سيادة ولديها الحق في الدفاع عن نفسها.
أوكرانيا لا تهدد روسيا
واستنكر فكرة أن أوكرانيا هي من يهدد روسيا، قائلاً: "روسيا لديها أكبر قوة نووية في أوروبا، واستثمرت بشكل كثيف في التسليح، واستعملت قوتها العسكرية ضد أوكرانيا من قبل، واحتلت وما زالت تحتل شبه جزيرة القرم، وهي تسيطر على الانفصاليين في إقليم دونباس شرق أوكرانيا".
وأضاف: "فكرة أن أوكرانيا تهدد روسيا هي أمر مقلوب رأساً على عقب تماماً، روسيا استخدمت القوة وتستمر في استخدام القوة ضد أوكرانيا".
وبشأن تعزيز الحلف لقواته في أوروبا، قال "سنفعل كل ما يلزم دوماً لحماية والدفاع عن حلفائنا وسنعيد تموضع وجودنا في أراضي الحلفاء".
وقال إن الحلف قرر تدعيم وتعزيز حضوره الأوروبي بعدما تدخلت روسيا في أوكرانيا عام 2014 واحتلت القرم. وشدد على أن هذا التعزيز "لمنع أي سوء تفاهم وأي مساحة للحسابات الخاطئة".
مضيفاً: "هذا للردع والغرض هو حفظ السلام وليس بدء نزاع". وشدد على أنه إذا استخدمت روسيا القوة مرة أخرى ضد أوكرانيا "فسننظر بشكل جدي في تعزيز قواتنا في أوروبا".