تايوان تتأهب لمواجهة مع الصين.. وواشنطن: بكين لن تخاطر بغزو قريب

time reading iconدقائق القراءة - 5
مناورة عسكرية بالذخيرة الحية في تايوان تحاكي عملية غزو الجيش الصيني للجزيرة، 30 مايو 2019 - REUTERS
مناورة عسكرية بالذخيرة الحية في تايوان تحاكي عملية غزو الجيش الصيني للجزيرة، 30 مايو 2019 - REUTERS
بكين/تايبه – رويترز

قال الجيش الصيني إن على تايوان أن تدرك أن مستقبلها يكمن في "إعادة توحيدها" مع الصين، منبّهاً إلى أنها لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة، التي قال رئيس هيئة أركانها المشتركة الجنرال مارك ميلي إن "الصين لن تخاطر بمحاولة غزو تايوان عسكرياً، على الأقل خلال العامين المقبلين".

من جهته، قال وزير الخارجية في تايوان، جوزيف وو في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الخميس: "نحن بحاجة إلى الاستعداد للصراع العسكري مع الصين"، مؤكداً أن "التصعيد الصيني العسكري، يظهر أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي "بحاجة إلى الاستعداد لنزاع عسكري محتمل"، في إشارة إلى دخول مقاتلات صينية الأجواء التايوانية.

ودخلت 28 طائرة حربية صينية، بما في ذلك مقاتلات وقاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية، منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، الثلاثاء الماضي، في عملية هي الأضخم حتى الآن، التي أعلنتها تايبيه.

جاء ذلك بعد وقت وجيز على إصدار قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بياناً مشتركاً يوبّخ بكين في ملفات عدة، مؤكداً أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، في ما اعتبرته الصين "افتراءً" عليها، كما أفادت وكالة "رويترز".

"لا قوة توقف الصين"

وسُئل الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية، رن غوتشيانغ، عن عدد المقاتلات التي دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية الأسبوع الماضي، فأجاب بأن ما أسماه تدريبات، هي "إجراء ضروري للوضع الأمني ​​الحالي عبر مضيق تايوان، وحماية السيادة الوطنية". وأضاف أن استقلال تايوان يعني حرباً، مكرراً بذلك لغة تستخدمها وزارة الدفاع، وتابع: "على الولايات المتحدة أن تدرك أن لا قوة توقف تطوير الصين وتنميتها".

وتطرّق الناطق إلى الحزب الحاكم في تايوان، قائلاً: "على سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي أن تدرك أن مستقبل تايوان يكمن في إعادة التوحيد الوطني. أي محاولة (للاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال)، محكوم عليها بالفشل".

وأشارت "رويترز" إلى أن الصين تعتقد أن الحكومة التايوانية تسعى إلى إعلان استقلال رسمي للجزيرة، رغم أن الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، قالت مرات إن الجزيرة دولة مستقلة بالفعل.

وشكت تايوان من مضايقات متكررة، من مقاتلات صينية، في منطقتها للدفاع الجوي، خلال العام الماضي. وواشنطن هي أقوى داعم لتايبيه في العالم، وأبرز مورّديها من السلاح، رغم أن الولايات المتحدة لا تعترف رسمياً بتايوان.

"غزو مكلف"

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، قال أمام جلسة استماع في الكونغرس، الأربعاء، إنه "من غير المحتمل أن تحاول الصين السيطرة على تايوان عسكرياً، خلال العامين المقبلين".

وأضاف ميلي: "لا أرى أن غزواً صينياً لتايوان سيحدث فجأة، لا يوجد سبب لذلك"، مؤكداً أن "الاستيلاء على جزيرة كبيرة الحجم مثل تايوان، مع مستوى قدراتها الدفاعية، سيكون عملية معقدة ومكلفة بشكل غير عادي".

وفي تايبيه، قال ريموند غرين، نائب رئيس "المعهد الأميركي في تايوان"، وهو بمثابة سفارة الأمر الواقع، إنه عندما عمِل للمرة الأولى في تايبيه، قبل نحو عقدين، كان كل شيء مرتبطاً بالمسائل المتعلّقة ببكين، وبموقع تايوان في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

واستدرك أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، تركّزت الجهود بشكل كبير على تعزيز العلاقات والعمل معاً، لمساعدة دول أخرى على تطوير اقتصاداتها ومؤسّساتها الديمقراطية، وفق "رويترز".

وأضاف غرين، الذي يغادر تايوان الأسبوع المقبل ليعمل في اليابان: "لم أعد أستطيع أن أحصي عدد الاجتماعات التي عقدتها أنا والمدير، مع شركائنا في تايوان، والتي لم تظهر خلالها كلمة الصين إطلاقاً. هذا يعكس تغييراً جوهرياً في العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان".

وزاد: "لم تعُد الولايات المتحدة تعتبر تايوان (مشكلة) في علاقاتنا مع الصين، إذ نرى فيها فرصة لتعزيز رؤيتنا المشتركة لمنطقة حرة ومفتوحة في المحيطَين، الهندي والهادئ، وأيضاً بوصفها منارة لشعوب الأرض، التي تطمح إلى عالم أكثر عدلاً وأماناً وازدهاراً وديمقراطية".