أفاد بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفرنسية، الأربعاء، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينج "توافقا على ضرورة تكثيف جهودهما المشتركة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران"، فيما كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الاتفاق بين القوى العالمية وإيران "على بعد أيام ولكن على طهران القيام بقرارات سياسية أساسية".
وقال لودريان خلال لقاء في البرلمان الفرنسي: "إما أن نتوصّل لاتفاق في فيينا حول النووي الإيراني خلال أيام وإما الأزمة" بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
ويوجد ممثلو إيران والقوى العالمية الكبرى حالياً في فيينا، لمناقشة سبل إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في عام 2018 وعاود فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني.
وتجرى المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء أوروبيين منذ أبريل، وسط تنامي مخاوف الغرب بشأن تسارع وتيرة تطور البرنامج النووي الإيراني، والذي يرى الغرب أنه لا يمكن وقفه ما لم يتم إبرام اتفاق قريباً.
"التصريحات ليست ضمانة"
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" الأربعاء نشرت على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني إنه "لا يمكن للرأي العام في إيران قبول تصريح رئيس دولة كضمانة، لا سيما من رئيس الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي".
وكشف وزير الخارجية الإيراني أنه طلب من المفاوضين الإيرانيين "أن يقترحوا على الأطراف الغربية أن تعمد برلماناتها أو رؤساؤها على الأقل بما يشمل الكونجرس الأميركي إلى إعلان التزامها حيال الاتفاق والعودة إلى تطبيقه، على شكل إعلان سياسي".
وأضاف عبد اللهيان أن "التزامات إيران واضحة كمعادلة رياضيات". وتابع قائلاً: "ما ينبغي أن نقوم به وكيف سيتم التحقق من هذه الإجراءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واضح تماماً، لذلك لا داعي للقلق عند الطرف الآخر".
وزاد: "ما زلنا قلقين تجاه الضمانات بشأن عدم انسحاب أميركا من الاتفاق، ونواجه مشاكل في هذه الفترة لأن الجانب الآخر يفتقر إلى مبادرة جادة".
وكان عبد اللهيان، قال الاثنين، خلال اتصال مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن "غياب الرغبة الجادة من جانب الغرب للتوصل إلى اتفاق جيد يتسم بالمصداقية في فيينا أدى إلى إطالة أمد المحادثات بلا داعٍ".
واستؤنفت المحادثات الجارية في فيينا أواخر نوفمبر الماضي، بعد توقفها لأشهر، في أعقاب انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في يونيو.
طلقة فارغة
واعتبر علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في تغريدة على تويتر، الأربعاء، أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية أصبح كـ"طلقة فارغة".
وأضاف: "أخفقت الولايات المتحدة وأوروبا في الوفاء بتعهداتهما بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). أصبح الاتفاق الآن كطلقة فارغة بالنسبة لإيران في المجال الاقتصادي ورفع العقوبات. لن تكون هناك مفاوضات بعيداً عن الاتفاق النووي مع أمريكا غير ملتزمة وأوروبا سلبية".