مع توسع "الناتو".. ما الدول المتبقية على الحياد في أوروبا؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما فنلندا والسويد مع خلفية لشعار حلف الناتو - REUTERS
علما فنلندا والسويد مع خلفية لشعار حلف الناتو - REUTERS
دبي-الشرق

تواجه قائمة الدول المحايدة في أوروبا تقلصاً، مع اقتراب فنلندا والسويد من تقديم طلبها رسمياً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ظل الحرب على أوكرانيا.

وغيّرت المخاوف الأمنية التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا حسابات الدولتين، ودفع دولاً أخرى عُرفت بحيادها التقليدي، إلى إعادة التفكير فيما يعنيه هذا المصطلح بالنسبة لهم.

ورغم أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يلتزمون بالدفاع عن بعضهم في حالة وقوع هجوم خارجي، فإن هذا التعهد ظل إلى حد كبير "على الورق فقط" حسب وكالة "أسوشيتد برس"، إذ أن قوة الناتو طغت على مفاهيم الاتحاد الخاصة بالدفاع الجماعي.

سويسرا

يمكن القول إن سويسرا هي أشهر دولة محايدة في أوروبا، فقد رسخت مبدأ الحياد في دستورها، كما قرر الناخبون السويسريون، منذ عقود، البقاء خارج الاتحاد الأوروبي، ولكن في الأسابيع الأخيرة باتت حكومتها تبذل قصارى جهدها لشرح مفهومها الخاص عن الحياد، بعد تأييدها لعقوبات الاتحاد ضد روسيا.

وهناك فرصة ضئيلة في أن تتخلى سويسرا بشكل أكبر عن التزامها بالحياد، إذ طلبت حكومتها بالفعل من ألمانيا عدم تمرير المعدات العسكرية السويسرية إلى أوكرانيا.

وأشارت الوكالة إلى أن اليمين الشعبوي الذي يشغل أكبر كتلة من المقاعد في البرلمان السويسري، كان متردداً بشأن اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا، إذ يحرص السويسريون بشدة على حماية دورهم كوسيط للدول المتنافسة، وكمركز للعمل الإنساني وحقوق الإنسان، وهو الدور الذي يساعد الحياد على تعزيزه.

النمسا

يُعد حياد النمسا عنصراً أساسياً في ديمقراطيتها الحديثة، إذ أعلنت فيينا نفسها محايدة عسكرياً، كجزء من شروط مغادرة قوات الحلفاء البلاد، وتمكنها من استعادة استقلالها في عام 1955.

ومنذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، حقق المستشار النمساوي كارل نيهامر توازناً جيداً فيما يتعلق بموقف بلاده، إذ أكد أن الدولة ليس لديها خطط لتغيير وضعها الأمني​​، بينما أعلن في الوقت نفسه أن الحياد العسكري لا يعني بالضرورة الحياد الأخلاقي، وأن فيينا تدين بشدة تصرفات موسكو في كييف.

إيرلندا

لطالما بدا حياد إيرلندا كمنطقة رمادية إلى حد ما، ولخّص رئيس وزرائها ميشيل مارتن موقف البلاد في وقت سابق من هذا العام قائلاً: "لسنا محايدين سياسياً، ولكننا محايدين على المستوى العسكري".

وأعادت الحرب في أوكرانيا فتح النقاش حول معنى الحياد في إيرلندا، التي فرضت عقوبات على روسيا، وأرسلت مساعدات غير قاتلة إلى كييف رداً على الغزو.

وتشارك إيرلندا في المجموعات القتالية التابعة للاتحاد الأوروبي، كما أنها تعد جزءاً من جهود الكتلة لضمان تناغم جيوشها.

مالطا

ينص دستور مالطا على أن الجزيرة محايدة بشكل رسمي، وأنها ملتزمة بسياسة "عدم الانحياز ورفض المشاركة في أي تحالف عسكري"، وقد أظهر استطلاع للرأي بتكليف من وزارة الخارجية، نشر قبل أسبوعين من الغزو الروسي، أن الغالبية العظمى من المشاركين فيه يؤيدون الحياد، فيما عارضه 6٪ فقط.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف مالطا"، الأربعاء، أن الرئيس الإيرلندي مايكل هيجينز أكد خلال زيارة رسمية للبلاد على فكرة "الحياد الإيجابي"، كما انضم إلى الرئيس المالطي جورج فيلا في إدانة الحرب في أوكرانيا.

قبرص

على الرغم من نمو علاقات قبرص مع الولايات المتحدة بشكل كبير خلال العقد الماضي، فإن أي اقتراح يتم تقديمه بشأن حصولها على عضوية الناتو يظل غير مطروحاً على الطاولة، وذلك على الأقل في الوقت الحالي.

وقال الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، السبت، إنه "من المبكر جداً التفكير في مثل هذه الخطوة التي ستواجه معارضة قوية من تركيا".

ويواصل العديد من القبارصة، وخصوصاً أولئك الذين ينتمون إلى اليسار، إلقاء اللوم على الناتو في تقسيم الجزيرة بحكم الأمر الواقع بعد غزو القوات التركية في منتصف السبعينيات، إذ كانت أنقرة في ذلك الوقت عضواً في الناتو، ولم يفعل الحلف شيئاً لمنع تدخلها العسكري.

وتمتلك بريطانيا، وهي عضو في الناتو، قاعدتين عسكريتين سياديتين في قبرص، وتستضيف إحدى هذه القواعد موقعاً متطوراً للتنصت على الساحل الشرقي، يتم إدارته بشكل مشترك مع أفراد أميركيين.

وتريد قبرص الحفاظ على شكل من أشكال الحياد، ولذا فإنها كانت تسمح للسفن الحربية الروسية بإعادة الإمداد في الموانئ القبرصية، إلا أنه تم تعليق هذا الامتياز بعد بدء الحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات