
في أحدث محاولة لتعزيز الدفاعات الأوكرانية ضد الغزو الروسي، يقوم أعضاء حلف "الناتو" ودول غربية أخرى بإرسال كميات هائلة من إمدادات عسكرية إلى أوكرانيا، اشتملت حتى الآن على أسلحة صغيرة وصواريخ مصممة لتدمير الدبابات والمقاتلات الروسية.
وأثبتت هذه الأسلحة فاعلية بالغة في تقوية الدفاعات الأوكرانية، ما سمح للجنود الأوكرانيين بتحقيق أقصى استفادة من "الأداء الضعيف والعرض الفقير" الذي أبداه الجيش الروسي في هذه الحرب، وفقاً لمجلة "بوبيولار ميكانيكس".
وتعرض المجلة الأميركية قائمة بالأسلحة التي زود بها الغرب أوكرانيا اعتباراً من 1 مارس، مع الأخذ في الاعتبار أن عدداً من الدول الأخرى، على رأسها فرنسا، أعلنت عزمها شحن معدات إلى أوكرانيا، دون أن تحدد أنواع هذه المعدات حتى الآن.
المسدسات والبنادق
وفقاً للمجلة، من المرجح أن تكون معظم البنادق التي تم إرسالها إلى أوكرانيا من نوع "إيه كي-47"، مشيرةً إلى أن بلجيكا تبرعت بـ3 آلاف بندقية، والتشيك 7 آلاف بندقية، إضافة إلى 30 ألف مسدس، في حين أرسلت فنلندا 2500 بندقية، وكذلك فعلت اليونان وليتوانيا والبرتغال، لكن عدد الأسلحة غير معروف.
وأوضحت أن اليونان أرسلت بنادق من نوع "كلاشينكوف"، أما البرتغال فقد أرسلت عدداً غير معروف من بنادق "جي 3" التي "عفا عليها الزمن"، إذ لا تتناسب مع الذخيرة (7.62 وx 39 و5.45 ملم) المستخدمة في البنادق "إيه كي"، ويبقى استخدامها العملي في أوكرانيا محل تساؤل في أفضل الأحوال.
وتحمل قوات المشاة الأوكرانية بالفعل بنادق من طراز "إيه كي"، كانت قد ورثتها عن عضويتها في الاتحاد السوفييتي.
المدافع الرشاشة
تمثل المدافع الرشاشة أحد الأسلحة التي وصلت إلى أوكرانيا من حلفائها، حيث أرسلت التشيك 3 آلاف قطعة منها، بينما تقوم إيطاليا حالياً بإرسال الرشاشات الخفيفة وأخرى "براونينج"، وهي على الأرجح رشاشات ثقيلة من طراز "إم 2".
وتمتاز الرشاشات بأنها مصممة لتعزيز القوة النارية لتشكيلات المشاة. كما يمكن تركيبها على العربات المصفحة.
ومعظم المدافع الرشاشة الحديثة من عيار (7.62 ملم)، لكن بعضها، خاصة تلك التي يتم تثبيتها على الدبابات وغيرها من المركبات القتالية، يصل عياره إلى (12.7 ملم).
كما يمكن استخدام المدافع الرشاشة أيضاً في مواجهة المدرعات الخفيفة.
بنادق القنص
المجلة أشارت إلى أن التشيك قدمت العشرات من بنادق القنص إلى الجيش الأوكراني، بينما اكتفت هولندا بإرسال 100 قطعة منها.
وتتميز هذه البنادق بمعدل الإطلاق الناري السريع إضافة إلى دقتها ومداها، وتهدف إلى القضاء على قوات العدو عن طريق استهداف شخصيات محددة (مثل القادة الميدانيين)، وحاملي الأسلحة الداعمين، وحاملي أجهزة اللاسلكي، وغيرهم.
ويمكن لبنادق القنص الأكبر حجماً، المعروفة تقنياً بـ"البنادق المضادة"، الاشتباك مع المركبات المدرعة الخفيفة، والهوائيات، وأطباق الرادار، والطائرات على الأرض، والأهداف الكبيرة الأخرى التي يمكن إعاقتها بسهولة بطلقات من عيار (0.50) أو أكبر.
"مضاد للدبابات (إم ـ 72)"
من بين المساعدات التي تلقتها أوكرانيا من حلفائها الغربيين، مضاد للدبابات من طراز (إم-72)، حيث أرسلت بلجيكا 200 قطعة، والدنمارك 2700، وفنلندا 1500، والنرويج 2000، وكذلك اليونان.
وشهد هذا الصاروخ الخفيف عملية تطوير في ستينيات القرن الماضي، كسلاح أميركي أحادي الطلقات للقضاء على مدرعات العدو في الميدان.
وبحسب "بوبيولار ميكانيكس"،فإن هذا الصاروخ يتكون من أنبوب إطلاق من الألياف الزجاجية، ومزود بآلية للرؤية، كما يوجد بداخله مقذوف مضاد للدبابات عيار (66 ملم). وبمجرد إطلاق المقذوف، ينفصل أنبوب الإطلاق.
ويمكن للنسخة الأحدث من هذا السلاح (إم ـ 72 إي سي) التي من المحتمل أنها وصلت إلى أوكرانيا، أن تخترق حتى (450 ملم) من المدرعات المتجانسة، ما يجعله قادراً على تعطيل مركبات المشاة الروسية القتالية، واختراق الجناح والدرع الخفي للدبابات الروسية.
"مضاد للدبابات من الجيل التالي"
أفادت تقارير بأن أحد أكثر الأسلحة نجاحاً في ساحة المعركة الأوكرانية هو "مضاد الدبابات من الجيل التالي، وهو "الشقيق الأكبر" لـ(إم ـ 72)، إذ يستخدم أنبوباً أكبر ورأساً حربياً، فيما يبقى نظاماً صاروخياً يمكن التخلص منه.
وقد أرسلت فنلندا 1500 صاروخ من هذا الطراز، ولوكسمبورج 100، والسويد 5 آلاف، والمملكة المتحدة 2000.
وعلى غرار الصاروخ "إم ـ 72"، فإن مضاد الدبابات من الجيل الجديد الذي طورته شركة "ساب" السويدية، غير موجه، ويزن 27 باونداً.
وأوضحت الشركة أن سلاحها هذا يمكن أن "يهزم أي دبابة قتالية رئيسية حديثة"، مشيرة إلى أنه بدلاً من مهاجمة الدبابة وجهاً لوجه، يمكن للصاروخ التحليق فوق الدبابة، ثم يفجر الشحنة من خلال درع السقف الرفيع الخاص بالدبابة. وبمجرد إطلاقه، يتم التخلص من الأنبوب.
بندقية "كارل جوستاف"عديمة الارتداد
أحد أقدم الأسلحة المضادة للدبابات هي البندقية السويدية عديمة الارتداد "كارل جوستاف" التي تتكون من أنبوب إطلاق قابل لإعادة الاستخدام، وقادر على إطلاق قذيفة غير موجهة مضادة للملاجئ والمدرعات، ومضادة للأفراد، ويبلغ قطرها 84 ملم.
ويمكن لهذه البندقية الاشتباك مع مدرعات العدو على مسافة تصل إلى 400 متر. ويستخدم الجيش الأميركي نسخة من البندقية "كارل جوستاف" لدعم قوات المشاة.
ومن المتوقع أن توفر كندا 100 بندقية "كارل جوستاف"، و2000 طلقة عيار (84 ملم)، فيما التزمت أستراليا بتزويد أوكرانيا بأسلحة مضادة للمدرعات لم تسمها، علماً بأنها تملك بنادق "كارل جوستاف" ضمن ترسانتها.
"بانزرفوست 3" المضاد للدبابات
يُعتبر "بانزرفوست 3" الخليفة العصري لسلاح "بانرزفوست" (الدبابات أولاً)، الذي استُخدم في الحرب العالمية الثانية، إذ صمم هذا السلاح، على غرار سلفه، لمنح المشاة الألمان قاذفة صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، ويمكن حملها على الدبابات والمركبات المدرعة.
وعلى الرغم من أنه أيضاً سلاح خفيف يستخدم أنبوب إطلاق قابل لإعادة الاستخدام، لكنه على عكس السلاح السويدي، يطلق مقذوفات فعلية.
ويبلغ قطر مقذوفات "بانزرفوست 3" (110 ملم)، ما يجعلها أكبر بكثير من مقذوفات السلاح "إم ـ 72" الخفيف المضاد للدبابات. ونتيجة لذلك، تستطيع هذه المقذوفات اختراق مزيد من المدرعات الفولاذية حتى عيار (800 ملم).
وعلى عكس الكثير من الأسلحة المضادة للدبابات يمكن إطلاق "بانزرفوست 3" من أماكن مغلقة، مثل غرفة داخل مبنى، دون أن يتعرض مستخدموه لخطر الانفجار الرجعي للمقذوف.
وذكرت المجلة أن ألمانيا أرسلت ألف قطعة من هذا السلاح وهولندا 50، إلى جانب إيطاليا التي لم يُعرف عدد المقذوفات التي أرسلتها.
صاروخ "جافلين" متوسط المدى
في تسعينيات القرن الماضي، استخدم الجيش الأميركي ميدانياً الصاروخ "جافلين" المضاد للدبابات كسلاح متوسط المدى، من الجيل التالي.
ومنذ ذلك الحين، تم تصدير هذا الصاروخ بشكل مكثف إلى حلفاء الولايات المتحدة في حلف "الناتو" وأوكرانيا قبل الغزو الروسي 2022.
ويتكون هذا الصاروخ من جزأين، هما وحدة إطلاق قيادية، وعبوات صاروخية تم وضعها من قبل المصنع ويمكن التخلص منها. و
ترتبط العبوات الصاروخية بوحدة الإطلاق القيادية ما يسمح للمستخدم، ليس فقط باستهداف دبابات العدو، وإنما أيضاً باختيار وضعية الهجوم. وبمجرد إطلاق الصاروخ، يستطيع المشغل التخلص من العبوة الفارغة ووضع أخرى.
ويصل مدى الصاروخ "جافلين" إلى 2500 متر، ويمكنه اختراق دروع الدبابات حتى (800 ملم)، وعلى الرغم من أنه ليس الأكثر قوة بين أقرانه من الرؤوس الحربية المحمولة على صواريخ مضادة للدبابات، لكن الرأس الحربي للصاروخ "جافلين"، يمتاز بكفاءة تدمير دبابة في وضع هجوم علوي.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 360 صاروخاً من طراز "جافلين" إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن تواصل إرسال المزيد من هذا السلاح، ومن المحتمل وفقاً، للمجلة الأميركية، أن تكون المملكة المتحدة وأستراليا ولاتفيا وليتوانيا، أمدّت أوكرانيا بكميات من هذا الصاروخ.
أسلحة متنوعة مضادة للدبابات
أفادت تقارير أن اليونان تقوم بإرسال "قاذفات صواريخ محمولة" إلى أوكرانيا، رغم أنه لا توجد بيانات بشأن نوعها على وجه التحديد.
من جانبها، ترسل إيطاليا أسلحة مضادة للدبابات يمكن أن تتضمن "بانزرفوست 3"، أو الصواريخ القديمة "ميلان" متوسطة المدى المضادة للدبابات.
ويعود الصاروخ "ميلان" إلى حقبة الحرب الباردة، ويصل مداه إلى 2000 متر. ويمكن تزويده بالمصور الحراري الليلي "إم آي آر إيه".
نظام الدفاع الجوي (إف آي إم - 92 ستينجر)
الصاروخ "ستينجر" هو نظام دفاعي جوي يُحمل على الأكتاف، ويتكون من وحدة إطلاق قيادية وصواريخ تم وضعها من قبل المصنع.
ويمكن تثبيته على جناح الطائرات والمروحيات والمسيرات عبر إشارات الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، ويمكنه الاشتباك مع الأهداف على مسافات تصل إلى 3 أميال.
ومن المتوقع أن تصل أعداد صواريخ "ستينجر" التي يرسلها الداعمون الغربيون لأوكرانيا إلى أكثر من ألف، على الرغم من أنه لم يتم استخدام هذه الصواريخ حتى الآن بشكل مكثف، حيث تقوم القوات الجوية الروسية بمهمات على ارتفاعات منخفضة أقل مما كان متوقعاً.
ويعتقد محللون أنه عندما تستنفد روسيا مخزونها من الأسلحة الموجهة بدقة، فستجد نفسها مضطرة لإلقاء قنابل غير موجهة من ارتفاعات أقل، ما يجعلها في متناول الصواريخ "ستينجر".
من جانبها، أرسلت دول البلطيق مثل لاتفيا وإستونيا، وليتوانيا، عدداً غير معروف من الصواريخ "ستينجر" قبل اندلاع الحرب، بينما أرسلت الدنمارك (300 صاروخ)، وألمانيا (500)، وهولندا (200).
المدفعية الميدانية
تسهم الدول الأعضاء في حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي بعدد قليل نسبياً من قطع المدفعية القادرة على توفير أسلحة مضادة للدبابات، وأخرى مضادة للطائرات بتركيز يشبه الليزر، لتقويض القوة الأساسية لروسيا.
وتعد المدفعية أكثر ثقلاً، ويمكن تحييدها سريعاً إذا لم تتم إعادة موضعتها بانتظام.
وتقوم إيطاليا بإرسال عدد غير معروف من مدافع الهاون (على الأرجح من النوع الثقيل والمتوسط، عيار 81 أو 120 ملم)، فيما ستقوم إستونيا بنقل 6 مدافع "هاوتزر" من طراز (دي 30 - عيار 122 ملم) إلى أوكرانيا.
وأشارت مجلة "بوبيولار ميكانيكس" إلى أن نقل هذه المدافع تم تعليقه من قبل ألمانيا التي كانت تبرعت بها لأستونيا، ولها حق الاعتراض "الفيتو" على نقلها.