يستعد حلف شمال الأطلسي خلال اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء، الأربعاء والخميس، لوضع خطة عسكرية قد تفضي إلى نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جنوب شرقي أوروبا، رداً على الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، بحسب ما ذكر ثلاثة دبلوماسيين لوكالة "رويترز".
وخلال اجتماعات الأربعاء والخميس، من المقرر اتخاذ قرار بشأن إصدار الأمر للقادة العسكريين لوضع خطط نشر مجموعات قتالية يبلغ قوام الواحدة منها نحو ألف جندي في بلغاريا ورومانيا، وربما في سلوفاكيا والمجر.
وسيتعارض أي نشر لقوات "الناتو"، مع مطالب موسكو الأمنية بأن يسحب الحلف قواته من شرق أوروبا.
والاثنين، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع معه في موسكو، بأن الردود من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بشأن الضمانات الأمنية الروسية "لم تكن مُرضية"، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت عرضاً ملموساً بشأن "تقليص المخاطر العسكرية".
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، عشية توجه الوزير لويد أوستن إلى أوروبا، أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر أن بوتين لم يتخذ أي "قرار نهائي" بشأن غزو أوكرانيا من عدمه.
"التصعيد وخفض التصعيد"
ومع تحذير الولايات المتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، قال الدبلوماسيون لـ"رويترز"، إن من المرجح أن يوافق الوزراء على الخطوة الأولى، وهي أن يطلبوا من القادة العسكريين وضع خطة مفصلة لنشر المجموعات القتالية الأربع على الأرض.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي: "سيكون هناك تكليف يسمح لنا بالتصعيد أو خفض التصعيد في حالة سحب روسيا قواتها".
وأوكرانيا ليست من أعضاء حلف الأطلسي ولا توجد معاهدة تلزمه بالدفاع عنها. ومن شأن تعزيز القوات في البحر الأسود أن يظهر جدية الحلف في منطقة ذات أهمية استراتيجية، وفي بلدان مثل المجر وسلوفاكيا لها حدود مع أوكرانيا.
وعرضت فرنسا وبلغاريا قيادة المجموعات القتالية في رومانيا وبلغاريا على الترتيب. وأي قرار نهائي بشأن نشر القوات سيتم اتخاذه في وقت لاحق،
تردد المجر وسلوفاكيا
يؤكد حلف شمال الأطلسي أن تشكيلة المجموعات القتالية المستخدمة في منطقة البلطيق، ليست تمركزاً دائماً للقوات، وإنما "وجوداً مستمراً" لقوات بالتناوب، كي تصبح خط دفاع أول في حالة غزو روسيا أراضي دول بالحلف.
وألمح الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج إلى إمكانية نشر المزيد من المجموعات القتالية. وقال في السابع من فبراير الجاري: "ندرس إجراء تعديلات أطول أجلاً على قوام ووجود (القوات) في الجزء الشرقي من الحلف، لم يتخذ قرار نهائي بعد لكن هناك عملية جارية بالفعل داخل الحلف".
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن "القوات الفرنسية سوف تُنشر في رومانيا فقط، بعد أن يتخذ الحلف قراره"، وإن "تكوين وتسليح المجموعات القتالية قد يستغرق وقتاً".
لكن في ظل حرص المجر وسلوفاكيا على عدم إغضاب روسيا، قال دبلوماسيون إن "الحلف قد يتجنب نشراً للقوات في الجنوب الشرقي، بشكل يماثل تماماً المجموعات القتالية في البلطيق".
وبدلاً من ذلك، قد يلجأ الحلف لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تقودها فرنسا في رومانيا، تقوم بتنسيق تدريبات قوات الحلف في شرق أوروبا، ويسمح ذلك بحركة للقوات من وإلى المنطقة دون وجود رسمي.