قالت وكالة "بلومبرغ" إن سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ انشقوا عن الصف وصوتوا لإدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بتهمة "التحريض على تمرد" 6 يناير في مبنى الكابيتول.
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن الرئيس السابق تجنب الإدانة بفارق 10 أصوات من أصل 17 مطلوبة للوصول إلى أغلبية الثلثين من أصوات المجلس، ولكنه واجه إدانة قوية بشكل غير معتاد من أعضاء حزبه.
وفي محاولة لتفسير أسباب تصويتهم ضد ترمب، رجحت الوكالة أن كلاً من الجمهوريين السبعة في مجلس الشيوخ، ربما يواجه ردود فعل سلبية خطيرة من الجمهوريين الآخرين.
ريتشارد بور (كارولينا الشمالية)
أعلن ريتشارد بور سابقاً أنه لن يترشح لإعادة انتخابه في عام 2022، وكان في وقت ما من منتقدي ترمب. وأدار تحقيقاً مشتركاً بين الحزبين، استمر سنوات، بشأن مزاعم التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، وما إذا كان يهدف إلى مساعدة ترمب على الفوز.
وقال بور في بيان بعد تصويته لإدانة ترمب: "الرئيس يتحمل المسؤولية عن هذه الأحداث المأساوية".
وأضاف: "ثمة أدلة لا تُدحض على أن الرئيس ترمب مذنب بالتحريض على تمرد ضد فرع حكومي شريك، وأن التهمة ترقى إلى مستوى الجرائم والجنح الكبرى. لذلك، لقد صوتت للإدانة".
ليزا موركوفسكي (ألاسكا)
أعربت ليزا موركوفسكي سابقاً عن أملها في أن يتخطى حزبها مرحلة ترمب، ويمكن القول إنها أكثر عضو جمهوري مستقل في مجلس الشيوخ. وهي تخطط لإعادة ترشيح نفسها في انتخابات العام المقبل، ومن المؤكد أنها ستواجه منافساً رئيسياً متحالفاً مع ترمب.
في عام 2010، فازت كمرشحة بالكتابة (غير مدوّن اسمها في بطاقات الاقتراع) بعد خسارتها في الانتخابات التمهيدية للحزب.
و"المرشح بالكتابة" هو مرشح اسمه غير مدوّن في بطاقة الاقتراع، ولكنه يسعى للانتخاب من خلال مطالبة الناخبين بالتصويت له عن طريق كتابة اسمه فعلياً على ورقة بطاقة الاقتراع.
وبموجب قانون الانتخابات، ربما يمكن الفوز في الانتخابات عن طريق الحصول على عدد كافٍ من هذه الأصوات المكتوبة، التي تحتسب على نحو مماثل كما لو كان الشخص مدرجاً رسمياً في بطاقة الاقتراع.
موركوفسكي قالت لموقع "بوليتيكو": "إذا كنت لا أستطيع أن أقول ما أعتقد أن رئيسنا يجب أن يواجهه، فلماذا أطلب من سكان ألاسكا الوقوف إلى جانبي".
بيل كاسيدي (لويزيانا)
كان بيل كاسيدي، الذي فاز مؤخراً بعد إعادة انتخابه، ولن يواجه ناخبين مجدداً حتى عام 2026، يفكر ملياً بشأن قراره طيلة الأسبوع.
ووفقاً للوكالة، كان منزعجاً من عدم قدرة فريق دفاع ترمب على تفسير تقاعس الرئيس السابق عن اتخاذ أي إجراء خلال الساعات الأولى من أعمال الشغب، عندما تعرّضت الشرطة للهجوم، وكان الناس يموتون، وكان المشرعون، إلى جانب نائب الرئيس مايك بنس تحت التهديد.
كاسيدي قال في بيان: "دستورنا وبلدنا أهم من أي شخص آخر. لقد صوتت لإدانة الرئيس ترمب لأنه مذنب".
سوزان كولينز (ماين)
صوتت سوزان كولينز لصالح تبرئة ترمب في محاكمة عزله الأولى، قائلة إن مجلس النواب فشل في رفع مستوى معايير إقالة رئيس من منصبه. وفي وقت لاحق قالت إنها تأمل أن يتعلم الرئيس السابق درساً بعد تلك الإجراءات.
وهذه المرة، صوتت كولينز لإدانة ترمب، وانتقدته في خطاب مطول في المجلس "لتحريضه على التمرد"، وقالت إنه "يتحمل مسؤولية كبيرة عن الاقتحام".
وأوضحت أن المحاكمة بالنسبة لها كانت تتعلق بفشله في الامتثال للقسم الدستوري، واحترام الانتقال السلمي للسلطة.
ميت رومني (يوتا)
ميت رومني المرشح الرئاسي السابق عن الحزب الجمهوري لعام 2012، هو الجمهوري الوحيد الذي صوّت للإطاحة بترمب من منصبه قبل عام، ولم يكن تصويته مفاجأة.
واتهم رومني الملياردير الجمهوري بمحاولة "إفساد الانتخابات" بالضغط على وزير الخارجية ولاية جورجيا الجمهوري براد رافنسبيرغر "لتزوير النتائج، والتحريض على التمرد".
وقال رومني: "لقد انتهك ترمب أيضاً قسمه الدستوري بالفشل في حماية مبنى الكابيتول ونائب الرئيس وآخرين في الكابيتول".
بن ساسي (نبراسكا)
برز السيناتور بن ساسي كواحد من بين قلائل من الجمهوريين صغار السن المستعدين لمواجهة ترمب، وانتقد بشدة جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات. وهذا أمر ملائم بالنسبة له، فقد فاز مؤخراً بعد إعادة انتخابه، ولن يواجه ناخبين لمدة ست سنوات.
وفي بيان يُفسر سبب تصويته ضد ترمب، أدان الرئيس السابق لإطلاقه ادعاءات كاذبة بأنه "فاز في انتخابات 2020 بأغلبية ساحقة"، ونشر نظريات مؤامرة بشأن "تزوير الانتخابات".
وأضاف: "كرر الرئيس هذه الأكاذيب عند استدعاء أنصاره، الذين يعرف بعضاً منهم على نطاق واسع بأنهم يتسمون بالعنف، إلى مقر الكابيتول لترهيب نائب الرئيس (السابق مايك) بنس والكونغرس لعدم الوفاء بواجباتنا الدستورية".
وتابع: "هذه الأكاذيب كانت لها عواقب، إذ عرّضت حياة نائب الرئيس للخطر، وقربتنا بشكل خطير من أزمة دستورية كبيرة. كل من هذه الأفعال تمثل انتهاكات لليمين الدستوري الذي يحلفه الرئيس".
بات تومي (بنسلفانيا)
لطالما أعرب السيناتور بات تومي عن غضبه من ترمب؛ لا سيما بسبب فلسفاته الاقتصادية المتباينة. وسارع بمعارضة مساعي ترمب لإلغاء النتائج في ولايته. ولكنه يتجه للتقاعد ولا يقلق بشأن الانتخابات التمهيدية.
قال تومي: "نتيجة لأفعال الرئيس ترمب، ولأول مرة في التاريخ الأميركي، لم يحدث نقل السلطات الرئاسية بسلاسة".
وأشار إلى أن "محاولة الرئيس (السابق) غير القانونية للاحتفاظ بالسلطة، شكلت أحد أكبر مخاوف (الآباء) المؤسسين، التي حفزت إدراج سلطات العزل في دستور الولايات المتحدة"، على حد تعبيره.
تبرئة ترمب
والسبت، رفض مجلس الشيوخ الأميركي إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب، في جلسة المساءلة بخصوص تهمة التحريض على التمرد، لعدم توافر الأصوات اللازمة.
وصوّت المجلس بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وانضم في التصويت 7 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحدين في المجلس لصالح الإدانة.
ولكن هذه الأصوات لم تكن كافية لإدانة ترمب، لتتم تبرئته من تهم ارتكاب جرائم ضد الدستور الأميركي، والتحريض على التمرد، في أعقاب الهجوم الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي.
وتجنب ترمب للمرة الثانية الإدانة أمام مجلس الشيوخ، بعدما صار أول رئيس أميركي تتم محاكمته في المجلس مرتين بهدف عزله.