تمديد مهمة البعثة الأممية في ليبيا 3 أشهر وسط خلاف أميركي روسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز  - REUTERS
المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً مدّد بموجبه لثلاثة أشهر فقط تفويض بعثة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا، في حل وسط تقدّمت به بريطانيا لوضع حدّ لخلاف أميركي-روسي بشأن هذه المسألة استمر عدة أيام.

وبإجماع أعضائه الخمسة عشر، اعتمد مجلس الأمن هذا النص المقتضب جداً الذي يلحظ مواصلة "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" عملها حتى 30 أبريل المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

كانت نسخة سابقة من هذا النص تقدّمت بها لندن أيضاً، لحظت تمديد عمل البعثة حتى 15 سبتمبر المقبل، ولكن التصويت عليها أُرجئ في اللحظة الأخيرة.

خلاف أميركي-روسي

توصّل المجلس إلى هذا الحل الوسط بمبادرة من بريطانيا، بعدما حال الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة بشأن هذه المسألة، دون الاتفاق على نص يمدد عمل البعثة لفترة أطول.

وتمحور الخلاف بين البلدين، وفقاً لمصادر دبلوماسية، على اشتراط موسكو أن يُعيّن المجلس سريعاً مبعوثاً أممياً جديداً إلى هذا البلد، بينما تمسكت واشنطن ببقاء الأميركية ستيفاني ويليامز على رأس هذه البعثة بالإنابة.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن روسيا هددت باستخدام حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الأساسي الذي كان مقترحاً، وبطرح مشروع قرار مضادّ كان على الأرجح سيواجه بدوره بفيتو أميركي.

ونصَ القرار الصادر الاثنين أن مجلس الأمن يشدد على أن "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يجب أن يقودها مبعوث خاص، ويقرّ بمسؤولية الأمين العام عن تعيين مبعوث خاص".

وخلا القرار عن أي إشارة للانتخابات الرئاسية أو التشريعية التي كانت مقررة في ليبيا في 24 ديسمبر الماضي، ولكنها أُرجئت إلى أجل غير مسمى.

وكانت روسيا تقدّمت بمشروع قرار، اطلعت عليه وكالة "فرانس برس"، ينص على أن "يُسمّي الأمين العام مبعوثاً دون مزيد من التأخير"، كما ينص على تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل فقط ريثما يتّضح، وفقاً لموسكو، الوضع السياسي في ليبيا.

انقسام داخل المجلس

وبعد التصويت، قالت آنا افستيجنييفا، نائبة ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة، إنها تأمل أن يجعل تعيين مبعوث جديد لرئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا "بالإمكان إعادة إطلاق" مشروع القرار الروسي بالكامل.

وخلافاً لذلك، قال نظيرها الأميركي، جيفري ديلورينتيس، إن بلاده دعت جميع أعضاء المجلس والليبيين أنفسهم لدعم جهود ويليامز والتعاون معها "بشكل بناء".

بينما أعربت نائبة السفير الفرنسي، ناتالي برودهيرست، عن أسفها لانعدام الوحدة داخل المجلس، ولكنها قالت إن ذلك "يجب أن يشجع الليبيين على حل خلافاتهم من أجل إتاحة تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت ممكن".

استقالة كوبيش

وكان السلوفاكي يان كوبيش استقال فجأة من رئاسة البعثة الأممية في نوفمبر، في خطوة عزتها مصادر دبلوماسية إلى خلافات بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن العملية الانتخابية في ليبيا.

ومنذ استقالة كوبيش، تشغل ويليامز منصبه بالإنابة، إذ إن الأمين العام للأمم المتحدة استدعاها بعد عام تقريباً من غيابها عن هذا الملف لتسلّمه مجدداً، ومنحها رسمياً منصب "مستشارة خاصة".

وبهذه الطريقة استغنى جوتيريش عن موافقة مجلس الأمن على اختيار الشخص، وهو قرار دقيق منذ سنوات بسبب صراعات النفوذ التي تخوضها القوى العظمى في الملف الليبي.

وفي عام 2020، حين كانت ويليامز مساعدة لرئيس البعثة، قامت بمهام أحرزت تطورات مهمة في الملف الليبي، لا سيما وقف إطلاق النار بين الليبيين المتحاربين بعد عدة سنوات من الاشتباكات.

تعثر العملية الانتقالية

وكان حوار سياسي جرى بين الفرقاء الليبيين، برعاية أممية في جنيف في فبراير 2021، أفضى إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحدة مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

لكن الصراع على السلطة الذي تغذيه تدخلات خارجية وانتشار السلاح والمرتزقة وعوامل أخرى عديدة، حال دون استكمال هذه العملية الانتقالية.

ومنذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011 إثر انتفاضة شعبية، غرقت ليبيا في حرب وفوضى أمنية وانقسام سياسي؛ في نزاعات شاركت فيها فصائل مسلحة محلية ومقاتلون أجانب وجماعات متطرفة، وغذّتها قوى خارجية إقليمية ودولية.

اقرأ أيضاً: