استردت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية، الشهر الماضي، صناديق تحتوي وثائق من البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سبق أن أخذها معه إلى منتجع "مار إيه لاجو" في ولاية فلوريدا بدلاً من تسليمها إلى الوكالة، حسبما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.
ونقل الموقع عن صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، أن الصناديق "احتوت على مراسلات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ونظيره ترمب"، والتي وصفها الأخير ذات مرة بـ"رسائل الحب"، إضافة إلى رسالة من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وذكر التقرير أن الأمر يثير تساؤلات حول ما إذا كان ترمب خالف قانون السجلات الرئاسية الذي يتطلب نقل مثل هذه الوثائق إلى المحفوظات الوطنية بمجرد مغادرة الرئيس لمنصبه، منبهاً أن القانون الأميركي ينص على احتفاظ الولايات المتحدة "بالملكية الكاملة، والحيازة، والسيطرة على السجلات الرئاسية".
ووفقاً للموقع، فإن دار المحفوظات الوطنية أرسلت الشهر الماضي، سجلات من البيت الأبيض في عهد ترمب إلى لجنة مجلس النواب للتحقيق في أحداث اقتحام الكابيتول، العام الماضي، بما في ذلك الوثائق التي حاول الرئيس السابق إخفاءها.
وقال "أكسيوس" إن إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية لم ترد على طلبه للتعليق على الأمر.
"اعتراف بالحب"
وفي أبريل الماضي، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنه "تعرّف إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وأحبّه، في ظل أصعب الظروف".
وشكّلت العلاقة الشخصية بين الزعيمين المحرك الرئيس للدبلوماسية بين واشنطن وبيونج يانج التي تحوّلت من تبادل الإهانات والتهديدات بشن حروب إلى إعلان ترمب حبه للزعيم الكوري الشمالي، بحسب "فرانس برس".
والتقى ترمب، في يونيو 2018 للمرة الأولى كيم جونج أون في سنجافورة، في أول قمة بين البلدين اللذين ما زالا تقنياً في حالة حرب. وعُقد اجتماعان آخران بين ترمب وكيم بعد ذلك.
وبعد بضعة أشهر من اجتماع سنغافورة، تحدّث ترمب أمام حشد من أنصاره عن الحب الذي ولد بينه وبين كيم "لقد كتب لي رسائل جميلة ورائعة. لقد وقعنا في الحب".
وأغدق زعيم كوريا الشمالية تعابير الإطراء المنمّقة على الرئيس الأميركي السابق في الرسائل التي بعث بها إليه ووطدت دبلوماسية الغزل بينهما، وفق ما كشف كتاب جديد عن ترمب تضمن تلك الرسائل.
وكشف كتاب "غضب" للصحفي الاستقصائي البارز في صحيفة "واشنطن بوست" بوب وودورد عن 25 رسالة تبادلها الزعيمان واستخدم فيها كيم تعابير مبالغاً بها في إطار تودده إلى ترمب، بينما تشكلت صداقة غير اعتيادية بينهما.
"صاحب السعادة"
وتوجه كيم الى ترمب في رسائله المفعمة بالثناء والملاحظات الشخصية بلقب "صاحب السعادة"، وفق مقتطفات نشرتها شبكة "سي إن إن".
وكتب كيم في رسالة بعث بها إلى ترمب يوم عيد الميلاد عام 2018 عقب لقائهما الأول في سنجافورة: "حتى الآن ليس بإمكاني نسيان هذه اللحظة التاريخية عندما شددت بيد سعادتك في ذلك المكان المقدس والجميل، في حين كان العالم بأكمله يشاهد باهتمام بالغ وأمل بأن يحيا مجدداً هذا اليوم المشرّف".
وأضاف كيم في رسالة بعث بها في، يونيو عام 2019، "أنا أعتقد أيضاً أن الصداقة العميقة والخاصة بيننا ستعمل كقوة سحرية".
وبعد 3 أسابيع، عقد الزعيمان اجتماعاً أُعلن عنه قبل فترة وجيزة في المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية.
وقبل اللقاء كتب ترامب إلى الزعيم الكوري الشمالي الذي ينتمي إلى الجيل الثالث من عائلته التي حكمت الدولة المعزولة قائلاً إنهما تشاركا "أسلوباً فريداً وصداقة متميزة".
وأضاف: "أنت وأنا فقط وعبر العمل معاً بإمكاننا حل القضايا بين بلدينا، وإنهاء نحو 70 عاماً من العداء"، واصفاً هذا التعاون بأنه "سيكون تاريخياً".
وشدد الرئيس الأميركي على أنه "لم يتخلَّ عن شيء" خلال لقاءاته الثلاثة مع كيم، ومع توقف الدبلوماسية، فقد تباهى ترمب مراراً بتلقيه رسائل "جميلة جداً" و"ممتازة" من كيم.
لكن ومنذ القمة الأولى في سنجافورة بين كيم وترمب لم تفلح الجهود المبذولة لنزع أسلحة الشمال النووية في إحراز أي تقدم يذكر، وحتى رؤساء وكالات الاستخبارات الأميركية حذروا أنه من غير المرجح تخلي بيونج يانج عن ترسانتها.