
ذكرت وكالات أنباء روسية أن محكمة في "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي تعترف بها روسيا، أصدرت الخميس أحكاماً بالإعدام رمياً بالرصاص، على رجلين بريطانيين ومغربي أُلقي القبض عليهم أثناء قتالهم لصالح أوكرانيا، ونددت بريطانيا بالحكم ودعته "حكماً زائفاً".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن مسؤول قضائي قوله إن المحكمة أدانت الثلاثة، وهم البريطانيان إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون، بارتكاب "أنشطة مرتزقة وأعمال تهدف إلى الاستيلاء على السلطة وإسقاط النظام الدستوري لجمهورية دونيتسك الشعبية".
وتم القبض على الرجال الثلاثة أثناء قتالهم لصالح أوكرانيا ضد روسيا والقوات المدعومة من روسيا التي دخلت البلاد في 24 فبراير.
وقال محاميهم إنهم سيستأنفون القرار.
و"جمهورية دونيتسك الشعبية" هي واحدة من منطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، والتي تقول روسيا إنها تقاتل من أجل "تحريرها" من القوات الأوكرانية.
وقبل ثلاثة أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، اعترفت موسكو بهما كدولتين مستقلتين، في خطوة استنكرتها أوكرانيا والغرب باعتبارها "غير مشروعة".
تنديد بريطاني
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس على "تويتر": "أدين الأحكام الصادرة بحق إيدن أسلين وشون بينر المحتجزين بواسطة وكلاء روسيا في شرق أوكرانيا. هؤلاء سجناء حرب. هذا حكم زائف ولا شرعية له إطلاقاً".
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن سجناء الحرب "يحق لهم بموجب اتفاقية جنيف أن يحصلوا على حصانة المقاتلين، ولا يجب أن يلاحقوا لمشاركتهم في القتال".
كانت وزارة الخارجية البريطانية قد نددت الأربعاء بما وصفته بـ"استغلال أسرى الحرب لأغراض سياسية"، وقالت إنهم "يستحقون حصانة المقاتلين".
وأعلن السفير الروسي لدى المملكة المتحدة، أندريه كيلين، أنه لم يكن هناك حديث في السفارة عن تبادل مواطنين بريطانيين محتجزين بالسياسي الأوكراني فيكتور ميدفيدتشوك، المحتجز، مشيراً إلى أن لندن، على ما يبدو، "غير مهتمة بمصير البريطانيين الذين تم أسرهما في دونباس" حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
اعتقال في ماريوبل
وألقت القوات المدعومة من روسيا القبض على البريطانيين أسلين وبينر في ماريوبل في أبريل خلال معركة مريرة للسيطرة على المدينة.
واستسلم المغربي سعدون في مارس أثناء قتاله في بلدة صغيرة بين ماريوبل والعاصمة الإقليمية دونيتسك.
وقال رئيس الهيئة القضائية في "جمهورية دونيتسك"، للصحافيين، بأن "الحكم على المرتزقة الثلاثة، يمكن استئنافه خلال محكمة النقض في غضون شهر من تاريخ إعلان الحكم"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وجاء في نص الحكم: "كان شون بينر مطلوباً في المملكة المتحدة لمشاركته في الأعمال القتالية بالعراق وسوريا، وتم الاعتراف به كإرهابي في بريطانيا، بعدها توجه المرتزق إلى أوكرانيا".
وتابع: "أثبت التحقيق أن المرتزقة الأجانب شاركوا في العدوان المسلح للاستيلاء بالقوة على السلطة في جمهورية دونيتسك مقابل مكافأة".
"اعتراف بالذنب"
وأظهر مقطع فيديو صوّر في قاعة المحكمة، أن المعتقلين البريطانيين اعترفا بأنهما مذنبين، بموجب المادة 232 من القانون الجنائي لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، والتي تجرم "التدريب من أجل القيام بأنشطة إرهابية"، حيث يعاقب على الجرائم المنصوص عليها في هذه المادة بالسجن لمدة تتراوح من 15 إلى 20 عاماً، مع تقييد الحرية لمدة تتراوح من عام إلى عامين أو بالسجن مدى الحياة حسبما ذكرت "سبوتنيك".
ولم يعترف شون بينر، بذنبه بموجب الجزء 3 من المادة 430 - "مشاركة مرتزقة في نزاع مسلح أو أعمال قتالية".
ولاحقاً، اعترف المواطن المغربي، سعدون إبراهيم، بالذنب جزئياً أمام المحكمة العليا لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، بارتكاب أفعال تهدف إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة؛ حيث تنص هذه المادة على عقوبة الإعدام، كما يبين ذلك مقطع فيديو من المحكمة.
وفي الوقت ذاته، لم يعترف سعدون إبراهيم بذنبه بموجب الجزء 3 من المادة 430 "مشاركة مرتزقة في نزاع مسلح أو أعمال قتالية".