تايبه - وكالات
أعلنت تايوان أن 28 مقاتلة صينية، بما في ذلك قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية، دخلت الثلاثاء، منطقة دفاعها الجوي، وذلك في "أضخم توغل" يُسجّل حتى الآن.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية، أن المقاتلات الصينية، بما في ذلك 14 من طراز "جاي-16"، و6 من طراز "جاي-11"، رُصدت في منطقة الدفاع الجوي، جنوب غربي تايوان. وأضافت أن الجيش التايواني أرسل طائرات دورية، وأصدر إنذارات لاسلكية، كما نشر أنظمة صواريخ دفاع جوي، لمراقبة المقاتلات الصينية.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن مقاتلات صينية دخلت العام الماضي بشكل متكرر، إلى الجزء الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي التايوانية، بعدما عزّز الجيش الصيني نشاطه العسكري حول الجزيرة.
ووصفت بكين سابقاً تلك المهمات بأنها ضرورية لحماية سيادتها، والتعامل مع "التواطؤ" بين تايبه وواشنطن.
وتعتبر الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وهددت مرات بالسيطرة عليها، ولو بالقوة. وأعلنت وزارة الدفاع الصينية، في أبريل الماضي، أن حاملة الطائرات "لياونينغ" نفذت تدريبات قرب تايوان، مضيفة أن البحرية ستخطّط لمزيد من التدريبات.
الصين واستخدام القوة
وتبادلت واشنطن وبكين تحذيرات بشأن تايبه، منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير الماضي، ما فاقم التوتر بين الجانبين، الذي أُجّج خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وفق "بلومبرغ".
ونقلت الوكالة عن درو طومسون، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، يعمل الآن باحثاً زائراً في "كلية لي كوان يو للسياسة العامة" بجامعة سنغافورة الوطنية، قوله: "هذه المهمة الضخمة هي تذكير بأن الصين لم تتخلَّ عن استخدام القوة ضد تايوان، ويعكس حجمها وتكوينها رغبة بكين في أن تواجه بفاعلية، وبقوة عسكرية إذا لزم الأمر، أي طرف يعارضها".
ورأى طومسون أن ثمة فرصاً ضئيلة لحصول حادث، طالما أن سلاح الجوّ الصيني يتصرّف وفقاً للمعايير والاتفاقات الدولية. واستدرك: "إذا عملت المقاتلات الصينية بطريقة متهوّرة، بصرف النظر عن مدى تبرير بكين لممارسة ضغط عسكري على تايوان، أو جيرانها، فإن خطر حصول حادث يزيد بشكل كبير".
انتقادات غربية لبكين
تعتبر حكومة الرئيسة تساي إنغ ون، تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع. وزار وفد من الكونغرس الأميركي تايوان هذا الشهر، مثيراً انتقادات من قوميين صينيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت "رويترز" إلى أن دخول المقاتلات الصينية منطقة الدفاع الجوي لتايوان، يأتي بعدما أصدر زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بياناً الأحد، تضمّن انتقادات عنيفة لبكين، في ما يتعلّق بإقليم شينغيانغ وهونغ كونغ وفيروس كورونا المستجد، مؤكداً على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
كما اعتبر قادة حلف شمال الأطلسي، في بيان بعد قمة عقدوها الاثنين، أن "الطموحات المعلنة للصين، وسلوكها الذي ينزع إلى الهيمنة، تشكّل تحديات ممنهجة للنظام الدولي، القائم على القواعد وللمجالات ذات الصلة بأمن الحلف".
في المقابل، حضّت بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي، "الأطلسي" على التوقف عن المبالغة "في نظرية التهديد الصيني". واعتبرت أن بيان الحلف "شوّه" التطوّر السلمي للصين، وأساء تقدير الوضع الدولي، كما عكس "عقلية الحرب الباردة". وتابعت: "لن نشكّل تحدياً ممنهجاً لأحد، ولكن إذا أراد أحدهم أن يشكّل تحدياً ممنهجاً لنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي".
