"كشف التحركات المحتملة" سلاح واشنطن لتعطيل خطط بوتين

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي بعد لقائهما في موسكو - 7 فبراير 2022 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي بعد لقائهما في موسكو - 7 فبراير 2022 - AFP
دبي -الشرق

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على ما وصفته بـ"حرب المعلومات" بين واشنطن وموسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، معتبرة أن ما تقوم واشنطن بنشره من معلومات، "ليس لإثارة قضية الحرب" إنما بهدف "تعطيل خطط بوتين".

وقالت الصحيفة، في تقرير السبت، إنه في الأسابيع الأخيرة، تحدثت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن تفاصيل تحركات قوات العمليات الخاصة الروسية على حدود أوكرانيا، وكشفت عن خطة موسكو لإنشاء مقطع فيديو يحتوي على فظائع مزيفة لاستخدامها كذريعة لغزو كييف.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن نشرت "خطط موسكو الحربية"، وحذرت من أن الغزو قد ينتج عنه آلاف الضحايا، كما قالت إن الضباط الروس لديهم شكوك بشأن بوتين.

وأضافت "نيويورك تايمز"، أن مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، قال، يوم الجمعة الماضي، للصحافيين في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ترى بوادر لتصعيد روسي، وأن هناك "احتمالاً موثوقاً" لشن عمل عسكري فوري.

ويقول مسؤولون آخرون، إن إعلان سوليفان جاء بناء على معلومات استخبارية جديدة رجّحت أن يكون الغزو، الأربعاء المقبل.

ووفقاً لما نقلته "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، فإن سلسلة الإفصاحات "غير العادية" تلك، من قبل واشنطن، والتي تتكشف بنفس سرعة جمع المعلومات وتقييمها، كانت بمثابة أحد أكثر عمليات نشر المعلومات الاستخبارية "عدوانية" من قبل الولايات المتحدة منذ أزمة الصواريخ الكوبية.

"مناورة غير عادية"

واعتبرت الصحيفة، أن ما تفعله الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، "مناورة غير عادية"، قائلة إن الأمر يرجع جزئياً إلى أن بايدن أوضح مراراً وتكراراً أنه لا ينوي إرسال قوات أميركية للدفاع عن كييف، وأن إدارته ترغب في تحذير العالم من وجود تهديد عاجل، "ليس لإثارة قضية الحرب، ولكن لمحاولة منعها".

ووفقاً للصحيفة، فإن إدارة بايدن تأمل في أن يؤدي الكشف عن خطط بوتين إلى تعطيلها، و"ربما تأخير الغزو وشراء المزيد من الوقت للدبلوماسية، أو حتى لإعطاء الرئيس الروسي فرصة لإعادة النظر في التكاليف السياسية والاقتصادية والبشرية إذا اتخذ قرار الغزو".

وفي الوقت ذاته، يقول مسؤولو إدارة بايدن، إن لديهم هدفاً أضيق ولكنه أكثر واقعية، "وهو أنهم يريدون جعل تبرير الغزو بالأكاذيب أمراً أكثر صعوبة على بوتين"، فضلاً عن "تقويض مكانته على المسرح العالمي وبناء الدعم لتبني رد أكثر صرامة على تحركاته"، حسب "نيويورك تايمز".

وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأميركية، "بتحفيز من البيت الأبيض"، رفعت السرية عن المعلومات التي تم إطلاع الكونجرس عليها، ثم تم تبادلها ومناقشتها بين المتحدثين باسم وزارتي الدفاع "البنتاجون" والخارجية الأميركية، وبين الصحافيين.

وقالت "نيويورك تايمز": "بالنظر إلى التاريخ، فإن عمليات الكشف هذه تبدو معقدة، فقبل غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، نشرت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش معلومات استخباراتية تشير إلى أن الغزو له ما يبرره".

وأضافت الصحيفة الأميركية، إلى "وجود معلومات مزعومة بشأن محادثات عسكرية عراقية، وصور لمختبرات أسلحة بيولوجية متنقلة، وبيانات تتهم بغداد ببناء أسطول من الطائرات المسيرة لشن هجوم كيماوي على الولايات المتحدة، ولكن كانت المواد كلها خاطئة، واعتمدت على مصادر كاذبة وتفسيرات خاطئة لأفعال بغداد، إلا أن كبار المسؤولين الذين نظروا إلى المعلومات رأوا ما يريدون رؤيته فقط".

وتابعت، "لكن يقول المسؤولون الأميركيون إن هذا الوضع مختلف للغاية عما يحدث في الوقت الحالي، إذ أنه تم تأكيد مزاعم واشنطن بشأن حشد القوات الروسية من خلال صور الأقمار الصناعية ذات الدقة العالية، التي لم تكن متوفرة من قبل".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، قولهم "في المرة الأخيرة التي تحركت فيها روسيا ضد أوكرانيا في عام 2014، منع مسؤولو الاستخبارات إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، من مشاركة ما يعرفونه. لكن إدارة بايدن درست تلك الأخطاء".

وأضاف المسؤولون، أن عمليات كشف المعلومات الجديدة تظهر مدى تأثير أفريل دي هاينز، مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، وويليام بيرنز مدير الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، اللذان أبديا استعدادهما لرفع السرية عن المعلومات في محاولة لتعطيل التخطيط الروسي.

وقالت إميلي ج. هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "تعلمنا الكثير منذ عام 2014، بشأن كيفية استخدام روسيا لفضاء المعلومات كجزء من أجهزتها الأمنية والعسكرية الشاملة.. تعلمنا الكثير عن كيفية حرمانهم من التأثير المرجو وراء استخدام فنون الحرب تلك".

ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي المخابرات الأميركية، الذي لم تكشف هويته، قوله: "حين يكون لدى وكالات الاستخبارات في البلاد، معلومات يمكن أن تساعد العالم في إصدار أحكام أفضل بشأن النشاط الروسي، فإنه يجب الإفراج عنها، طالما تستطيع تجنب الكشف عن كيفية جمع المعلومات أو من يمررها".

"حرب معلومات"

مسؤولة المخابرات البارزة السابقة بيث سانر، التي كانت تطلع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على المعلومات الاستخباراتية بانتظام، قالت للصحيفة: "أعتقد أنه أمر رائع، إذ تعمل الإفصاحات الأخيرة على إثارة الرعب في الكرملين والأجهزة الأمنية الروسية، والأهم من ذلك، أنها يمكن أن تؤدي لتضييق خيارات بوتين وجعله يفكر ملياً قبل اتخاذ أي خطوة".

ورأت "نيويورك تايمز"، أن "هذه الإفصاحات تمثل حرب معلومات كاملة، ولكنها تُظهر مدى صعوبة تعامل أي دولة ديمقراطية مع أخرى استبدادية، مثل روسيا، وذلك لأن كون الكرملين غير مقيد بنشر الحقيقة يعطيه الأفضلية في مثل هذه الحرب غير التقليدية، لافتة إلى أنه بينما تم التحقق من المزاعم الأميركية بشأن حشد القوات الروسية من خلال صور الأقمار الصناعية، فإنه لا يوجد دليل على المزاعم الروسية، التي وصفها المسؤولون الأميركيون بأنها خاطئة تماماً.

وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق جيه سي جونسون، إن "عمليات الكشف الأخيرة هي وسيلة من قبل إدارة بايدن لتجنب الأخطاء القديمة وللتوضيح لبوتين أن الولايات المتحدة تعرف ما يفعله".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات