
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، على قرار يندد بـ"أشد العبارات" بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وحصل القرار على موافقة أغلبية ساحقة من أعضاء الجمعية البالغ عدد أعضائها 193 دولة، إذ وافقت عليه 141 دولة بينما رفضته 5 دول فقط وهي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا وإريتريا، وامتنعت 35 دولة عن التصويت.
ونص القرار على تأكيد الالتزام بسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، داخل حدودها المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى مطالبة روسيا بوقف استخدام القوة ضد أوكرانيا والامتناع عن التهديد باستخدام القوة.
وطالب القرار موسكو بأن تسحب قواتها فوراً وبشكل كامل ودون شروط من أوكرانيا، وفق حدودها المعترف بها دولياً.
وشجب القرار الأممي قرار روسيا في 21 فبراير المتعلق بمناطق دونيتسك ولوغانسك، في إشارة لاعتراف موسكو بالمنطقتين كجمهوريتين منفصلتين، واعتبره انتهاكاً لسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها "بما يتعارض مع الميثاق (الأمم المتحدة)"، وطالب موسكو بالتراجع عن ذلك القرار فوراً ودون شروط.
ودعا القرار موسكو إلى التقيد بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك دعا كافة الأطراف للتقيد ببنود اتفاقيات مينسك. وأدان القرار الأممي قرار روسيا بزيادة استعداد قواتها النووية.
الحالة الإنسانية
وأعرب عن بالغ القلق "إزاء تدهور الحالة الإنسانية في أوكرانيا وحولها"، مع تزايد أعداد النازحين داخلياً واللاجئين الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية، وطالب القرار جميع الأطراف بالسماح بالمرور الآمن وغير المقيد إلى خارج أوكرانيا وتيسير وصول المساعدة الإنسانية لمن بداخل أوكرانيا، وتوفير الحماية للمدنيين وموظفي الخدمات الإنسانية.
وتضمن القرار شجب مشاركة بيلاروسيا في "هذا الاستخدام غير المشروع للقوة ضد أوكرانيا" داعياً مينسك إلى التقيد بالتزاماتها الدولية.
وأدان القرار جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني والتجاوزات التي تمس حقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية جنيف، وطالب جميع الأطراف بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
وحث القرار على التوصل إلى "حل سلمي فوري للنزاع بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا من خلال الحوار السياسي والمفاوضات والوساطة وغير ذلك من الوسائل السلمية". ورحب بجهود الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية لوقف التصعيد، وحث القرار على الاستمرار في تلك الجهود.
وذكر القرار أن "عمليات الاتحاد الروسي العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية ذات السيادة تتم على نطاق لم يشهده المجتمع الدولي في أوروبا منذ عقود، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ هذا الجيل من ويلات الحروب".
وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "لا يجوز الاعتراف بشرعية الاستيلاء على الأراضي الناتج عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها".
زيلينسكي يرحب
عقب صدور القرار الأممي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن رسالة الجمعية العامة واضحة، وهي إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا وفتح الباب أمام الحوار والدبلوماسية فوراً.
ونقل مكتب المتحدث باسم الأمين العام عن جوتيريش قوله إن قرار الجمعية العامة بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يعكس حقيقة أساسية وهي أن "العالم يريد إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة في أوكرانيا".
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب روسيا بوقف هجومها على أوكرانيا فوراً.
وأضاف زيلينسكي عبر حسابه على "تويتر": "أنا ممتن للجميع ولكل دولة صوتت لصالح القرار. لقد اخترتم الجانب الصحيح".
واعتبر الرئيس الأوكراني، أن نتيجة التصويت تؤكد تشكيل "تحالف عالمي" مناهض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في السياق نفسه، وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل القرار بأنه يبعث "رسالة قوية" ضد العملية العسكرية الروسية.
وأضاف ميشيل في حسابه على "تويتر": "العالم يرفض بقوة هذا العدوان غير المبرر.. فهذه الهجمات انتهاك صارخ للقانون الدولي".
كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالقرار الأممي.