
قالت مصادر دفاعية أميركية لوكالة "رويترز" الجمعة، إن الجزء الرئيسي من القوات التي ستنشرها الولايات المتحدة في أوروبا سيصل إلى بولندا السبت، لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الجبهة الشرقية، فيما يتصاعد الخلاف بين موسكو والغرب بشأن الحشد الروسي على الحدود الأوكرانية.
وأضافت المصادر التي تحدثت للوكالة بشرط عدم ذكر اسمها نظراً لحساسية قضية وصول القوات، أن الخطط قد تتغير طبقاً للظروف الأمنية واللوجيستية.
وبدأت المعدات العسكرية في الوصول إلى بولندا هذا الأسبوع، بعد موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، على نشر 3 آلاف جندي في الدول الحليفة شرق أوروبا، في أول تحرك كبير للقوات الأميركية منذ بدء الأزمة
ومن المفترض أن يرسل بايدن نحو 2000 جندي من قاعدة فورت براج بولاية كارولاينا الشمالية، إلى بولندا وألمانيا، كما سيعيد تموضع 1000 جندي من فرقة المشاة المتمركزة في ألمانيا إلى رومانيا على الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" الأقرب إلى روسيا.
تدريبات أوكرانية بصواريخ أميركية
من جهتها، أجرت القوات الأوكرانية تدريبات الجمعة في قاعدة يافوريف العسكرية في غرب البلاد، باستخدام صواريخ مضادة للدبابات ومنصات إطلاق ومعدات عسكرية أخرى قدمتها الولايات المتحدة في إطار صفقة أمنية قيمتها 200 مليون دولار.
وأطلق الجنود، الذين ارتدى بعضهم زياً أبيض مموهاً، صواريخ أو وقفوا يتابعون إطلاقها في حين انطلقت مركبات عسكرية في منطقة يغطيها الجليد.
وتسلمت أوكرانيا شحنات طائرات من المساعدات العسكرية الأميركية وسط تهديد بهجوم محتمل بعد أن حشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود لقرب الحدود، في الأسابيع الماضية، فيما تنفي موسكو تلك المزاعم.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف مساء الجمعة، إن من المتوقع أن تصل قريباً شحنة الطائرة التالية من الأسلحة الأميركية.
تنسيق أميركي ألماني
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم أن يبحث مع المستشار الألماني أولاف شولتز الأسبوع المقبل، ما وصفته بـ"التزام مشترك لردع أي عدوان روسي" آخر على أوكرانيا.
وأضافت ساكي في تصريحات للصحافيين، أن الولايات المتحدة تركز في الوقت الراهن على العمل مع الشركاء في حالة قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة على تواصل مع حلفائها وموردين للغاز لضمان استقرار تدفق الغاز الطبيعي إلى كييف الاتحاد الأوروبي، إذا غزت روسيا الأراضي الأوكرانية، وقطعت الإمدادات.
قطع الطريق على روسيا
ولدى سؤالها بشأن "حملة التضليل" الروسية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن من المهم "أن يفهم الناس ما يمكن لروسيا أن تفعله"، مضيفة أن الهدف هو منع موسكو من استغلال أي فرصة لاستخدام الأكاذيب لغزو أوكرانيا.
وكانت واشنطن اتهمت روسيا الخميس بأنها تحاول اختلاق ذريعة لتبرير غزو أوكرانيا من خلال خطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك على الروس.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في إحاطة صحافية، إن "أحد الخيارات، هو أن الحكومة الروسية، كما نعتقد، تخطط لهجوم وهمي من قبل الجيش الأوكراني، أو قوات المخابرات ضد أراضٍ ذات سيادة روسية، أو ضد الأشخاص الناطقين بالروسية في أوكرانيا، لتبرير أفعالها لشن هجومها".
وأضاف كيربي: "نعتقد أن روسيا ستنتج تسجيلاً دعائياً مصوّراً بمشاهد وحشية للغاية، يتضمن جثثاً وممثلين يؤدون دور مشيّعين وصوراً لمواقع مدمّرة" لتبرير غزو أوكرانيا.