"اللجنة الوزارية العربية" تدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته بشأن القدس

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس المحتلة- 21 أبريل 2022 - "بترا"
جانب من الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس المحتلة- 21 أبريل 2022 - "بترا"
دبي- الشرق

أدانت اللجنة الوزارية العربية المُكلّفة بالتحرك الدولي لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، الخميس، الانتهاكات الإسرائيلية في مسجد الأقصى، واعتبرتها "استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في كل مكان".

جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عقب اجتماع طارئ في الأردن لأعضاء اللجنة، التي تضم السعودية ومصر والجزائر وفلسطين وقطر والمغرب، وتونس بصفتها رئيس القمة العربية. وبالإضافة إلى هذه الدول، شارك في الاجتماع الإمارات بصفتها الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، فضلاً عن الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وجاء في البيان أن اللجنة ترفض "جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى (..) وأي محاولة لفرض تقسيمه"، مشددةً على أن  "هذه الممارسات تعتبر خرقاً سافراً للقانون الدولي، ولمسؤوليات إسرائيل القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".

ودعا البيان "المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن، إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الممارسات الإسرائيلية غير القانونية والاستفزازية في القدس والحرم الشريف"، وشدد على ضرورة تحمل مجلس الأمن "مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشرقية، بما فيها القرارات 252 (1968) و267 (1969) و476 و478 (1980) و2334 (2016)".

العودة لوضع ما قبل 2000

وأكدت اللجنة على ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي، و"العودة إلى ما كان عليه قبل العام 2000".

وينص هذا الوضع على "احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك، بمساحته البالغة مائة وأربعة وأربعين دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه".

وحذرت اللجنة من "التبعات الكارثية لاستمرار غياب الآفاق السياسية، والضغوطات الاقتصادية على الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين".

ودعت إلى "إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعيد الثقة بجدوى العملية السلمية، وتضعها على طريق واضحة نحو التوصل لحل تفاوضي على أساس حل الدولتين، الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وقال البيان إنه تم الاتفاق على إبقاء اللجنة منعقدة لمتابعة التطورات، واتّخاذ جميع الخطوات اللازمة بهدف حماية القدس ومقدساتها، ودعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، وصموده في قدسه وعلى أرضه.

وعقب الاجتماع، استقبل ملك الأردن عبد الله الثاني المشاركين في اجتماع اللجنة الوزارية، وأكد خلال اللقاء "أهمية توحيد الجهود العربية وتنسيقها وتكثيفها، لوقف التصعيد في القدس".

وشدد ملك الأردن على"ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، والحفاظ على حقوق المصلين في ممارسة شعائرهم الدينية".

"فترة حرجة"

وحذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع اللجنة، من أن الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تشكّل "فترة حرجة"، مشيراً إلى ضرورة استعادة الهدنة الشاملة في الأقصى وتمكين المصلين المسلمين من واجباتهم الدينية دون شروط.

وقال إن اللجنة تطالب أيضاً بـ "إقفال باب المغاربة وعدم السماح لغير المسلمين بدخول المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأواخر لشهر رمضان"، مشدداً على أنه "إذا تم ذلك سيساهم في التهدئة ووقف التوتر".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في المؤتمر الصحافي المشترك عقب الاجتماع أن "إسرائيل تنتهك حق الفلسطينيين في العبادة والوضع التاريخي في المسجد الأقصى".

وشدد المالكي على ضرورة "تثبيت الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف" الذي كان عليه قبل العام 2000.

وأضاف أن اللجنة توافقت خلال الاجتماع على "الكثير من الخطوات للقيام بواجبنا تجاه الشعب الفلسطيني"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "بترا" الأردنية.

وجدد المالكي التأكيد على أن الوصاية الأردنية "الهاشمية على المقدسات وفرت الحماية للأقصى على مدى سنوات"، مضيفاً أن "التنسيق الأردني الفلسطيني على أعلى المستويات".

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي إن اللجنة ستصدر بياناً عقب اجتماعها الخميس، وستوزع على أعضاء الجامعة العربية من أجل إعطاء الاجتماع زخم دولي أكبر خصوصاً في الأمم المتحدة.

وأضاف أنه سيتم كذلك توزيع محضر الاجتماع على بقية أعضاء جامعة الدول العربية غير الممثلة في اللجنة الوزارية.

"التعاون الإسلامي": اجتماع استثنائي

وفي سياق مواز، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع استثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين الدائمين في جدّة بالمملكة العربية السعودية في 25 أبريل لبحث الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة على المسجد الأقصى، وذلك بناء على طلب من إندونيسيا.

وقالت المنظمة إن الاجتماع يأتي في "ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المسجد الأقصى المبارك من خلال إغلاق بواباته، واقتحامه من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء يومياً على المصلين في داخله، ما أدّى إلى جرح واعتقال المئات منهم".

اعتداء إسرائيلي

وكان اجتماع الخميس الرابع للجنة التي شكّلها المجلس الوزاري للجامعة العربية العام الماضي، وعقدت اجتماعها السابق بالقاهرة في شهر سبتمبر الماضي على هامش أعمال الدورة العادية 157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، باحات المسجد الأقصى لليوم الرابع، لإبعاد المصلين والمعتكفين عن مسار اقتحامات المستوطنين، فيما تشهد مدينة القدس حالة من التأهب إثر إعلان جماعات اليمين المتطرف تنظيم "مسيرة أعلام" حول أسوار البلدة القديمة وداخل القدس.

وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي على المحاصرين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، واعتلى جنود سطح مصلى النساء.

وتوسع نطاق التصعيد، بشن إسرائيل فجر الثلاثاء غارات جوية على قطاع غزة، رداً على إطلاق صاروخ من القطاع، في تصعيد جاء وسط توتر في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس الشرقية المحتلة.

وتركز التوتر في القدس في محيط المسجد الأقصى، احتجاجاً على ما يقوم به مستوطنون من اقتحامات لباحات المسجد، بحماية من قوات إسرائيلية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات