قادة الاستخبارات الأميركية: بوتين غاضب وسيواصل التصعيد في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز تتحدث خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي وإلى جوارها قادة الوكالات الاستخباراتية – 8 مارس 2022 - Bloomberg
مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز تتحدث خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي وإلى جوارها قادة الوكالات الاستخباراتية – 8 مارس 2022 - Bloomberg
دبي -الشرق

توقع قادة وكالات الاستخبارات الأميركية، الثلاثاء، أن يواصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذين وصفوه بـ"الغاضب والساخط"، تصعيده في أوكرانيا، وسط "حالة الإحباط" التي تحيط بقواته بعد قرابة أسبوعين على غزو أوكرانيا، لكنهم شددوا على أنه "سيكون من الصعب على قواته الاحتفاظ بالسيطرة على بالأراضي التي استولت عليها وتنصيب نظام تابع لموسكو في كييف".

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، خلال جلسة استماع سنوية بمجلس النواب الأميركي بشأن التهديدات العالمية، حسبما نقلت مجلة "بوليتيكو"، إن روسيا وحتى الآن واصلت خطتها بشكل يتسق مع التقييمات الأميركية للخطط التي سيتبعها الجيش الروسي في أوكرانيا، إلا أنهم واجهوا "مقاومة أوكرانية أكبر بكثير" مما توقعوا كما أنهم يواجهون أوجه قصور عسكرية كبيرة.

وقدمت هاينز تقييماتها مع أربعة قادة لوكالات الاستخبارات الأميركية، وهم مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية سكوت بيرير، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومدير وكالة الأمن القومي، بول ناكاسون، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي.

ورسم قادة الاستخبارات خلال جلسة الاستماع، صورة لبوتين على أنه "رئيس غاضب وساخط" يستمع لمجموعة صغيرة من المستشارين "ليس في مصلحة أحدهم تحدي أو مساءلة قراراته"، وأنه "يغلي بتركيبة مظالم متفجرة ضد الغرب منذ سنوات".

تمرد أوكراني واسع

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، عن هاينز، قولها إنه على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيواصل "الخطة القصوى" للسيطرة على أغلب أوكرانيا، إلا أن تحركاً كهذا سيواجه ما تقيمه الاستخبارات الأميركية على أنه "تمرد مستمر وواسع" للقوات الأوكرانية التي أثبتت قوتها عبر الأيام الماضية في القتال ضد الغزاة الروس.

وقالت "بوليتيكو"، إن الملاحظات التي قدمها قادة الاستخبارات، تمثل أكثر التقييمات الأميركية صراحة لتفكير موسكو، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وأشارت الصحيفة في هذا الصدد، إلى أن المتحدثين باسم الإدارة الأميركية، كانوا مترددين بشكل كبير عبر الفترة الماضية في التكهن باستراتيجية الكرملين الحربية في أوكرانيا.

"ما لم يتوقعه بوتين"

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، إن بوتين "توقع غالباً" الكثير من العقوبات المالية التي فرضها الغرب على روسيا رداً على غزو أوكرانيا حين كان يفكر في تكلفة الغزو، لكنه "لم يتوقع المدى الذي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يأخذوه لتقويض قدرته على التخفيف من وقع تلك العقوبات على اقتصاد بلاده".

وبالمثل، قالت هاينز، إنه قلل أيضاً من سحب القطاع الخاص لاستثماراته في روسيا.

وجاءت تقييمات هاينز بالتزامن مع إعلان شركات الطاقة الأوروبية العملاقة تخارجها من السوق الروسي، إذ أعلنت شركتا "بي بي" البريطانية، و"شل" الهولندية الثلاثاء، التوقف عن شراء النفط أو الغاز الروسيين، فيما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن حظراً أميركياً على واردات الطاقة الروسية.

وقالت هاينز، إنه على الرغم من العقوبات والانتكاسات العسكرية، فإن المسؤولين الأميركيين، يعتقدون أن بوتين "من غير المرجح أن يرتدع" وأنه على الأغلب سيواصل التصعيد ومضاعفة خططه لنزع سلاح أوكرانيا، وتحييدها لمنع أي تقارب إضافي لها مع الولايات المتحدة، أو الاندماج في حلف الناتو، "إذا لم يتوصل لتلك النتائج عبر المحادثات الدبلوماسية".

"تهديد الردع النووي"

واعتبرت هاينز، في جلسة الاستماع، أن بوتين "لا يزال في الأغلب واثقاً من قدرة قواته على هزيمة أوكرانيا"، مضيفة أنه يريد منع المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا من تغيير التوازن العسكري الحالي، وإجبار النزاع على الامتداد للناتو.

وقالت إن وضع الرئيس الروسي لقوات الردع النووي في حالة تأهب يتسق مع ذلك التقييم، مشيرة إلى أن التهديد النووي كان "غير معتاد بشكل كبير"، وأن المسؤولين الأميركيين يقدرون أن تموضعه الحالي في هذه المنطقة (التأهب النووي) يهدف على الأرجح لردع الغرب عن تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا فيما يوازن بوتين خياراته لتصعيد النزاع.

"رئيس منعزل وساخط"

وعلى المستوى الشخصي، أشارت هاينز إلى أنه وبحسب تقييم المسؤولين الأميركيين، فإن الرئيس بوتين "يشعر بالغضاضة تجاه الغرب لعدم منحه الاحترام الكافي، وينظر إلى تلك الحرب على أنها حرب لا يسعه خسارتها".

وأضافت المسؤولة الاستخباراتية الأميركية أنه على الرغم من ذلك، فإن ما قد يقبل به بوتين على أنه "نصر" قد يتغير مع مرور الوقت، نظراً للخسارة الكبيرة التي يمنى بها.

من جانبه رسم مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز "صورة لبوتين على أنه "رئيس منعزل وساخط" وعازم على الهيمنة والسيطرة على أوكرانيا لتشكيل توجهها المستقبلي.

وقال إن "بوتين كان يغلي بتركيبة من المظالم والمطامح المتفجرة على مدار سنوات"، مشيراً إلى أن قناعاته الشخصية أصبحت أهم إليه من أي وقت مضى.

ووصف بيرنز كيف خلق بوتين نظاماً داخل الكرملين، "إذ ضاقت دائرته الداخلية من المستشارين أكثر فأكثر بسبب فيروس كورونا". واعتبر بيرنز أنه في هذه الهيراركية فإنه ليس من مصلحة أحد أن "يشكك أو يتحدى تقييمات بوتين".

وتابع بيرنز: "أعتقد أن بوتين غاضب ومحبط الآن. من المرجح أن يواصل التصعيد لسحق الجيش الأوكراني، دون مبالاة بالضحايا المدنيين". 

"افتراضات معيبة"

لكن بيرنز، أشار إلى التحديات التي تواجه الرئيس الروسي، قائلاً إن بوتين "لا توجد لديه أهداف سياسية قابلة للتحقيق في وجه المقاومة الشرسة التي ستستمر من قبل الأوكرانيين". 

ووفقاً لما قاله بيرنز، فإن الرئيس الروسي شن غزوه على أوكرانيا بناءً على عدد من الافتراضات إذا اعتبر أن أوكرانيا ستكون "ضعيفة ويسهل تخويفها" كما كان تقييمه أن الأوروبيين سيتجنبون المخاطرة، وسيتشتت الفرنسيون بالانتخابات المقبلة في إبريل، وكذلك الألمان بتبدل القيادة بعد مغادرة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل منصبها في ديسمبر الماضي.

وأضاف بيرنز أن بوتين اعتقد أن اقتصاده سيكون "مضاداً للعقوبات" عبر تكوين أكبر احتياطي لصندوق الحرب، من العملات الأجنبية، كما أنه كان واثقاً من أنه قام بتحديث الجيش الروسي "لإحراز نصر حاسم وسريع بأقل تكلفة".

واختتم بيرنز تقييمه بالقول، إنه في النهاية "ثبت خطأه في كل الافتراضات"، إذ أثبتت الأيام الـ12 الماضية أنها افتراضات معيبة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات