
قال جيشا كوريا الجنوبية واليابان، إن كوريا الشمالية أطلقت ما قد يكون صاروخاً باليستياً طويل المدى قبالة ساحلها الشرقي، الخميس، في أول تجربة إطلاق فيما يبدو منذ تردد أنباء عن انفجار صاروخ بالجو فوق بيونج يانج الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، عن هيئة الأركان المشتركة في البلاد، قولها إنها رصدت إطلاق "مقذوف غير محدد" من كوريا الشمالية يعتقد أنه صاروخ بعيد المدى وربما يكون "صاروخاً باليستياً عابراً للقارات"، أطلق على مسار مرتفع.
ولم تؤكد وزارة الدفاع في سيول بعد ما إذا كان الاختبار يتضمن صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، والذي لم يتم اختباره بمدى كامل منذ عام 2017.
وأعلنت اليابان كذلك رصد الإطلاق، ووجّه خفر السواحل الياباني إنذارًا إلى السفن بشأن ما قد يكون "صاروخًا بالستيًا من الممكن أن يكون قد أُطلق من كوريا الشمالية". وأكد في وقت لاحق سقوط المقذوف في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان على بُعد 170 كلم من سواحل البلاد.
ودعت سيول وطوكيو مجلسي الأمن الوطني فيهما إلى اجتماع عاجل بسبب الإطلاق.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إين أن المقذوف الذي أطلقته كوريا الشمالية في وقت سابق الخميس هو صاروخ بالستي عابر للقارات.
وقال مون في بيان، إن الخطوة التي قامت بها جارة بلاده الشمالية تشكل "خرقاً لتعليق إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات الذي وعد به الزعيم (الكوري الشمالي) كيم جونج أون المجتمع الدولي"، وخرقا أيضا لعقوبات الأمم المتحدة على بيونج يانج.
من جهته، أكد وزير الدولة الياباني لشؤون الدفاع ماكوتو أونيكي سقوط الصاروخ في المياه الاقتصادية الخاصة للبلاده على بعد 150 كلم شرق شبه جزيرة هوكايدو أوشيما، مرجحاً أن يكون "صاروخاً بالستياً جديداً عابراً للقارات" نظراً إلى تحليقه على ارتفاع أكثر من 6 آلاف متر.
إدانة أميركية
أدانت الولايات المتحدة "بشدة" إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، ودعت المجتمع الدولي إلى تحميل بيونج يانج مسؤولية خرق قرارات صادرة عن مجلس الأمن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان، إن واشنطن "تدين بشدة كوريا المشالية لاختبارها صاروخاً بالستياً بعيد المدى"، معتبرة ذلك "خرقاً فاضحاً لقرارات عدة من مجلس الأمن الدولي، ويزيد من التوترات بلا داعٍ، ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
13 تجربة
وسيكون إطلاق الخميس هو التجربة الثالثة عشرة على الأقل، التي تجريها كوريا الشمالية لصواريخ باليستية هذا العام، في وتيرة غير مسبوقة أثارت إدانات من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
وجاء تحرك كوريا الشمالية بعد 4 أيام من تجربتها المدفعية الأحد الماضي، التي استعرضت أنواعاً جديدة من نظم قاذفات الصواريخ المتعددة خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت هذه الصواريخ أقل لفتاً للانتباه من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي أثارت قلقاً دولياً.
وأضافت بيونج يانج النظم الجديدة إلى ترسانتها الضخمة التي تضم مدفعيات وصواريخ قادرة على ضرب أهداف محتملة في الجنوب.
وقالت القيادة المشتركة لجيش كوريا الجنوبية، في بيان الأحد الماضي، إن كوريا الشمالية أطلقت ما يفترض أنها طلقات من قاذفة صواريخ متعددة. وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء، أنها 4 زخات أطلقتها بيونج يانج لنحو الساعة باتجاه الساحل الغربي، من موقع غير محدد في إقليم بيونجان الجنوبي.
وفي 16 الجاري، أطلقت كوريا الشمالية ما يعتقد أنه صاروخ انفجر بعد فترة وجيزة من إقلاعه في سماء بيونج يانج.
"أكبر نظام صواريخ باليستي"
وحذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، من أن بيونج يانج ربما تستعد لاختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بمدى كامل لأول مرة منذ عام 2017 ربما تحت ستار إطلاق قمر صناعي.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن اثنين على الأقل من الاختبارات الأخيرة، في 27 فبراير و5 مارس، أظهرتا أكبر نظام صواريخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية حتى الآن، والمعروف باسم "الصاروخ الوحش" أو "هواسونج 17"، وهو نظام جديد لم يتم إطلاقه سابقاً.
ولم يظهر المدى الكامل للصاروخ في عمليتي الإطلاق، ورجّح محللون أن تكون كوريا الشمالية استخدمت مرحلة واحدة فقط من الصاروخ، أو عدلت كمية الوقود فيه للطيران على ارتفاعات منخفضة.
"أنشطة مشبوهة"
وفي 8 مارس، قال محللون في الولايات المتحدة، إن صور أقمار صناعية تجارية أظهرت أعمال بناء في موقع "بانجي-ري" للتجارب النووية في كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ إغلاقه في عام 2018.
ويوجد موقع بانجي-ري شمال شرقي كوريا الشمالية، وهو المنشأة الوحيدة المعروفة في البلاد للتجارب النووية. وقال حينها متخصصون في "مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من الانتشار النووي" في كاليفورنيا، إن الصور أظهرت بوادر أنشطة في الموقع، ومنها تشييد مبنى جديد وإصلاح آخر.
وكانت كوريا الشمالية أغلقت الموقع عام 2018، عندما أعلنت من جانب واحد وقفاً مؤقتاً للتجارب على الأسلحة النووية. لكن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قال حينها، إن الوقف لم يعد ملزماً في ظل توقف محادثات نزع السلاح النووي.
وقال خبراء "مركز جيمس مارتن"، إن التغيرات التي طرأت على الموقع حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، وما زال من الصعب التحديد على وجه الدقة ماذا يُبنى ولأي غرض.
وجاء في التقرير "من المحتمل أن كوريا الشمالية تعتزم جعل الموقع في حالة استعداد لإجراء تفجيرات نووية"، لكن الخبراء يقولون إن الأمر قد يستغرق شهوراً، وربما سنوات.
وتوقفت المحادثات الرامية لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن ترسانتها من الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية البعيدة المدى منذ عام 2019.
"مراقبة واشنطن وحلفائها"
ولم تحدد بيونج يانج نظام الصواريخ المستخدم في عمليات الإطلاق هذه، لكنها أعلنت أنها تختبر مكونات نظام أقمار صناعية للاستطلاع.
وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، حينها، إن كوريا الشمالية ستطلق قريبا أقماراً صناعية متعددة لمراقبة التحركات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.