قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، إن موسكو تعتبر وجود أي بنية تحتية عسكرية للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في دول تقع على الحدود مع أفغانستان "أمراً غير مقبول"، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وقبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، قدمت موسكو مطالبها إلى الولايات المتحدة والدول الغربية، بشأن وقف تمدد "الناتو" شرق أوروبا، وهو ما اعتبره الكرملين تهديداً وجودياً لروسيا، ولكن الرد الغربي على هذه المطالب لم يكن وفق التطلعات الروسية، لتبدأ موسكو في نهاية فبراير شن حرب على أوكرانيا، بعد سعي كييف للانضمام إلى "الناتو".
وأضاف لافروف في جلسة عامة لاجتماع الدول المجاورة لأفغانستان في الصين: "نحن قلقون بشكل خاص من خطط داعش وأتباعهم لزعزعة استقرار دول آسيا الوسطى، وتصدير عدم الاستقرار إلى روسيا"، مشيراً إلى "تمركز وحدات داعش بالقرب من الحدود الأفغانية الطاجيكية والأوزبكية الأفغانية"، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وتستضيف الصين اجتماعات بشأن أفغانستان، وسط مساعي حركة طالبان للحصول على اعتراف دبلوماسي من بكين والدول المجاورة، مقابل دور صيني أكبر في التنمية بأفغانستان.
ويضم اجتماع الخميس، في مدينة تونشي بالصين، وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان (الصين، وروسيا، وباكستان، وإيران، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان)، ويمثل وزير الخارجية المعين من قبل طالبان أمير خان متقي، أفغانستان، مع مشاركة قطر وإندونيسيا كضيفي شرف.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان على تويتر، أن لافروف التقى مع أمير خان متقي على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في تونشي.
تحرك صيني في أفغانسان
وتأتي هذه الاجتماعات بعد أسبوع من زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانج يي لكابول، وهي المرة الأولى منذ وصول الحركة إلى السلطة في أغسطس الماضي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، الأربعاء، عن مصادر أن الصين تحاول وضع يدها على ملف تنمية أفغانستان المليئة بموارد غير مطورة تقدر قيمتها بـ"تريليون" دولار، من بينها منجم "مس أيناك" الذي يُعتقد أنه يحتوي على أكبر مخزون نحاس في العالم.
وأشارت الوكالة إلى طموحات الصين الخاصة بامتلاك اليد العليا في عملية تحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان تحت حكم طالبان، و"تعزيز مكانتها الإقليمية".
وتتطلع العديد من الدول مثل إيران، وروسيا، وتركيا، إلى الاستثمار في أفغانستان، وملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي الفوضوي العام الماضي، ما أدى إلى مغادرة جماعات المساعدة الدولية، وتجميد الأصول الأفغانية، وانهيار اقتصاد البلاد.