"قمة الأميركتين".. محاولة بايدن "المتعثرة" أمام تغلغل الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
نشطاء يحتجون أمام مقر انعقاد قمة الأميركتين على استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن دول كوبا وفنزويلا ونيكارجوا من المشاركة – 2 يونيو 2022 - AFP
نشطاء يحتجون أمام مقر انعقاد قمة الأميركتين على استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن دول كوبا وفنزويلا ونيكارجوا من المشاركة – 2 يونيو 2022 - AFP
واشنطن-أ ف ب

تبدأ "قمة الأميركتين" التي يستضيفها الرئيس جو بايدن الاثنين، لمدة أسبوع في لوس أنجلوس، وسط توقعات منخفضة، في الوقت الذي تطمح فيه الولايات المتحدة إلى إظهار قوتها أمام الصين التي تتحرك للتغلغل في منطقة لطالما اعتبرت بمثابة ملعب لواشنطن.

ويفترض أن يُكشف النقاب عن حقبة جديدة من التعاون بين الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية، إلّا أن عدداً من الخبراء قللوا من احتمالات الخروج بنتائج كبيرة، قائلين إن بايدن لم يعرض حتى الآن "أى جهود اقتصادية ملموسة".

وشهدت القمة قبل انطلاقها العديد من العثرات بينما ما زالت قائمة المدعوين لم تكتمل، بعدما هدد رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بعدم الحضور ما لم تتم دعوة كافة دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك تلك التي لا تريد الولايات المتحدة التعامل معها، مثل كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا.

ولم يصدر البيت الأبيض قائمة المدعوين في محاولة لنزع فتيل الأزمة مع الرئيس المكسيكي، خاصة أن بايدن الذي تعهّد بالدفاع عن الديمقراطية كان يخطط لاستبعاد حكومات "استبدادية" من قائمة المدعوين.

قضية الهجرة

وأفاد كبير مستشاري البيت الأبيض في شؤون أميركا اللاتينية خوان جونزاليز للصحافيين بأن بايدن يخطط لـ"تقديم رؤية عن منطقة آمنة، ومن الطبقة المتوسطة، وديمقراطية" وهو أمر يصب "بشكل جوهري في مصلحة الأمن القومي الأميركي".

ويتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي خلال القمة عن خطوات ترتبط بالتعاون الاقتصادي ومكافحة وباء كورونا والتغير المناخي، بحسب جونزاليز.

كما يأمل بايدن في التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الإقليمي في قضية لطالما واجهت انتقادات من الحزب الجمهوري هي الهجرة.

ويزداد عدد المهاجرين القادمين من دول أميركا الوسطى وهايتي الساعين لدخول أراضي الولايات المتحدة هرباً من الفقر والعنف في بلدانهم.

وفشلت إدارة بايدن حتى الآن في الوفاء بوعدها القاضي باتباع سياسة هجرة محدثة، تريدها أن تكون أكثر إنسانية من تلك التي طُبقت خلال ولاية سلفه دونالد ترمب.

اختبار اقتصادي

وضمن بايدن حضور رؤساء بارزين آخرين بينهم الأرجنتيني المعروف بميله إلى تيار اليسار ألبرتو فرنانديز ونظيره البرازيلي اليميني المتشدد جاير بولسونارو.

وأشار مدير برنامج أميركا اللاتينية في "مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين" بنجامن جيدان إلى أن غياب الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور سيحدث "فجوة كبيرة".

 وذكر جيدان أن التهديد بالمقاطعة كان "حبكة ثانوية مؤسفة حقاً قبيل القمة لأنها استنزفت طاقة دبلوماسية أميركية هائلة".

وأشار الباحث كذلك إلى أنه في حين تستثمر الصين بسخاء في المنطقة، لم يعرض الرئيس الأميركي حتى الآن أي جهود اقتصادية ملموسة.

وقال جيدان إن "المقياس الحقيقي لهذه القمة سيكون عرض الولايات المتحدة فرصاً ذات معنى لإفساح المجال للوصول إلى الأسواق وقروضاً ومساعدات أجنبية لدعم التعافي الاقتصادي والبنى التحتية في المنطقة"، مضيفاً: "أعتقد أن واشنطن ستخيب الآمال في هذا الصدد".

تراجع الهيمنة الأميركية

في عام 1994، أطلق الرئيس الأميركي حينذاك بيل كلينتون في ميامي "قمة الأميركتين" ساعياً من خلالها إلى إنشاء منطقة تجارية إقليمية واسعة.

لكن التجارة الحرة فقدت بريقها، في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى، وبذلك لم يتمكن جو بايدن من كسر المواقف الحمائية لسلفه دونالد ترمب.

وقال نائب رئيس "مجلس الأميركتين" إريك فارنزوورث خلال جلسة استماع في الكونجرس إن كل قمّة باتت "أقل طموحاً" من السابقة.

بدوره، أكد الخبير البارز لدى مركز "الحوار الأميركي الداخلي" للأبحاث مايكل شيفتر أن الضجة المرتبطة بالجهات المدعوة لحضور القمة تعكس تراجع هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة.

ورأى شيفتر أن "الصعوبات السياسية لجو بايدن الذي لا يحظى بشعبية والذي يواجه فقدان السيطرة على الكونجرس بعد الانتخابات المقررة في الخريف، لا تخفى على زعماء المنطقة".

وقال شيفتر إن "الولايات المتحدة ما زالت تتمتع بقدر كبير من القوة الناعمة.. أما بالنسبة لنفوذها السياسي والدبلوماسي، فإنه يتضاءل يوماً بعد يوم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات