أوصدت الوكالة النووية الحكومية الروسية (روس آتوم)، هذا الأسبوع، الباب أمام مزيد من التعاون في مجال السلامة النووية مع النرويج، منهية بذلك ما يقرب من 3 عقود من الشراكة، بحسب ما ذكرته صحيفة "موسكو تايمز" الروسية، الخميس.
وكانت النرويج منحت روسيا بموجب هذه الشراكة أكثر من ملياري يورو لمساعدتها على تأمين مواقع النفايات النووية وتحسين السلامة في كاسحات الجليد ومحطات الطاقة.
وأفادت "موسكو تايمز" بأن ممثلي "روس آتوم" أعلنوا، الثلاثاء، أن النرويج لم تعد موضع ترحيب للمشاركة في المشاريع التي كانت حتى وقت قريب تمولها أوسلو.
وجمدت النرويج جميع مصادر التمويل لمشاريع السلامة النووية المتفق عليها في إطار لجنة مشتركة بين البلدين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، لكنها مع ذلك قالت إن قنوات الاتصال والتأهب لحالات الطوارئ وتبادل المعلومات ستستمر.
التسرب الإشعاعي
وتشترك روسيا وجارتها الغربية في خط ساحلي على بحر بارنتس، ولديهما مصلحة مشتركة في تجنب التسرب الإشعاعي إلى البيئة البحرية.
ويتم حفظ بعض من أكبر مواقع التخلص من النفايات المشعة والوقود النووي المستنفد من غواصات الحقبة السوفيتية على بعد حوالي 60 كيلومتراً من الحدود البرية مع النرويج، وفقاً لـ"موسكو تايمز".
وقالت وزارة الخارجية النرويجية، في بيان، عقب اجتماع في 31 مايو للجنة النرويجية الروسية بشأن السلامة النووية: "يشكل التعاون في مجال الأمن النووي بين النرويج وروسيا بعداً رئيسياً في علاقتنا الثنائية. من مصلحتنا المشتركة تقليل مخاطر الحوادث والتلوث الإشعاعي".
ولدى البلدين اتفاق على سياسة إبلاغ مشتركة في حالة وقوع حوادث يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي عبر الحدود.
حوادث نووية
ومع ذلك، لم تبلغ روسيا النرويج أبداً بأي حوادث تتعلق بمنشآت مفاعلات عسكرية، مثل الحريق المميت الذي وقع في يوليو 2019 على غواصة المهمات الخاصة "لوشاريك"، التي تعمل بالطاقة النووية في المياه قبالة شبه جزيرة كولا، وفقاً لـ"موسكو تايمز".
كما لم يتم تقديم أية معلومات أيضاً عندما انفجر نظام أسلحة يعمل بالطاقة النووية في "البحر الأبيض" في وقت لاحق من نفس العام، ما أسفر عن سقوط 5 من خبراء "روس آتوم" وإرسال سحابة من الغاز المشع فوق مدينة سيفيرودفينسك.
وأعرب الوفد النرويجي عن قلقه العميق بشأن السلامة في محطات الطاقة النووية الأوكرانية بعد أن شنت روسيا الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير، وبدأت في إطلاق النار على مباني محطة زاباروجيا للطاقة النووية أثناء عمل المفاعلات.
خليج أندريفا
ويعد موقع تخزين الوقود النووي المستنفد في خليج أندريفا أحد المواقع التي أُغلقت فيها أبواب التعاون الآن أمام النرويجيين.
ولا يزال موقع التخزين من قاعدة الغواصات في "زابادنايا ليتسا" يحتوي على حوالي 10 آلاف عنصر من الوقود النووي المستنفد مخزنة في خزانات خرسانية متداعية.
وجاءت أول شحنة من الوقود النووي المستنفد من صهاريج التخزين هذه في عام 2017، وهو حدث حضره وزير الخارجية النرويجي آنذاك بورج بريندي.
وشهدت فترة السنوات الخمس التالية إزالة عناصر الوقود غير الإشكالية، أولاً عن طريق السفن المتجهة إلى مورمانسك ثم بالقطار إلى مصنع لإعادة المعالجة في ماياك بالقرب من تشيليابينسك. وتدفع النرويج مقابل الكثير من هذا العمل.
ومع ذلك، لا يزال العمل الأكثر تحدياً في خليج أندريفا الآن بسبب العناصر التالفة حيث يخشى الخبراء من وقوع الحوادث أثناء الرفع وإعادة التعبئة في حاويات جديدة.
وبينما نوقش تبادل المعلومات في اجتماع اللجنة، لم تقدم أي تفاصيل عن كيفية متابعة التقدم الذي جرى إحرازه.
المنظمات غير الحكومية
في حين أن العمل من قبل المنظمات غير الحكومية هو الذي أثار انتباه السلطات الوطنية إلى الحاجة الملحة للسلامة النووية في الشمال خلال تسعينيات القرن الماضي، تملك هذه المنظمات خيارات قليلة للحفاظ على موقف رقابي في روسيا بالنظر إلى المناخ الحالي هناك.
وتصاعدت حملة الكرملين على المجتمع المدني، والتي تهدف إلى شل المنظمات غير الحكومية مع الممولين أو الشركاء الأجانب في السنوات الأخيرة. ونتيجة لذلك، أغلقت معظم الجماعات البيئية عملها أو تخلت عنه، وفقاً للصحيفة.
اقرأ أيضاً: