اتفق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي يزور باريس، الاثنين، على دعم تمويل عدة مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني، في خطوة هي الأولى من نوعها للعمل المشترك بين الرياض وباريس، عقب الخلاف الدبلوماسي بين بيروت ودول الخليج العربية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن جلسة المباحثات بين الوزيرين الفرنسي والسعودي "شهدت متابعة التنسيق الثنائي بين البلدين حيال مستجدات الأوضاع في لبنان"، مشدداً على "ما يعانيه الشعب اللبناني من ظروف صعبة ومن تداعيات أزمة اقتصادية وإنسانية حادة".
ولفتت الوكالة إلى أن الجانبين اتفقا على "تمويل عدة مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني، وكخطوة أولى للعمل المشترك بين السعودية وفرنسا لتقديم الدعم في هذا الخصوص".
وأوضحت أن المشاريع الإنسانية والخيرية "تُعنى بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان، ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا وبعض المنشآت التعليمية الأساسية".
وأكدت "واس" أن المشاريع ستسهم بـ"تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً"، موضحةً أن العمل جارٍ على "إنشاء آلية العمل المشتركة المتفق عليها بين الجانبين لتقديم الدعم للشعب اللبناني وتمويل بعض أنشطة المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان".
وكانت الرياض وباريس اتفقتا في ديسمبر الماضي على إنشاء آلية إنسانية مشتركة لتخفيف معاناة الشعب اللبناني، كخطوة أولى لمعاودة تواصل السعودية مع لبنان، عقب خلاف دبلوماسي بين بيروت ودول الخليج العربية.
الاتفاق النووي
كما جرى خلال جلسة المباحثات الرسمية استعراض أطر العلاقات السعودية الفرنسية وسبل تعزيزها في شتى المجالات، بما يخدم مصالح وتطلعات البلدين، وفقاً لـ"واس".
واستعرض الوزيران أبرز مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة لدعم ركائز الأمن والاستقرار.. كما تناول الجانبان مستجدات الأوضاع في اليمن، بحسب وكالة "واس".
وأكد الوزيران أهمية دعم الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن.
من جانبه، أكد لودريان دعم بلاده "الكامل لمبادرة السلام السعودية التي تم تقديمها في تاريخ 22 مارس الماضي"، معرباً عن "إدانته القاطعة للاعتداءات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي".
وبشأن الملف النووي الإيراني، شدد الطرفان على "أهمية أن يسهم أي اتفاق يتم التوصل إليه في منع إيران من تطوير أو الاستحواذ على سلاح نووي"، مشيرةً إلى أن الوزيرين اتفاق على "أهمية استمرار التنسيق لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن الإقليمي".
وتبادل الوزيران وجهات النظر حيال المستجدات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية الجارية وتطورات الأوضاع المرتبطة بها، وعدد من الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لـ"واس".
يأتي ذلك بعد ساعات من بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأوضاع في أوكرانيا وأثر الأزمة على أسواق الطاقة.
وأوضحت "واس" أن الاتصال تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطوير التعاون في مختلف المجالات، كما بحث الجانبان آخر المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، وعلى رأسها تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وقالت الوكالة إن ولي العهد السعودي أكد حرص بلاده على استقرار وتوازن أسواق البترول والتزامها باتفاق "أوبك بلس".