
قالت وكالة "بلومبرغ" الثلاثاء، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، سيبدأ زيارة إلى الإمارات والسعودية الأربعاء، وسط تزايد الضغوط على أعضاء منظمة "أوبك" لزيادة إنتاج النفط، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن مصدرين رفضا كشف هويتهما، قولهما إنه من المقرر أن يلتقي جونسون، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من مسؤولي الطاقة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي الأربعاء.
ويتجه رئيس الوزراء البريطاني إلى العاصمة السعودية الرياض في وقت لاحق من الأربعاء، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسب ما ذكر المتحدث باسم حكومة المملكة المتحدة.
وقال المتحدث ماكس بلين للصحافيين في لندن: "لا توجد حلول سريعة.. هذا أمر يمثل تحدياً عالمياً.. نحن في حاجة إلى حل عالمي.. لا أعتقد أنه سيتم إصلاحه في زيارة واحدة".
ووفقاً لـ"رويترز"، تأتي الزيارة في إطار جهود جونسون للحصول على المزيد من إمدادات النفط وزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد جونسون بأن هذه الجولة (زيارة السعودية والإمارات) جزء من محاولة لـ "فطام" أوروبا عن الطاقة الروسية، مضيفاً: "علينا التأكد من أن المنتجين الآخرين يفعلون ما في وسعهم.. حيث يجب التعامل مع ارتفاع الأسعار بأي طريقة ممكنة".
وتأتي الزيارة في الوقت الذي يعكر فيه الغزو الروسي لأوكرانيا صفو أسواق الطاقة، مما دفع أسعار النفط الخام إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل.
مقاومة واشنطن
وتضخ السعودية والإمارات أكثر من 13 مليون برميل يومياً من النفط، وهما من بين المنتجين القلائل الذين لديهم طاقة فائضة كبيرة، إضافة إلى ذلك أنهما عضوان رئيسيان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والذي يدخل في تحالف مع روسيا ويعرف باسم "أوبك بلس".
وذكرت "بلومبرغ" أن السعودية والإمارات، قاومتا دعوات من الولايات المتحدة واليابان ودول أوروبية، لتسريع زيادة الإنتاج. وقال الدولتان إن القفزة في الأسعار تعود إلى التوتر الجيوسياسي، وليس بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب.
وفي الأسبوع الماضي، قال سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة، إن أبوظبي ستطلب من الأعضاء الآخرين في "أوبك بلس" زيادة الإنتاج بشكل أسرع، وسط ترحيب من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلّا أن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، خفف التوقعات في وقت لاحق وأكد التزام بلاده بـ"أوبك بلس".
وتعهدت "أوبك بلس" التي ستعقد اجتماعها الوزاري الـ27 في 31 مارس الجاري والأول من أبريل، بإضافة 400 ألف برميل يومياً إضافية إلى الأسواق العالمية كل شهر. ولكن "بلومبرغ" نقلت عن متداولين "أن هذا لا يكفي لخفض الأسعار".
النفط باليوان
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر مطّلعة، بأن السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأميركي على سوق النفط العالمية. ويُعدُّ تحولاً آخر من قِبل أكبر مصدر للنفط الخام في العالم نحو آسيا.
وقالت المصادر، إن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات، لكنها تسارعت هذا العام.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، إن واشنطن لا تطلب من الحلفاء الاختيار بينها وبين الصين، وذلك رداً على سؤال عن تقرير بشأن دراسة السعودية قبول اليوان بديلاً للدولار في مبيعات النفط، حسب ما ذكرت "رويترز".
وتشتري الصين أكثر من 25% من النفط الذي تصدّره السعودية. وإذا تم تسعيرها باليوان، فإن هذه المبيعات ستعزز مكانة العملة الصينية.
مساع لإقناع الرياض
وفي السياق، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، الاثنين، إن جونسون يقود جهوداً لإشراك السعودية في مساعيه الرامية لإيجاد حلول لأزمة الطاقة التي تشهدها الأسواق حالياً.
وذكرت شبكة "سكاي نيوز"، الأحد، أن رئيس الوزراء البريطاني سيتجه إلى السعودية، لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي، بشأن النفط، فيما أوردت صحيفة "ذا تايمز أوف لندن" أن جونسون يسعى لإقناع الرياض بزيادة إنتاجها من النفط.
واستطاع جونسون الحفاظ على علاقات أفضل مع ولي العهد، مقارنة بالرئيس الأميركي جو بايدن وقادة مجموعة السبع الآخرين، وتبادل الثنائي الرسائل عبر تطبيق "واتساب"، بحسب "سكاي".
اقراً أيضاً: