السعودية: اعتداء حوثي يهدد أمن واستقرار إمدادات الطاقة للأسواق العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 11
تصاعد ألسنة اللهب والدخان من محطة أرامكو بجدّة بعد استهدافها بهجمة حوثية- 25 مارس 2022  - AFP
تصاعد ألسنة اللهب والدخان من محطة أرامكو بجدّة بعد استهدافها بهجمة حوثية- 25 مارس 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال التحالف العربي في اليمن، الجمعة، إن جماعة الحوثي استهدفت مدنيين ومنشآت اقتصادية في السعودية، فيما حذّرت المملكة من أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، بينما نددت دول أوروبية وعربية بـ"الهجوم الحوثي".

واستهدفت الهجمات محطة لشركة أرامكو النفطية بجدة، وخزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، ومحطة للكهرباء بصامطة، فيما تصدت الدفاعات السعودية لهجمة بصاروخ باليستي استهدفت محطة نفطية بجازان ومسيرة مفخخة كانت تستهدف نجران.

ولم تؤدِّ الهجمات إلى وفيات أو إصابات، ولكنها أحدثت أضراراً مادية طالت بعض المركبات المدنية وكذلك المباني السكنية.

وأشار التحالف مساء الجمعة، إلى أنه يراقب نشاطاً وتحركات مشبوهة لإطلاق هجمات عدائية من مطار صنعاء الدولي.

وأضاف التحالف في بيان صحافي أن "على الحوثيين احترام القانون الدولي، ووقف التصعيد باستخدام المواقع ذات الحماية الخاصة"، لافتاً إلى أن "صمت المنظمات عن مهاجمة المدنيين باستخدام مواقع محمية يضعها أمام مسؤولية أخلاقية".

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، العميد تركي المالكي، إن الدلائل تشير إلى أن الهجوم الذي تعرضت له محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة، يقف وراءه "الميلشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران" حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأعلن التحالف أن الدفاعات السعودية دمّرت صاروخاً باليستياً، أطلقه الحوثيون باتجاه جازان، ومسيرةً مفخخة أطلقوها باتجاه نجران.

وقال التحالف في بيان إن الهجوم على خزانات المياه بظهران خلف أضراراً مادية في بعض المركبات المدنية، والمنازل السكنية.

مصدر الهجمات

 وأشار التحالف العربي في اليمن إلى أن الهجمات التي استهدفت خزّانات المياه بظهران الجنوب انطلقت من مطار صنعاء الدولي، فيما انطلقت الهجمات التي استهدفت محطة أرامكو بجدة ومحطة الكهرباء بصامطة من مدينة الحديدة.

وأضاف أن الحوثيين استخدموا مواقع "ذات حماية خاصة" لاستهداف المدنيين والمنشآت الاقتصادية.

وشدد التحالف على أنه لا يزال يراقب "نشاطات مشبوهة لإطلاق هجمات عدائية من مواقع ذات حماية خاصة"، مضيفاً: "ما زلنا نمارس ضبط النفس".

وكان التحالف أعلن أن الدفاعات السعودية دمرت 6 مسيرات مفخخة، أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية فجر الجمعة.

"تفسير يمني"

واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن تصاعد الهجمات التي تنفذها مليشيا الحوثي على السعودية بإيعاز وتسليح وتخطيط إيراني، في ظل دعوات وجهود التهدئة والحوار، "يؤكد رفضها المطلق للسلام وارتهانها لنظام طهران وتنفيذ سياساته التخريبية في المنطقة".

وأضاف أن هذا التصعيد الخطير الذي لا يستهدف السعودية فحسب بل الاقتصاد العالمي وإمدادات الطاقة للسوق العالمية في ظرف بالغ الحساسية، "لم يكن ليحدث لولا استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن ممارسات النظام الإيراني وإنشاءه للمليشيات الطائفية وتسليحها وتدريبها واستخدامها لزعزعة الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

زعزعة إمدادات الطاقة

وحذّر مصدر بوزارة الطاقة السعودية، الجمعة، من أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، وجدد التأكيد على ما أعلنت عنه السعودية سابقاً، من أنها "لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران".

ونبّه إلى ضرورة أن يعي العالم خطورة تزويد إيران، جماعة الحوثي، بـ"تقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة".

وقال إن الهجوم على محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدّة، حدث بمقذوف صاروخي، بالتزامن مع تعرّض محطة "المختارة" في جازان لهجوم مماثل، مضيفاً أن "هذه الهجمات الإجرامية، لم تسبب إصابات أو وفيات".

وأعرب المصدر عن "إدانة المملكة، الشديدة، لھذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والمناطق المدنية انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية".

وأشار المصدر ذاته، إلى الآثار الجسيمة التي تترتب على استهداف قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، الأمر الذي "سيُفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلى الأسواق العالمية، وهو ما يهدد، بلا شك، أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية".

وأضاف: "بات واضحاً أن هذه الهجمات التخريبية الإرهابية، ومن يقفون وراءها، لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلباً في الاقتصاد العالمي، خاصةً في هذه الظروف بالغة الحساسية التي يشهدها العالم وتشهدها أسواق الطاقة العالمية".

ودعا المصدر ذاته دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الاعتداءات، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها".

إدانة دولية وعربية واسعة

وأثارت الهجمات الحوثية إدانات دولية وعربية واسعة، إذ أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومصر والإمارات وقطر والكويت والبحرين والسودان والجزائر، عن استنكارها لتلك الهجمات ووقوفها إلى جانب المملكة.

وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، في بيان صادر عن البيت الأبيض، إدانة الولايات المتحدة للهجمات، معتبراً "الهجمات غير المبررة على منشآت النفط التابعة لأرامكو وكذلك المنشآت المدنية في نجران وجازان وظهران الجنوب، أعمالاً إرهابية تهدف إلى إطالة أمد معاناة الشعب اليمني".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر، إن تلك الهجمات "غير مقبولة وسنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز أنظمتهم الدفاعية مع العمل من أجل حل دائم للنزاع" في اليمن.

فيما أدان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الهجمات "بشدّة" قائلاً إن اعتداءات الحوثيين تعرض حياة المدنيين للخطر ويجب أن تتوقف.

كما أعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، عن إدانتها لتلك الهجمات قائلة: "اعتداء شنيع على جدة، يأتي بعد اعتداءات مماثلة نفذها الحوثيون قبل أسبوع. أدين هذا الفعل المتهور وأدعو إلى وقف فوري لهذا العنف".

واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية أن الهجمات ضد السعودية "تنتهك القانون الإنساني الدولي وتقوض الاستقرار الإقليمي". فيما دانت وزارة الخارجية الفرنسية، الهجمات واعتبرتها "تهديداً لأمن المنطقة".

دعم مصري وتنديد إماراتي

وتلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعرب فيه عن إدانته للهجمات ووقوف مصر الدائم إلى جانب المملكة، مشدداً على "الارتباط الوثيق بين أمن واستقرار البلدين الشقيقين".

واستنكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان الجمعة، "مواصلة ميليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية الخسيسة التي تستهدف أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة ومنشآتها الحيوية والمدنية".

وقالت إن مصر إذ تؤكد مجدداً على شجبها التام ورفضها المُطلق لهذه الأعمال الإرهابية الخسيسة ولأي عمل جبان يستهدف أمن واستقرار الشقيقة السعودية، فإنها تعيد التأكيد على وقوفها جنباً إلى جنب مع المملكة فيما تتخذه من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلديّن الشقيقيّن.

وقالت الإمارات إنها تدين وتستنكر "استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية، والمنشآت الاقتصادية والحيوية في عدد من المواقع في المملكة، من خلال صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مفخخة".

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن "استمرار هذه الهجمات لميليشيا الحوثي الإرهابية يُعد تحدياً للمجتمع الدولي والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية".

وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف المنشآت النفطية بجدة وجازان واعتبرت استهداف المنشآت النفطية والمرافق الحيوية "عملاً تخريبياً خطيراً" ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية، ومن شأنه التأثير على أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم.

وجددت موقفها الثابت الرافض للعنف واستهداف المنشآت الحيوية مهما كانت الدوافع والأسباب.

مطالب خليجية وعربية وإسلامية

من جهته، دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح مبارك الحجرف، بأشد العبارات استمرار جماعة الحوثي في "إطلاق مسيرات مفخخة باتجاه المنطقة الجنوبية للسعودية، بشكل ممنهج ومتعمد، مستهدفة المدنيين الآمنين والمنشآت المدنية".

وأكد الحجرف أن استمرار هذه الاعتداءات واستهداف المنشأت المدنية ومحطات الطاقة، تشكل تهديداً للأمن والاستقرار وكذلك "تضر بالاقتصاد العالمي وإمدادات الطاقة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي وقفه حازمة تجاه هذه الاعتداءات وما تمثله من انتهاك  للقانون الدولي".

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن استمرار جماعة الحوثي في إطلاق المسيرات المفخخة باتجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة يعد "عملاً إرهابياً خطيراً ينطوي على تهديد جسيم للأمن في المنطقة، ولإمدادات الطاقة، في وقت يمر به الاقتصاد الدولي بظرفٍ دقيق".

وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن إدانتها واستنكارها لتلك الهجمات العدائية التي تستهدف السعودية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات