بعد إطلاقها في أوكرانيا.. تعرف على قدرات الصواريخ "فوق الصوتية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
مقاتلة روسية من طراز "ميج 31" تطلق صاروخاً أسرع من الصوت من طراز "كينجال" أثناء تدريب في مكان مجهول بروسيا - 19 فبراير 2022 - REUTERS
مقاتلة روسية من طراز "ميج 31" تطلق صاروخاً أسرع من الصوت من طراز "كينجال" أثناء تدريب في مكان مجهول بروسيا - 19 فبراير 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ "فوق صوتي" في أوكرانيا من أجواء شبه جزيرة القرم، مستهدفاً مستودعاً للوقود في مدينة ميكولاييف الأوكرانية، وهذه هي المرة الثانية التي تستعمل فيها روسيا صاروخاً أسرع من الصوت في الحرب على أوكرانيا بعدما استهدفت ما قالت إنه مستودع للذخيرة بصاروخ كينجال، السبت الماضي.

وفيما يعتبر محللون أن هذا يشكل تطوراً في الحرب على أوكرانيا، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن الاثنين، صحة ما أعلنته الروسية خلال لقاء مع مدراء تنفيذيين لشركات أميركية، بعدما قلل خبراء أسلحة أميركيون وبريطانيون من قدرات روسيا الصاروخية الأسرع من الصوت والدرجة التي قد تغير بها تلك الأسلحة مسار المعركة على الأرض.

ما هي هذه الصواريخ؟

تحلق الصواريخ الأسرع من الصوت بسرعة 5 ماخ وهو ما يعني أنها تحلق بسرعة تفوق سرعة الصورة بـ5 أضعاف.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن الصواريخ الأسرع من الصوت تقسم إلى نوعين: صواريخ كروز "فوق صوتية" مدعومة بمحركات عالية السرعة scramjets، ومركبات "فوق صوتية" انزلاقية، ويتم إطلاقها من صاروخ ولكنها تنزلق إلى أهدافها.

ويعد صاروخ "كينجال" الذي تطلق عليه روسيا اسم الخنجر، وهو صاروخ باليستي يطلق من الجو ولديه القدرة على المناورة، نسخة معدلة من الصاروخ الروسي، إسكندر.

 واستخدمت روسيا الصاروخ "إسكندر" في الحرب في أوكرانيا عدة مرات ولكنه صاروخ يطلق من مركبات أرضية وليس من الجو بحسب توم كاراكاو، مدير مشروع الصواريخ الدفاعية بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن.

وقال كاركاو، إن هناك أنواعاً أخرى من الصواريخ تدخل الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، لكن المقصود بالصواريخ "فوق الصوتية"، هو أنها صواريخ قادرة على التحليق لفترة طويلة بسرعات تفوق سرعة الصوت.

ويمكن لكينجال وإسكندر التحليق في مسارات منخفضة وهما قادران على المناورة، وهو ما يجعل من الصعب معرفة إلى أين يتجه الصاروخ وما الهدف والمسار الذي يتخذه، وهو ما يقود إلى تعقيد مهمة الدفاعات الجوية.

ما الذي يميز صاروخ كينجال؟

بحسب الإعلانات الروسية فإن كينجال يمكنه الوصول إلى سرعة 10 ماخ، أي أسرع من الصوت بعشر مرات.

وبحسب تقرير استخباراتي أميركي أفرج عنه في 17 مارس عبر تقرير لخدمة أبحاث الكونجرس، فإن روسيا أجرت اختباراً للصاروخ في يوليو 2018 من مقاتلة ميج-31 معدلة ووصل إلى هدفه المراد على بعد 500 ميل.

ويشير تقرير الكونجرس إلى أن صاروخ كينجال يمكنه في النهاية حمل رأس نووية وهو قادر على ضرب أهداف أرضية وبحرية، ولكن التقرير حذر من أن الاستخبارات الأميركية لم تتحقق من قدرات الصاروخ المعلن عنها وأن المحللين متشككون في تلك الإعلانات.

ولكن التقرير أشار أيضاً إلى أن الصاروخ مصمم لتفادي الدفاعات المعقدة.

"قابلة للهزيمة"

وكشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن كينجال في حفل قومي متلفز قبيل الانتخابات الرئاسية في 2018.  واعتبر بوتين حينها أن موسكو هي الأولى في العالم في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت، التي يصعب تعقّبها واعتراضها، بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.

وقللت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" حينها من خطاب بوتين، قائلة إن التقييمات الأميركية أخذت في اعتبارها بالفعل القدرات التسليحية الروسية.

وقال كراكاو إنه "تصور خاطئ للغاية أن هذه الأشياء لا يمكن هزيمتها ولا يمكن الدفاع ضدها"، مضيفاً "في النهاية هي مجرد صواريخ".

ما هي الدول التي تملك تلك الصواريخ؟

تتسابق الولايات المتحدة وروسيا والصين، بشكل متسارع لتطوير صواريخ فوق الصوتية وهي تملك أكثر برامج الأسلحة تقدماً في هذا المجال، ولكن دولاً أخرى تطور برامجها الخاصة ومنها اليابان وألمانيا والهند وأستراليا بحسب تقرير الكونجرس.

وتسعى روسيا وراء تطوير أسلحة أسرع من الصوت منذ ثمانينات القرن الماضي، ولكنها سرعت من وتيرة جهودها رداً على الانسحاب الأميركي من معاهدة الحد من الأسلحة الباليستية في 2002 وكذلك نشر الولايات المتحدة لدفاعات صاروخية في أوروبا والأراضي الأميركية خارج البر الرئيسي.

وبخلاف صاروخ كينجال فإن روسيا تعمل عل تطوير برنامجين آخرين للأسلحة"فوق الصوتية" وهما صاروخ تسيركون (زيركون) وصاروخ أفانجارد.

واشنطن تسعى للحاق بموسكو

وتقوم الولايات المتحدة بأبحاثها في هذا المجال منذ أوائل القرن الحالي وهي تطورها بالتعاون مع القوات البحرية والجوية وكذلك الجيش ووكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتطورة.

وأعلنت البحرية الأميركية الاثنين الماضي، استعدادها لنشر أول صاروخ أسرع من الصوت، أواخر العام المقبل، بعد تخلّف الولايات المتحدة عن روسيا في تطوير أسلحة مشابهة.

كما أعلن البنتاجون في نوفمبر الماضي، توقيع عقود مع شركات الصناعات العسكرية الأميركية "رايثيون" و"لوكهيد مارتن" و"نورثروب غرومان" بقيمة 60 مليون دولار، من أجل تطوير نظام صاروخي بإمكانه مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة الصواريخ فوق الصوتية.

عراقيل تواجه البنتاجون

لكن تقرير أعدّته وزارة الدفاع الأميركية ونشر في فبراير الماضي، كشف أن واشنطن تواجه عراقيل في تنفيذ اختبارات لصواريخ أسرع من الصوت، بحسب وكالة "بلومبرغ".

وأبرز التقرير افتقار البنتاجون إلى مساحات واسعة مفتوحة في نطاقات اختباراتها الصاروخية، لإجراء تقييم شامل لأسلحة جديدة أسرع من الصوت، في إطار جهود الولايات المتحدة لتطوير أسلحة الجيل التالي. "كما أن الوزارة تفتقر إلى القدرات الأساسية لتنفيذ اختبارات مناسبة للتهديد الذي تشكّله الصواريخ التي تطوّرها الصين وروسيا"، حسبما ورد في التقرير.

عقبة صينية

وتواجه الولايات المتحدة تقدماً صينياً في المجال نفسه أثار انزعاجها بشدة، إذ كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في نوفمبر، أن الولايات المتحدة تجهل كيفية تطويع الصين لقيود الفيزياء، في اختبار أجرته لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، في يوليو الماضي 2021، وأقلق واشنطن بشأن القدرات العسكرية المتقدّمة لبكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" فوجئوا بهذا التقدّم، الذي أتاح لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي مركبة فضائية قادرة على المناورة ويمكنها حمل رأس حربي نووي، إطلاق صاروخ منفصل، بسرعة تزيد على 5 أضعاف سرعة الصوت، خلال منتصف العملية في الغلاف الجوي فوق بحر الصين الجنوبي، وهذه قدرة لم تظهرها دولة سابقاً.

وتابعت أن خبراء في وكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتقدّمة (داربا)، التابعة للبنتاجون، يجهلون كيفية تطويع الصين قيود الفيزياء، من خلال إطلاق ما سمّته "إجراءات مضادة" من مركبة تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت.

ويدرس خبراء عسكريون البيانات المتعلّقة بهذا الاختبار، لفهم كيفية إتقان الصين لهذه التكنولوجيا. كما أنهم يناقشون الغرض من الصاروخ، الذي أطلقته مركبة تفوق سرعتها سرعة الصوت، دون هدف واضح خاص بها، قبل أن تسقط في الماء.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات