بعد تعزيز "الجناح الشرقي".. خارطة انتشار المجموعات القتالية للناتو

time reading iconدقائق القراءة - 12
جنود أميركيون ضمن قوات الناتو المنتشرة في أرلامو ببولندا- 23 فبراير 2022 - REUTERS
جنود أميركيون ضمن قوات الناتو المنتشرة في أرلامو ببولندا- 23 فبراير 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

اتفق قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماعهم في بروكسل الخميس، على تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، بما يشمل تشكيل 4 مجموعات قتالية جديدة في سلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا والمجر.

وبهذه الإضافة يرتفع عدد المجموعات القتالية للناتو في الجناح الشرقي إلى 8 مجموعات، تختلف من حيث عديدها وقدراتها العسكرية.

ويقصد بـ"الجناح الشرقي" دول شرق ووسط أوروبا التي انضمت إلى الحلف بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين.

وأول هذه الدول انضماماً إلى الحلف التشيك والمجر وبولندا (1999)، ثم بلغاريا وإستونيا ولا تفيا، وليتوانيا، ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا (2004)، تلتها بعد ذلك ألبانيا وكرواتيا (2008)، وأخيراً مونتنيغرو أو الجبل الأسود (2017).

ومنذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، يعمل الناتو على إرسال المزيد من السفن والطائرات والقوات إلى أعضائه في شرق أوروبا، لتعزيز موقف الحلف الردعي والدفاعي، خصوصاً في الدول التي تجمعها حدود جغرافية مع روسيا.

تعزيز الجناح الشرقي

وفي أكبر تعزيز للجناح الشرقي منذ إنشاء التحالف، قال قادة الحلف في بيان الخميس إثر قمتهم الطارئة في بروكسل، إنه رداً على السلوك الروسي "قمنا بتنشيط خطط الدفاع لحلف الناتو، ونشرنا عناصر من قوة الرد التابعة لحلف الناتو، ووضعنا 40 ألف جندي على جناحنا الشرقي، جنباً إلى جنب مع الأصول الجوية والبحرية المهمة".

ومع الدول الأربعة الجديدة التي تم الإعلان عنها الخميس، يصبح لدى الحلف مجموعات قتالية متمركزة عبر 8 دول في شرق أوروبا، مستعدة عسكرياً وجاهزة للقتال.

ويعود نشر المجموعات القتالية في شرق أوروبا إلى قمة وارسو في 2016 التي قررت إرساء وجود عسكري أمامي ودائم في كل من إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا.

ومنذ ذلك الحين بقيت خارطة انتشار المجموعات القتالية متعددة الجنسيات للحلف على حالها إلى أن تم الإعلان الخميس عن هذه الإضافات الجديدة.

إستونيا

تتمركز المجموعة القتالية للناتو بإستونيا في مدينة تابا، وتقودها المملكة المتحدة بالتنسيق مع القوات الإستونية، ويبلغ قوامها ألف و146 جندياً.

وتساهم بريطانيا بـ808 جنود في هذه المجموعة، هم عبارة عن كتيبة مشاة مدرَّعة تتضمن دبابات وعربات قتال مصفحة، إضافة إلى جنود مدفعية، وعناصر للدفاع الجوي، ومجموعة للمراقبة والاستطلاع، وعناصر للدعم اللوجيستي.

كما تساهم فرنسا في هذه المجموعة بـ337 جندياً يتشكلون من وحدة للدبابات والمدرعات مصحوبة بفصيلة للدعم الهندسي.

وإلى جانب المجموعة القتالية يستخدم الناتو قاعدة أوماري الجوية في إستونيا ضمن عملياته للشرطة الجوية ورصد تحركات المقاتلات الروسية بالقرب من أجواء دول الحلف.

لاتفيا

أما المجموعة القتالية في لاتفيا فهي تحت قيادة كندا، وتتمركز في مدينة أدازي، ويبلغ قوامها 1650 جندياً.

وتساهم كندا في هذه المجموعة بـ572 جندياً، تليها في العدد إسبانيا بـ346 جندياً، ثم إيطاليا بـ250 جندياً فبولندا بـ177 جندياً، فيما يأتي بقية الجنود من سلوفاكيا وجمهورية التشيك وسلوفينيا وألبانيا ومونتنيغرو.

 وتضم المجموعة سرية مشاة ميكانيكية مع عربات قتال مصفحة، وفرقاً للدعم القتالي والاستطلاع، إضافة إلى فريق متخصص في الدفاع الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي.

كما تضم المجموعة أيضاً فرقاً للدفاع الجوي التكتيكي، وعناصر للدعم اللوجيستي والهندسي، ووحدة مدفعية.

ليتوانيا

وتقود ألمانيا المجموعة القتالية المتمركزة في مدينة روكلا بليتوانيا، والتي يبلغ قوامها 1103 جنود.

وتساهم ألمانيا بـ543 جندياً في هذه المجموعة، تليها هولندا بـ270 جندياً ثم النرويج بـ150 جندياً، فيما تسهم جمهورية التشيك وبلجيكا ولوكسمبورغ بالعدد المتبقي.

وتضم المجموعة سرية مشاة ميكانيكية، ووحدة للدبابات والمدرعات، وعناصر للإسناد القتالي، ووحدة دفاع جوي أرضية، إضافة إلى فرق للنقل والدعم اللوجيستي.

كما تعد قاعدة شياولياي الجوية في ليتوانيا مركزاً رئيساً لعمليات الناتو الجوية لحماية أجواء دول البلطيق.

بولندا

وتتولى الولايات المتحدة قيادة المجموعة القتالية المتمركزة في بولندا، والتي يبلغ قوامها 1058 جندياً.

وتساهم الولايات المتحدة في المجموعة بـ797 جندياً، تليها المملكة المتحدة بـ137 جندياً، ثم رومانيا بـ120 جندياً، فكرواتيا بـ4 جنود فقط.

وتتشكَّل المجموعة من كتيبة مشاة ميكانيكية مع دعم قتالي، ووحدة مدفعية، وفرق للاستطلاع والدعم اللوجيستي.

وبالإضافة إلى مجموعة الناتو القتالية، ينتشر في بولندا ما يزيد على 9 آلاف جندي أميركي، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بما في ذلك الفرقة 28 المحمولة جواً التي تم نشرها منذ فبراير الماضي مع إرهاصات الغزو الروسي لأوكرانيا.

رومانيا

وقرَّر الحلف الخميس، إنشاء مجموعة قتالية جديدة في رومانيا التي استقبلت مطلع مارس الماضي 500 جندي فرنسي من وحدات قوة الرد التابعة للناتو، وذلك ضمن إجراءات الحلف لتعزيز موقفه الدفاعي في الجناح الشرقي.

ولم يعلن الحلف بعد عن التفاصيل المتعلقة بتركيبة المجموعة الجديدة، لكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، كان قد أشار في تصريحات سابقة هذا الشهر إلى أنها قد تتشكَّل من ألف جندي من عدد الدول.

وكان الحلف رحَّب بنقل الولايات المتحدة ألف جندي من سرية مشاة ميكانيكية للمدرعات من طراز سترايكر، إلى رومانيا قادمين من ألمانيا، لتتم إضافتهم إلى 900 جندي أميركي منتشرين بالفعل في البلاد.

كما تنشتر في رومانيا قوات أخرى من دول حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك قوات تابعة لإيطاليا وألمانيا وبولندا.

بلغاريا

وفي بلغاريا أيضاً من المتوقع، بحسب وكالة "رويترز"، أن تضم المجموعة القتالية الجديدة التي سيتم إقامتها هناك ألف جندي.

وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف، إن أكثر من 150 جندياً بريطانيا سينضمون إلى المجموعة القتالية للناتو، لافتاً إلى أن المحادثات أيضاً تجري مع إيطاليا لإرسال قوات إلى البلاد.

كما وافقت الولايات المتحدة على نشر سرية مشاة ميكانيكية للمدرعات من طراز سترايكر ضمن الوحدة البلغارية الجديدة.

سلوفاكيا

ومن المتوقع أن تضم المجموعة الجديدة للناتو في سلوفاكيا أكثر من ألفي جندي من دول مختلفة. وكان البرلمان السلوفاكي سمح في منتصف مارس الجاري بتمركز جنود أجانب من الحلف قد يصل عددهم إلى 2100 جندي، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وسيتم بداية إرسال وحدة من "الوجود الأمامي المعزز" لحلف شمال الأطلسي قوامها حوالي 1200 رجل، قادمين من التشيك وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة وبولندا وسلوفينيا.

كما عمل الحلف على تعزيز دفاعاته الجوية في البلاد، إذ أعلن وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد الأحد الماضي، بدء وصول منظومة الدفاع الجوي باتريوت إلى بلاده من دول أعضاء في الناتو، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وتتولى القوات الألمانية والهولندية تشغيل هذه المنظومة التي ستنشر في بادئ الأمر بقاعدة سلياتش الجوية بوسط سلوفاكيا للمساعدة في تعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

المجر

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه سيتم إرسال نحو ألف جندي إلى المجر، وذلك ضمن المجموعة القتالية الجديدة للناتو. 

وسمحت المجر بنشر قوات الناتو في غرب البلاد وشحنات الأسلحة بعبور أراضيها إلى الدول الأخرى الأعضاء في الناتو، وفقاً لمرسوم وقعه رئيس الوزراء فيكتور أوربان في السابع من مارس الجاري.

ووفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي، ستدعم هذه المجموعات القتالية الجديدة في سلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا والمجر، 130 طائرة و140 سفينة حربية، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي متطورة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض الخميس، إن "إنشاء 4 مجموعات قتالية جديدة في سلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا والمجر يعد إشارة قوية إلى أننا سنقوم بشكل جماعي بالدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو وحمايته".

مقاربة جديدة

واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن إعلان الناتو بشأن المجموعات القتالية، يشير إلى تغيير في الطريقة التي ينظر بها مخططو الناتو العسكريون إلى الجناح الشرقي للحلف.

ونقلت المجلة عن خبيرة القضايا الأمنية في مركز تحليل السياسات الأوروبية لورين سبيرانزا، قولها: "يبدو أن الناتو بدأ في التحول من موقف الردع عن طريق الحواجز العسكرية البسيطة إلى الردع من خلال الدفاع المتقدم". 

وأضافت: "هذه خطوة طال انتظارها لإعادة التوازن إلى تموضع قوة الناتو، والتأكد من تعزيز الجناح الجنوبي الشرقي للحلف بالطريقة نفسها التي يتم بها تعزيز الجزء الشمالي الشرقي"، على حد تعبيرها.

وقدَّرت صحيفة "جارديان" البريطانية أنه تم نشر أكثر من 20 ألف جندي من الناتو، غالبيتهم من القوات الأميركية، في دول البلطيق وبولندا وبقية أوروبا الشرقية، وذلك في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: