مسؤول عسكري أميركي: تدريبات روسيا النووية في فبراير كانت رسالة للغرب

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قضاة محاكم التحكيم الروسية ومحاكم الاختصاص العام في نوفو أوجاريوفو - 9 فبراير 2022. - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قضاة محاكم التحكيم الروسية ومحاكم الاختصاص العام في نوفو أوجاريوفو - 9 فبراير 2022. - AFP
دبي-الشرق

قال قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية الأدميرال تشارلز ريتشارد، في جلسة استماع بالكونجرس، إن توقيت استعراض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنظمة الأسلحة النووية في بلاده الشهر الماضي قد جاء لـ"يتزامن مع غزو" أوكرانيا.

وأضاف ريتشارد في شهادة أمام اللجنة الفرعية للقوات المسلحة بمجلس النواب، الثلاثاء، أن القصد من ذلك هو توجيه "رسالة واضحة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.

وحضر بوتين شخصياً التدريبات التي جرت الشهر الماضي وتدريبات أخرى في أكتوبر 2019، والتي أظهرت "مستوى عالٍ من الجاهزية عبر القوات النووية الاستراتيجية لروسيا".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أكد أن التدريبات التي أجرتها قوات الردع الاستراتيجي الروسية، تحت إشراف بوتين، شملت محاكاة استخدام أسلحة نووية.

وجرى هذا التدريب بمشاركة القوات الجوفضائية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية والقوات الاستراتيجية الروسية وأسطولي البحرين الشمالي والأسود في الجيش الروسي، وفقا لشبكة "آر تي" الروسية.

وأكد الكرملين حينها، أن التدريب شمل إطلاق صواريخ باليستية، ومجنحة من طراز "كينجال" و"كاليبر" و"إسكندر" و"يارس" و"سينيفا".

أكبر تدريب نووي

وبحسب "بلومبرغ"، كانت تدريبات 2019 هي أكبر تدريب نووي استراتيجي لروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك من حيث حجم ونطاق القوات النووية المشاركة، وما ينطوي عليها من رسائل استراتيجية.

وذكر ريتشارد أن التدريبات "شملت عمليات القيادة والسيطرة بمشاركة الثالوث النووي بأكمله"، والذي يتمثل في قاذفة قنابل استراتيجية، صاروخ باليستي عابر للقارات، وصواريخ بالستية تطلق من الغواصات.

تهديد أساسي

وقال قائد القيادة الشمالية الأميركية الجنرال جلين فانهيرك، في شهادته المعدة مسبقاً، إن "روسيا هي التهديد العسكري الأساسي لبلادنا، وتركيزها على استهداف أرض الوطن قد وفر النموذج الذي بدأ المنافسون الآخرون في اتباعه".

وتابع أن روسيا استثمرت "موارد كبيرة لتحديث جميع القواعد الثلاث لثالوثها النووي، في محاولة لضمان قدرتها على إلحاق ضرر غير مقبول بوطننا أثناء الصراع". وأشار إلى نشر أول صواريخ باليستية عابرة للقارات في العالم، ومجهزة بمركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت في ديسمبر 2019.

وأشار فانهيرك إلى أن الأسلحة الجديدة مصممة لتنزلق بسرعات عالية للغاية، والمناورة على ارتفاعات منخفضة "لتعقيد قدرتنا على الكشف والتعقب".

وأضاف: "في السنوات القليلة المقبلة، ستسعى روسيا إلى نشر صاروخ باليستي عابر للقارات جديد مجهز لحمل حمولات ثقيلة"، إذ يقول بوتين إن الصاروخ سيكون قادراً على إيصال رؤوس حربية نووية إلى أميركا الشمالية من المسارين الشمالي والجنوبي على حد سواء، والتحايل على التتبع بواسطة الرادارات الأرضية الأميركية.

وقال ريتشارد إن العمل مستمر أيضاً على صاروخ كروز الروسي العابر للقارات "سكاي فول"، الذي يعمل بالطاقة النووية والمركبة تحت الماء ذاتي القيادة من طراز "بوسيدون" المسلح نووياً.

الردع النووي

وأثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 27 فبراير وضع "قوة الردع النووي" في حالة التأهب القصوى، رداً على ما وصفه بـ"الخطوات غير الودية من الغرب"، تساؤلات بشأن الظروف القاهرة التي قد تدفع موسكو لاستخدام هذا السلاح الفتاك، الذي تمتلك منه أكثر من 4 آلاف رأس نووي.

وعلى الرغم من أن استخدام مثل هذا السلاح أمر مستبعد، ولم يطرحه أي طرف خلال الصراع الحالي على نحو جديّ، إلا أن موسكو أقرت بالفعل في 2 يونيو 2020 وثيقة وقعها بوتين بنفسه ونشرها الكرملين على موقعه الرسمي، تتضمن "المبادئ الأساسية" لسياسة الاتحاد الروسي الرسمية بشأن الردع النووي.

وحددت الوثيقة الروسية 4 حالات تبرر استخدام الأسلحة النووية، تتمثل في "إطلاق صواريخ باليستية ضد روسيا أو حليف لها، واستخدام الخصم للسلاح النووي، ومهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرّض لعدوان يهدد وجود الدولة".

تصنيفات