قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن روسيا يمكنها بسهولة إعادة توجيه صادراتها من موارد الطاقة التي تمتلكها، إلى البلدان التي تحتاجها حقاً، وزيادة استهلاكها المحلي من النفط والغاز والفحم، بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الطاقة الروسية.
وأضاف بوتين خلال لقاء مع مسؤولين من حكومته لمناقشة التطورات في القطب الشمالي، أن "الدول غير الصديقة" دمرت سلاسل الإمداد في إقليم القطب الشمالي، وأن بعض الدول لا تمتثل لالتزاماتها التعاقدية، وأن هذا "يخلق مشكلة لروسيا".
لكنه قال إن بلاده يمكنها زيادة استهلاك النفط والغاز والفحم الروسية في السوق المحلية، مشيراً إلى أن رفض الدول الغربية التعاون بشكل طبيعي مع روسيا، بما في ذلك موارد الطاقة الروسية، أضر بالفعل بالدول الأوروبية والولايات المتحدة.
وذكر أن روسيا تعاني مع غياب التعاون، ولكنها "فتحت إمكانات جديدة"، مشيراً إلى أن بلاده يمكنها إرسال موارد الطاقة الخاصة بها إلى "بلاد تحتاجها حقاً".
حظر أوروبي للفحم
وتأتي تصريحات بوتين بعدما تبنى الاتحاد الأوروبي حظراً على وارداته من الفحم الروسي الأسبوع الماضي.
والنفط الروسي مستثنى من عقوبات الاتحاد الأوروبي حتى الآن. لكن بعد أن وافق التكتل المؤلف من 27 دولة الأسبوع الماضي على عقوبات على الفحم الروسي، في أول استهداف له لإمدادات الطاقة، قال مسؤولون كبار بالاتحاد إن النفط قد يكون الهدف المقبل.
وقال وزراء خارجية أيرلندا وليتوانيا وهولندا، الاثنين، أثناء اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، إن المفوضية الأوروبية تعكف على صوغ مقترحات لحظر نفطي على روسيا، رغم أنه لا توجد موافقة حتى الآن على حظر الخام الروسي.
وتمتلك روسيا 15% من الاحتياطي العالمي للفحم، بحسب التقرير السنوي لشركة "بريتيش بتروليوم" عن الطاقة.
وتُشكل إمدادات الفحم الروسي 45% من واردات الاتحاد الأوروبي مع اعتماد بعض الدول عليه بشكل خاص، مثل ألمانيا وبولندا، اللتين تستخدمانه لإنتاج الكهرباء.
توسع روسي في القطب الشمالي
وقال بوتين إن روسيا لا تنظر إلى القطب الشمالي على أنه مجال للمؤامرات الجيوسياسية، ولكن كأرض للحوار والاستقرار والتعاون بحسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.
وأضاف بوتين أن روسيا منفتحة على التعاون مع جميع الشركاء المهتمين بالمشاريع في القطب الشمالي.
وطالب بوتين المسؤولين الروس بعدم تأجيل تنفيذ المشاريع في القطب الشمالي رغم العقوبات. وشدد على ضرورة تزويد القطب الشمالي بالسلع. واقترح تحديد مشغل واحد يهتم بعمليات النقل إلى القطب الشمالي عن طريق البحر، وإنشاء وكالة تنسيق لهذا العمل ككل.
وأشار إلى أن المشاريع الرامية إلى القضاء على الأضرار البيئية المتراكمة في القطب الشمالي يجب أن تستمر بالكامل.
وشدد على أن بناء منشآت السكك الحديدية لخط القطب الشمالي، يجب أن يبدأ في وقت مبكر من عام 2022.