تداعيات الحرب في أوكرانيا تخيم على مباحثات العراق ومصر والأردن

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي ببغداد - 6 يونيو 2022 - twitter.com/MfaEgypt
وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي ببغداد - 6 يونيو 2022 - twitter.com/MfaEgypt
دبي-الشرق

خيمت تداعيات الحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة والغذاء في العالم العربي على المباحثات الثلاثية بين مصر والأردن والعراق الاثنين، ضمن إطار آلية التعاون الثلاثي، فيما أعلن وزير الخارجية الأردني، أن بلاده  ستبدأ تزويد العراق بالكهرباء أوائل العام المقبل، وأن هناك توافقاً مبدئياً بشان مشروع خط النفط بين الدول الثلاث.

ووصل وزيرا خارجية مصر والأردن إلى العراق الاثنين، وأجريا مباحثات مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، والتقيا مع الرئيس برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، إن الوزيرين المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي نقلا تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني إلى الرئيس العراقي، وأكدا "الاهتمام البالغ الذي توليه مصر والأردن لتعزيز أوجه التعاون المختلفة مع العراق الشقيق، سواءً في أُطرها الثنائية، أو عبر آلية التعاون الثلاثي باعتبارها نموذجاً للشراكة الاقتصادية، وتعضيداً لآليات العمل العربي المشترك".

من جانبه أعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن اعتزاز بلاده بـ"المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية بين الدول الثلاث، وحرص العراق على الدفع قُدماً بها إلى آفاق أرحب، على نحو يلبي تطلعات شعوب الدول إلى الازدهار والتنمية".

‏والتقى الوزيران مع رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، إذ جرى "التباحث بشأن العلاقات الأخوية الوثيقة بين الدول الثلاثة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك" حسبما ذكرت الخارجية المصرية.

تحديات الحرب في أوكرانيا

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مع نظيريه المصري والأردني ببغداد، إن زيارة الوزيرين تمت ضمن الإطار الثلاثي والتداول المستمر بين العراق ومصر والأردن بشأن "قضايا تخص البلدان الثلاث والمنطقة والعالم".

وأشار إلى أن المنطقة العربية تواجه تحديات عدة حالياً أبرزها، تلك التي تفرضها الحرب الروسية في أوكرانيا، وقال: "صحيح أن الحرب الروسية الأوكرانية جغرافياً لها علاقة بأوروبا ولكن أبعادها أثرت على الكثير من الدول والمجتمعات ومن بينها دولنا".

وشدد على أن المباحثات "درست تأثيرات الحرب على الوضع السياسي والاقتصادي والتضخم وأيضاً تأثير الحرب على أزمة الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة بما فيها النفط والغاز".

ولفت إلى عقد الجامعة العربية اجتماعاً افتراضياً الأحد، لـ"مجموعة الاتصال"، والتي تضم وزراء خارجية الجزائر والسودان والإمارات والسعودية، إضافة إلى مصر والعراق والأردن للتباحث بشأن تأثيرات الحرب في أوكرانيا.

وقال إن المجموعة التقت وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو، وكذلك وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا في وارسو ببولندا الشهر الماضي.

وأشار إلى أن المجموعة طرحت في اجتماعاتها "كيفية تفعيل المجموعة والتواصل مع الدول الأخرى لأن استمرارية الحرب لا تؤثر على الوضع الاقتصادي العالمي فقط ولكن على الوضع السياسي." مضيفاً أن "هناك جبهات مختلفة لهذه الحرب".

وقال إن المجموعة درست هذه المسائل و"سنطرح بعض الأفكار مستقبلاً على الوزراء المعنيين ولتحديد الخطوات التالية في إطار العمل السياسي من أجل التواصل مع طرفي النزاع والأطراف الأخرى التي تهم هذه المسألة".

دعم العراق

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن زيارته للعراق ضمن الإطار الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، تأتي تعبيراً عن الإرادة السياسية القوية لتعزيز إطار التعاون الثلاثي لخدمة مصالح الشعوب الثلاثة على أرضية راسخة من التاريخ المشترك والحضارة والعلاقات الحميمة على المستويين الشعبي والرسمي.

وشدد في المؤتمر الصحافي المشترك، على أن الهدف من إنشاء الإطار الثلاثي هو "دعم العراق واستقراره والحفاظ على سيادته بعد سنوات من التحديات".

وهنأ شكري العراق على "الإنجازات التي تمت في المواجهة المكلفة ضد الإرهاب والنجاح في التغلب على هذا التحدي واستمرار العمل الدؤوب لرفعة العراق واستعادته لوضعه الإقليمي والدولي كاملاً".

وأشار إلى أن المحادثات الثلاثية تناولت الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل مواجهة التحديات المشتركة، وتكوين "رؤية موحدة لكيفية التعامل مع تلك التحديات".

وأعرب عن تطلع مصر "لاستكمال ما أنجزناه ولاستمرار العمل والتنسيق لتعزيز الأمن القومي العربي من خلال هذا الإطار وأيضاً عبر جامعة الدول العربية والتنسيق الوثيق بين الدول".

"تحديات متنامية"

وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال إن رسالة آلية التعاون الثلاثي هي "أننا نرى حاجة لتعاوننا المشترك من أجل زيادة قدرتنا على مواجهة التحديات المتنامية في منطقتنا سواءً فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على الأزمة الغذائية والطاقة وأيضاً التحديات الإقليمية التي نعمل على تجاوزها وتحقيق الأمن والاستقرار الذي نحتاجه جميعاً".

وتابع: "ماضون في تعاوننا والرؤى واضحة والإرداة صلبة والعمل ممنهج ومستمر ونؤكد مرة أخرى على أننا نقف إلى جانب العراق الشقيق في مواجهة كل التحديات لأن أمن العراق من أمننا واستقراره هو استقرارنا".

وأعلن عن التوافق على "مأسسة أعمق لهذا التعاون عبر إنشاء آلية تضمن متابعة حثيثية للإنجاز الذي يتم".

وأشار إلى أن المباحثات تناولت "الوضع الإقليمي والدولي والأمن والاستقرار في المنطقة والقضية الفلسطينية وجهودنا المستمرة لإسناد الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على حقهم المشروع كاملاً وأوله سيادتهم على ترابهم الوطني وحقهم في دولة وعاصمتها القدس المحتلة".

وقال إن المباحثات تناولت مشروعات الربط الكهربائي وخط النفط بين الدول الثلاث، وتوقع أن يبدأ الأردن الذي يرتبط كهربائياً بالقاهرة، بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية بداية العام المقبل.

وعن خط النفط قال الصفدي، إن يعتقد أنه "مشروع ينعكس بشكل إيجابي كبير على العراق والأردن ومصر"، مضيفاً أنه "مشروع كبير يحتاج إلى الكثير من الدراسات والتوافقات وحسب تقييمنا فإن 80 من التحضيرات تمت وننتظر التحضيرات الأخيرة".

وقال إن هناك توافقاً مبدئياً بشأن المشروع وتم التوافق على دراسات الجدوى وأنجز حوالي 80% منها.

تصنيفات