لبنان.. ميقاتي ينفي "الضغط" على القضاء في ملف حاكم المركزي

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يلقي كلمة بالقصر الحكومي في بيروت، لبنان- 4 نوفمبر 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يلقي كلمة بالقصر الحكومي في بيروت، لبنان- 4 نوفمبر 2021 - REUTERS
بيروت-رويترز

قال رئيس الوزراء اللبناني  نجيب ميقاتي، الأربعاء، إن الحكومة لم تتدخل في عمل القضاء، وذلك بعد تردد أنباء عن أنه مارس ضغوطاً على قاض يسعى للحصول على بيانات من بنوك، في إطار تحقيق بشأن تصرفات حاكم مصرف لبنان المركزي.

كان رئيس الوزراء قد قال، الشهر الماضي، إن رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، الذي أصبح محور تحقيقات محلية ودولية بشأن مزاعم منها الاختلاس والاحتيال، يجب أن يبقى في منصبه لتجنب تعميق المشكلات، في وقت يشهد فيه لبنان أزمة مالية طاحنة.

وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي، الأربعاء، "لا بد أيضاً من توضيح ما استجد بالأمس من أمور لها علاقة بالقضاء، وفي هذا السياق أقول ليس صحيحاً أننا تدخلنا في عمل القضاء أو في شأن أي قرار يتخذه القضاء".

وأضاف ميقاتي في المؤتمر الصحافي "جل ما شددنا عليه، ليس الدفاع عن أشخاص بل الحفاظ على المؤسسات، واتباع الأصول في التعاطي مع أي مسالة تتعلق بأي أمر قضائي، ومنها ما يتعلق بواقع المصارف انطلاقاً من أولوية الحفاظ على حقوق المودعين، وفي الوقت نفسه عدم ضرب ما تبقى من مقومات اقتصادية ومالية تُبقي هذا الوطن واقفاَ على قدميه بالحد الأدنى".

وكانت تقارير إعلامية لبنانية قد ذكرت أن ميقاتي استدعى النائب العام التمييزي غسان عويدات، وهدد بالاستقالة إذا استمر القاضي جان طنوس في الضغط على البنوك للحصول على بيانات في إطار تحقيقه.

ويركز التحقيق الذي يجريه طنوس على مزاعم اختلاس ومخالفات أخرى في البنك المركزي، تتعلق بمكاسب بلغت حوالي 300 مليون دولار حققتها شركة يملكها رجا، شقيق حاكم مصرف لبنان.

ولم يرد عويدات على طلب وكالة "رويترز" التعليق، ولم يتسن للوكالة الوصول إلى رجا سلامة، وقال البنك المركزي إنه ليس لديه أرقام وتفاصيل تتيح الاتصال به.

ونفى سلامة الذي يدير البنك منذ ما يقرب من ثلاثة عقود الاتهامات بارتكاب مخالفات، سواء في تحقيق طنوس أو في تحقيقات لبنانية ودولية أخرى.

زيارة من الأمن

وقال مصدران لـ"رويترز" إن عناصر من أمن الدولة اللبناني زاروا بنكين تجاريين على الأقل، الثلاثاء، في إطار تحقيق طنوس سعياً للحصول على معلومات عن شقيق حاكم مصرف لبنان.

وقال مصدر مطلع على إحدى الزيارتين إن المسؤولين الأمنيين ضغطوا في البداية على مسؤولي البنك بشدة للحصول على بيانات، لكنهم غيروا نهجهم فجأة وخففوا مطالبهم.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه نظراً لحساسية الموضوع، "أصبح مسؤولو الأمن أكثر لطفاً وشرعوا في طرح أسئلة عامة بدلاً من التفاصيل وهذا كل ما في الأمر.. ثم غادروا".

وبالإضافة إلى التحقيقات داخل لبنان، يخضع رياض سلامة أيضاً لتحقيقات تجريها السلطات في 4 دول أوروبية على الأقل، من بينها تحقيق سويسري في المكاسب التي حققها شقيقه.

وقالت القاضية اللبنانية غادة عون، التي تشرف على تحقيق في تصرفات أخرى لحاكم مصرف لبنان، الثلاثاء إنها فرضت حظراً على سفره وإن المرحلة التالية ستشمل استدعاءه للاستجواب.

وقال سلامة، الثلاثاء، إنه ليس على علم بأمر حظر السفر ونفى مزاعم الاختلاس وأمور أخرى تحقق فيها القاضية، قائلاً إن هذا "جزء من حملة لتضليل الرأي العام".

وبقي سلامة في منصبه، حتى بعد أن انهار الاقتصاد اللبناني تحت وطأة ديون هائلة وانهارت العملة، وسقطت أعداد كبيرة من اللبنانيين في براثن الفقر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات