قائد عسكري أميركي: غزو الصين لتايوان "يمكن أن يحدث بالفعل"

time reading iconدقائق القراءة - 6
أفراد من القوات الخاصة التايوانية يتدربون في شينشو - تايوان - 25 مارس 2022 - REUTERS
أفراد من القوات الخاصة التايوانية يتدربون في شينشو - تايوان - 25 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قال قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال جون سي أكويلينو، إن شن هجوم صيني على تايوان "يمكن أن يحدث فعلاً"، ورأى أن الغزو الروسي لأوكرانيا سلط الضوء على "التهديد الخطير" الذي تشكله الصين على الجزيرة.

وبيّن أكويلينو، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن "الصين أظهرت جرأة على مدار العام الماضي تراوحت بين نشاطها العسكري متزايد الحزم بالقرب من تايوان، وأجزاء أخرى من بحر الصين الجنوبي، بجانب التوسع النووي السريع، واختبار أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في يوليو".

وقال أكويلينو خلال زيارته الأولى لأستراليا بصفته قائداً للقوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ: "لا أعتقد أن أي شخص قبل خمسة أشهر كان يتوقع غزو أوكرانيا. لذلك أعتقد أن الدرس الأول هو أن هذا يمكن أن يحدث حقاً... يجب أن نكون مستعدين في جميع الأوقات".

ونقلت الصين أعداد متزايدة من الطائرات الحربية إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان، أكتوبر الماضي، بحسب "فرانس برس"، مما زاد التوترات وأثار الخوف بشأن العمل العسكري في المستقبل ضد الدولة التي تدعي بكين السيادة عليها.

 "علينا الاستعداد"

وقال أكويلينو: "لقد تغيرت عملياتها (الصين) بالتأكيد مع زيادة العمليات البحرية والجوية، التي تم تصميمها لتكون بمثابة حملة ضغط على شعب تايوان".

وأضاف: "لن أقول إنني أكثر قلقاً، لكني أرى ضغطاً متزايداً، وعلينا التأكد من أننا مستعدون في حالة اتخاذ أي إجراءات".

كما أعرب الأدميرال الأميركي عن قلقه بشأن تطوير الصين لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

واختبرت الصين صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت حول الأرض وأطلق قذيفة فوق بحر الصين الجنوبي.

ولدى سؤاله عما إذا كان هذا النوع من الأسلحة مصمماً لاستهداف الولايات المتحدة أو تسهيل هجوم على تايوان، قال أكويلينو إنه "قدرة هجومية وليس سلاحاً دفاعياً، وله العديد من التطبيقات".

واعتبر أن تلك الصواريخ "تزعزع استقرار المنطقة بالتأكيد". ورأي أن "تلك القدرة يمكن استخدامها ضد أي شريك في المنطقة".

زيادة الترسانة النووية

وقال أكويلينو إنه يولي اهتماماً وثيقاً أيضاً "بالزيادة الحادة للغاية" في الترسانة النووية الصينية، والتي تتوقع وزارة الدفاع الأميركية أنها ستصل إلى ألف رأس حربي خلال هذا العقد. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعمل على توفير "ردع متكامل" ضد التهديد.

وأضاف أكويلينو: "إننا ننسق أكثر فأكثر مع حلفائنا وشركائنا... جلب قوة الردع القتالية الموثوقة والعمل المستمر مع حلفائنا وشركائنا، هو أحد مجالات التركيز الرئيسية"، مشيراً إلى التدريبات العسكرية الأخيرة التي شاركت فيها سبع دول وأربع حاملات طائرات.

دور أستراليا واليابان

ولدى سؤاله عن الدور الذي ستلعبه أستراليا واليابان في أي صراع مع تايوان، قال إنه سيتعين عليهما أن يقررا بأنفسهما، لكنه قال إن الولايات المتحدة تريد أن تكون مستعدة للعمل مع حلفائها.

وأضاف: "ما نريد أن نواصل القيام به هو العمل والتدريب معاً بحيث نكون مستعدين للرد على النحو المطلوب، مهما كانت القرارات التي يختارها صانعو السياسة".

"فقدان التركيز"

جاءت تصريحات الأدميرال أكويلينو خلال زيارة لأستراليا تهدف إلى تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وأستراليا لتعزيز إمكانية التشغيل البيني العسكري والتعاون لردع التهديدات من الصين إلى كوريا الشمالية.

وكان أكويلينو قد توجه إلى إندونيسيا لإجراء محادثات قبل وصوله أستراليا.

وفي خطوة نادرة، حلق أيضاً على متن طائرة استطلاع من طراز (P-8) بالقرب من ثلاثة جزر مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وتأتي جولة  أكويلينو في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على مساعدة أوكرانيا في صد الغزو الروسي، الأمر الذي أثار مخاوف بعض الخبراء من أن واشنطن ستفقد تركيزها على الصين في وقت حرج.

لكنه شدد على أن الموقف الأمريكي في آسيا لم يتغير وأن "الجميع يتفهم التحدي الأمني" في المنطقة. وأضاف: "إنهم يدركون أن القوة القتالية الموثوقة بجانب حلفائنا وشركائنا، هي عامل ردع قوي للغاية".

وكان بايدن أثار إرباكاً، بقوله في أكتوبر الماضي إن واشنطن ستدافع عن تايوان، إذا تعرّضت لهجوم، في تصريحات سارع البيت الأبيض إلى توضيح أنها لا تشكّل تراجعاً عن السياسة الرسمية التي تنتهجها الولايات المتحدة، وتقرّ بسياسة "صين واحدة"، التي بموجبها تعترف واشنطن رسمياً ببكين بدلاً من تايبه.

وتؤكد تايوان أنها دولة مستقلة، وسوف تدافع عن حريتها وديمقراطيتها أمام الصين، في حين تقول بكين إن تايوان جزء لا يتجزء من أراضيها، وستستردها يوماً ما.

وانقسمت الصين وتايوان في عام 1949 في خضم حرب أهلية، حيث فرّ القوميون بقيادة تشيانج كاي شيك إلى الجزيرة، فيما استولى شيوعيو ماو تسي تونج على السلطة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات