تعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الجمعة، بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل والعاجل في البلاد، قائلاً إن المجلس سيكون "مجلس سلام لكنه أيضاً مجلس دفاع وقوة".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فوّض سلطاته إلى المجلس الرئاسي الخميس، في خطوة تهدف إلى دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ سبع سنوات.
وأعرب العليمي في كلمة بثها التلفزيون اليمني، عن تطلعه إلى أن يكون المجلس "نقطة تحول في مسيرة استعادة الدولة"، مؤكداً التزام المجلس التام بـ "المبادرة الخليجية واتفاق الرياض والمشاورات اليمنية".
وأكد العليمي كذلك دعم المجلس لحكومة الكفاءات التي تم تشكيلها وفقاً لاتفاق الرياض، متعهداً بالحفاظ على الدستور. وأهاب بجميع القوى السياسية نبذ الخلافات.
مفاوضات السلام
وسلّم الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخميس، صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، في مسعى لتوحيد الصفوف تمهيداً لتكليفه بالتفاوض مع جماعة الحوثي لإنهاء النزاع الدامي المتواصل منذ أكثر من سبع سنوات.
ويتألف المجلس الرئاسي من 8 أعضاء وهو برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي. ويتسلم المجلس، بالإضافة لصلاحيات الرئيس، صلاحيات نائب الرئيس بعدما قام هادي أيضاً بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.
وجاء الإعلان عن تفويض السلطات في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب الحوثيين الذين رفضوا المشاركة في الحوار.
ودعا مجلس القيادة الرئاسي، الجمعة، إلى بدء مفاوضات مع الحوثيين، في خطوة لقيت ترحيباً من قبل المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي.
هدنة مهددة
وجاءت هذه التطورات عقب دخول هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ السبت، في انفراجة كبيرة، إذ تعد الهدنة الأولى التي يتم الاتفاق عليها منذ عام 2016.
وبدت جبهات القتال الرئيسية هادئة منذ بدء سريان الهدنة السبت الماضي، لكن طرفي النزاع تبادلا الاتهام الجمعة بالتقدم في مأرب شمال اليمن.
وأعلنت مصادر عسكرية تابعة للحكومة، أنه تم "إحباط هجوم للحوثيين" جنوب مأرب، وأكد المصدر أن الحوثيين قاموا "بدفع تعزيزات عسكرية مستغلين وقف الغارات الجوية" التي يقودها التحالف العربي، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
وأشار المصدر إلى أنه "تم التصدي للهجوم وإجبار الحوثيين على التراجع"، مضيفاً أن القوات الموالية للحكومة "شنت هجوماً مضاداً على الحوثيين" جنوب مأرب.
ودعت الأمم المتحدة، الجمعة، طرفي النزاع في اليمن إلى "التزام ضبط النفس"، فيما أعلنت مصادر عسكرية تابعة للحكومة أنه تم "إحباط هجوم للحوثيين" جنوب مدينة مأرب.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج عبر "تويتر": "أتابع عن كثب آخر التطورات في مأرب وأحث جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس والتزامهم المستمر بالهدنة كما وعدوا اليمنيين".
بدورها، طالبت الخارجية الألمانية في بيان "جميع الأطراف في اليمن بالانخراط في محادثات مباشرة بقيادة الأمم المتحدة". واعتبر البيان أن "تشكيل مجلس رئاسي في اليمن خطوة مهمة نحو مشاركة أكبر لجميع القوى السياسية لحل النزاع".