
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، إن بلاده تعمل على منع "عسكرة الدولة" الأوكرانية و"طرد النازيين الجدد منها" والحفاظ على "حياديتها" من خلال منع عضويتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، معتبراً أن أي بلد يسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا " سيكون طرفاً في النزاع"، معتبراً أن عواقب ذلك القرار إذا تم تطبيقه "ستكون كارثية على العالم".
وأضاف الرئيس الروسي في لقاء تلفزيوني مع عدد من موظفي شركة الطيران الروسية "إيروفلوت"، "لا يمكننا السكوت على فكرة وجود أسلحة نووية قرب حدودنا في ظل الإمكانات التي تمتلكها أوكرانيا"، معتبراً أن موسكو "كانت تحاول حل النزاع في أوكرانيا بطريقة سلمية".
ووصف بوتين، انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" بأنه "كارثة لنا" بسبب البند الخامس من ميثاق الحلف، والذي ينص على أنه إذا "تعرضت أي دولة في الحلف لاعتداء، فإن جميع دول الحلف ملزمة بالدفاع عنها".
واتهم الرئيس الروسي، السلطات الأوكرانية، بـ"عدم احترام اتفاقات مينسك الذي كان طريقاً للسلام حاولنا السير عليه للتمكن من وقف الحرب"، مشيراً إلى أننا "قد نفرض حالة طوارئ جزئية في البلاد، ولكنني لا أرى أن هناك ضرورة لفرض حالة طوارئ شاملة الآن، ولكننا نتابع تطورات الأوضاع".
عواقب الحظر الجوي
وبشأن إمكانية فرض حظر طيران على أوكرانيا، اعتبر بوتين أن لـ"هذا القرار مستحيل وله عواقب كارثية على العالم"، مشدداً على أن "أي تحرك في هذا الشأن سنعتبره مشاركة مباشرة في الأعمال القتالية".
وبشأن العقوبات الغربية المكثفة المفروضة على روسيا، قال بوتين إن العقوبات "أشبه بإعلان حرب، وأن هناك إدراكاً بأن تلك العقوبات لها آثار وخيمة في الجميع"، لافتاً إلى أن بلاده "ستطور بنيتها التحتية لقطاع الطيران من أجل احتواء تداعيات العقوبات".
وأشار بوتين إلى أنه "اضطر" لإعلان حالة التأهب القصوى لقوات الردع النووية.
المفاوضات مع أوكرانيا
وعن المفاوضات مع الجانب الأوكراني، لفت الرئيس الروسي إلى أن موسكو "طرحت اقتراحاتها على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، نترك الرد لهم"، مشيراً إلى "وجود تواصل مباشر بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية بشأن إنشاء ممرات إنسانية في أوكرانيا، ولقد أوقفنا القتال، ولكن لا يسمح المتطرفون القوميون للناس بالخروج من تلك المدن".
وتابع: "من المهم أن يفهم مسؤولو النظام الأوكراني أنهم إذا واصلوا هذا النهج فإنهم يخاطرون بمستقبل ووجود بلادهم أوكرانيا"، مضيفاً "أن السلطات الأوكرانية تمجد المتطرفين القوميين وتصورهم على أنهم أبطال".
وقال الرئيس الروسي إن بلاده "رصدت مقاتلين من بعض الدول الأوروبية والشرق أوسطية، فهم الآن يستخدمون السيارات المفخخة كما يحدث في الشرق الأوسط"، معتبراً أن تلك السياسات "تدمر الدولة ومؤسسات أوكرانيا".
وأضاف "بما أننا سنصل لصفة الحيادية في أوكرانيا ونزع السلاح يجب علينا أن نذكر ما هي الأسلحة الموجودة وتحت سيطرة مَن، وكل ذلك يأتي في إطار تسوية هذه الأزمة التي نبحث في كل خياراتها من الوفد الأوكراني (..) الذي نأمل أن يكون إيجابياً".
أما عن مسار العملية العسكرية، فأكد أنها "تمضي وفق ما خطط له"، موضحاً أنه "لا شك عندي في أن الجيش الروسي سيحقق كل أهدافه".