البرتغال.. انتخابات تشريعية مبكرة ومستقبل غامض لكوستا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا يلوح بيده خلال مسيرة انتخابية حاشدة للانتخابات المبكرة، في لشبونة، البرتغال. 28 يناير 2022. - REUTERS
رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا يلوح بيده خلال مسيرة انتخابية حاشدة للانتخابات المبكرة، في لشبونة، البرتغال. 28 يناير 2022. - REUTERS
لشبونة-أ ف ب

تشهد البرتغال، الأحد، انتخابات تشريعية مبكرة من شأنها أن تحسم مسألة بقاء رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا في السلطة في ظل تقدمه بفارق ضئيل على اليمين.

ويقول كوستا (60 عاماً) الذي وصل إلى السلطة عام 2015، أنه "طوى صفحة التقشف" في الميزانية الذي فرضه اليمين، بفضل تحالف تاريخي أقامه مع تشكيلي اليسار، كتلة اليسار وائتلاف الشيوعيين والخضر.

ولكن فيما كانت حكومة كوستا تعمل على "طي صفحة الوباء" بفضل حملة تلقيح قياسية وتسلم أموال أوروبية في إطار خطة الإنعاش ما بعد أزمة كورونا، رفض حليفاه مشروع ميزانيته للعام 2022، ما استدعى الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

وعند تحديد موعد الانتخابات قبل 3 أشهر، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الحزب الاشتراكي بزعامة كوستا بـ13 نقطة على أبرز تشكيلات المعارضة، الحزب الاجتماعي الديمقراطي (يمين).

إلا أن هذا التقدم تراجع الآن وأظهرت استطلاعات أخيرة أن الحزب الاشتراكي يحظى بـ35 أو 36% من نوايا التصويت، مقابل 33% للحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة رئيس بلدية بورتو السابق روي ريو الذي أعرب عن "ارتياحه" بعد أن أدلى بصوته في هذه المدينة الواقعة شمال البلاد.

ملامح غير واضحة

وإزاء هذا الهامش الضيق جداً، تحفظت معاهد استطلاعات الرأي عن إصدار توقعات مكتفية بالإعلان عن "تعادل تقني". ولكن  عندما تُغلق مراكز الاقتراع في جزر الأزور، ستصدر القنوات التلفزيونية الوطنية أول التوقعات.

وقال كوستا الذي صوت، نهاية الأسبوع الماضي، على غرار نحو 300 ألف ناخب في اقتراع مسبق تم تنظيمه بسبب الأزمة الصحية: "آمل أن يشعر الجميع بالأمان للذهاب للتصويت".

ومع تدابير حجر صحي تشمل 10% من البرتغاليين، فإن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الثالثة التي تجرى في ظل تفشي وباء كورونا، تشكل عاملاً إضافياً يزيد من عدم اليقين.

وحتى ظهر الأحد، بلغت نسبة المشاركة نحو 23,27% مقابل 18,83% في التوقيت ذاته خلال الانتخابات التشريعية لعام 2019.

وقال دوارتي رابوسو (33 عاماً) عند مغادرته مركزاً للاقتراع في "ألمادا" الضاحية الجنوبية للشبونة "أردت التصويت في وقت مبكر صباحاً لضمان سلامتي، لأن هناك عدداً أقل من الناس".

وأوضحت خبيرة السياسة مارينا كوستا لوبو أنه رغم "بعض خيبة الأمل" تجاه الحزب الاشتراكي، يرى معظم الناخبين أن كوستا "يتمتع بالكفاءة والخبرة للحكم" أكثر من ريو، الخبير الاقتصادي (64 عاماً) الذي يقدر البرتغاليون "صراحته وصدقه".

غموض المستقبل

وأياً كانت نتيجة الانتخابات، يبدو مستقبل البرتغال السياسي "غير مستقر" برأي المحلل أنتونيو كوستا بينتو الباحث في معهد العلوم الاجتماعية في جامعة لشبونة.

وقال كوستا إن "قابلية أي حكومة سواء من الحزب الاشتراكي أو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للاستمرار"، ولا سيما قدرتها على إقرار ميزانية إنعاش اقتصادي بشكل سريع، "ستعتمد على موقف (الحزب الكبير) الآخر".

ونبه إلى أنه سيكون من "الصعب" على الأحزاب المعتدلة سواء من اليسار أو اليمين التفاوض للحصول على دعم التشكيلات من أقصى الطرفين في برلمان مشرذم أكثر، قد يصبح فيه حزب "شيجا" (كفى) من أقصى اليمين بقيادة أندري فينتورا القوة السياسية الثالثة مع توقع حصوله على 6% من الأصوات.

وفي حال احتفظ كوستا بمنصبه، قد يسعى لإعادة بناء اتحاد اليسار رغم فشل المفاوضات الأخيرة بشأن الميزانية، الناتج بنظره من "انعدام حس المسؤولية" لدى حليفيه السابقين اللذين كانا يطالبان بمزيد من الجهود لتعزيز القدرة الشرائية والخدمات العامة.

وفي حال فوز ريو، سيضطر على الأرجح إلى التحالف مع الليبراليين الذين يأملون على غرار "شيجا" في ترسيخ التقدم الكبير الذي تتوقعه لهم استطلاعات الرأي.

ولكن من المتوقع أن يتمكن الليبراليون الذين يشغلون مقعداً واحداً في البرلمان المنتهية ولايته، من التفاهم مع ريو بسهولة أكبر من "شيجا". ومع خطابه المناهض لمؤسسات الحكم، يبدو فينتورا بمثابة شريك محتمل.

تصنيفات