
أياً كان الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة في باكستان خلفاً لرئيس الوزراء عمران خان الذي أقيل الأحد، فإنه سيرث المشاكل ذاتها التي عرقلت مسيرة نجم الكريكيت السابق.
وسيكون على رأس جدول أعمال الإدارة الباكستانية المقبلة مواجهة أزمة اقتصادية كبيرة إضافة الى تصاعد الحركات المتشددة والعلاقات المتدهورة مع الحلفاء السابقين.
وقال مدير معهد البحوث التاريخية والاجتماعية جعفر أحمد، إنه يتعين على الحكومة المقبلة مواجهة "تحديات عدة على مستوى العلاقات الداخلية والخارجية".
وفيما يلي أهم القضايا التي تنتظر رئيس الوزراء الباكستاني المقبل:
الاقتصاد
اجتمعت أعباء الديون الثقيلة مع تضخم متسارع وعملة وطنية ضعيفة لتبقي على النمو في حالة ركود خلال السنوات الثلاث الماضية، مع أمل ضئيل بتحقيق تحسن حقيقي.
وقال نائب رئيس المعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية في إسلام أباد نديم الحق: "ليس لدينا أي توجه محدد"، مضيفاً أن "هناك حاجة لإجراء إصلاح جذري للسياسات".
ويبلغ معدل التضخم أكثر من 12% والديون الخارجية وصلت إلى 130 مليار دولار أو 43% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن الروبية وصلت إلى 190 مقابل الدولار، بفقدان قرابة ثلث قيمتها منذ تولي خان السلطة.
ولم تتمكن الحكومة من استكمال تنفيذ برنامج إنقاذ لصندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليارات دولار وقع عليه خان عام 2019، بعد أن تراجعت عن تطبيق اتفاقيات بخفض أو إنهاء الدعم على سلع معينة وتحسين الإيرادات وتحصيل الضرائب.
ورأى رئيس مجلس الأعمال الباكستاني إحسان مالك أن "حزمة صندوق النقد الدولي يجب أن تستمر".
لكن جانباً مشرقاً وسط هذه الأزمات تم رصده مع تسجيل التحويلات المالية للمغتربين الباكستانيين معدلات مرتفعة غير مسبوقة، على الرغم من أن هذه التدفقات النقدية وضعت باكستان في منظار مجموعة العمل المالي الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
ويصف جعفر أحمد هذا الوضع بأنه "سيف معلق يمكن أن يسقط على البلاد في أي وقت".
"طالبان-باكستان"
صعّدت طالبان باكستان، وهي حركة منفصلة عن طالبان أفغانستان إلا أنها تتشارك معها جذوراً مشتركة، من هجماتها في الأشهر الأخيرة.
وهددت الحركة المتشددة التي تم تحميلها سابقاً مسؤولية سلسلة هجمات دامية، بشن هجمات أخرى ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان.
وتقول حركة طالبان الأفغانية إنها لن تسمح باستخدام أراضيها قاعدة للمسلحين الأجانب، ولكن العبرة تبقى في وضع حد لأنشطة آلاف الباكستانيين المتمركزين في أفغانستان عند الحدود مع باكستان، وتحديد الوجهة التي سيقصدونها في حال تم طردهم.
واعتبر خبراء إنه لا توجد حلول سهلة حتى بالنسبة للحكومة المقبلة. وقال المحلل السياسي رفيع الله كاكار "تحدي التمرد سيبقى بنفس الحجم والخطورة أمام الحكومة الجديدة".
وفي ولاية بلوشستان الأكبر في باكستان والغنية بالموارد الطبيعية والمعادن، يطالب انفصاليون هناك منذ سنوات بمزيد من الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة، وسط نزاعات طائفية وموجات عنف.
واقترح كاكار مقاربة من شقين لمواجهة هذه الأزمة تبدأ بتطبيق "إجراءات بناء ثقة ومصالحة سياسية" في بلوشستان، مع خلع قفازات الأطفال في التعامل مع طالبان ولمرة أولى وأخيرة".
واشنطن وموسكو وبكين ونيودلهي
يزعم خان أن الولايات المتحدة وراء إقالته بالتآمر مع المعارضة، والحكومة المقبلة عليها أن تعمل بكد لإصلاح تدهور العلاقة مع واشنطن التي تعد مورداً رئيسياً للسلاح في مواجهة العلاقة بين روسيا والهند.
وأثار خان غضب الغرب بمواصلة زيارته إلى موسكو في ذات يوم الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان أيضاً من بين القادة القلائل في العالم الذين حضروا افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، عندما قاطعها آخرون احتجاجاً على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان.
ومع ذلك، أزال قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا بعض المخاوف نهاية الأسبوع الماضي بإعلانه أن العلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة تبقى ضمن أولويات باكستان، مع الأخذ بعين الاعتبار نفوذ الجيش الباكستاني بغض النظر عن الإدارة المدنية في السلطة.
واعتبر المحلل السياسي توصيف أحمد خان أن على "الحكومة المقبلة (...) بذل جهد شاق لإصلاح هذا الضرر".
اقرأ أيضاً: