حذرت اليابان وأستراليا، السبت، من تنامي قدرة الصين العسكرية وتهديدها للاستقرار في منطقة شرق آسيا خلال مشاركتهما في مؤتمر شانجريلا بسنغافورة، فيما دعت إندونيسيا إلى "احترام مصالح بكين المشروعة".
ووصف وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي الصين بأنها "دولة مثيرة للقلق"، منبهاً إلى ضرورة الالتزام بأمن واستقرار مضيق تايوان، لأهميته الأمنية لليابان والعالم بأسره.
وقال كيشي في كلمته خلال المؤتمر إن مناورات الصين وروسيا أدت إلى زيادة المخاوف الأمنية في شرق آسيا، مشيراً إلى أن بلاده "محاطة بأطراف تمتلك أو تطور أسلحة نووية وتتجاهل القواعد علانية".
وشدد على أنه لا يمكن "تغيير النظام القائم بالقوة"، ودافع عن سعي بلاده إلى امتلاك قدرات دفاعية أكبر، قائلاً إن "جهود اليابان الكبيرة لتعزيز قدراتها الدفاعية هي دليل قوي على معارضتنا لأي محاولة من قبل أي دولة لتغيير الوضع الراهن"، مضيفاً أن "المناورات العسكرية الروسية الصينية ستزيد بلا شك القلق بين الدول الأخرى".
"تهديد الاستقرار"
بدوره، حذر وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس من "تنامي قوة الصين العسكرية في المنطقة، وتهديدها للاستقرار"، كما شدد على ضرورة بقاء بحر الصين الجنوبي "مفتوحاً لضمان حرية الحركة" في هذه المنطقة التي تمر عبرها نحو 40% من حركة التجارة في العالم.
وتتنازع كل من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام مع بكين التي تطالب بنحو 90% من البحر الذي تبلغ مساحته 3.5 مليون كيلومتر مربع، ويزخر بالموارد الطبيعية.
وقال مارليس خلال كلمته في "حوار شانجريلا" إن بلاده "ستبقى ثابتة وستعمل مع حلفائها لتعزيز التعاون"، موضحاً: "نسعى إلى علاقات مثمرة مع الصين".
وأضاف: "الصين لن تذهب إلى أي مكان آخر، هي باقية في المنطقة، نحن بحاجة إلى العيش والازدهار معاً"، مضيفاً: "لا تزال بكين أكبر شريك تجاري لنا، ويرتبط نجاحها الاقتصادي بنجاح منطقتنا".
وشهدت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين توتراً متصاعداً. وعارضت كانبيرا الاتفاق بين الصين وجزر سليمان، وشبه البعض ذلك بـ"أزمة الصواريخ الكوبية"، كما اعتبرها آخرون بأنها "أسوأ فشل في السياسة الخارجية الأسترالية منذ الحرب العالمية الثانية".
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستان لوكورني أن "مشاكل منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي أيضاً مشاكل أوروبا، يجب العمل سوياً لحل هذه المشاكل".
وتوجد فرنساً، وهي دولة نووية، في المحيط الهادئ من خلال مقاطعتها جزر كاليدونيا الجديدة، وعبرت أيضاً عن مخاوفها المستمرة من ارتفاع التوتر في المنطقة، وسط التحركات الصينية والروسية.
"مصالح بكين"
في المقابل، قال وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو، السبت، إن دول شرق آسيا عليها "دائماً احترام المصالح المشروعة للصين"، وأشار إلى ضرورة "السعي لحل الخلافات مع الصين وجيرانها دون اللجوء للقوة".
وعبر وزير الدفاع الإندونيسي خلال كلمته في مؤتمر "شانجريلا" عن تفاؤله بأن "الفطرة السليمة ستسود" من خلال الالتزام بالسلام في المنطقة، ولكنه حذر من تمدد الصراع في أوروبا إلى منطقة المحيطين الهادئ والهندي.
وأوضح أن "إندونيسيا اتخذت خياراً واعياً بعدم الانحياز إلى أي جانب"، مضيفاً: "نعتقد أن القوى العظمى مثل الصين والولايات المتحدة ستتفهم موقفنا وتحترمه".
وفي وقت سابق تحدث وزير الدفاع الإندونيسي مع "الشرق" عقب مباحثاته مع نظيره الأميركي لويد أوستن، واصفاً المحادثات بـ"المثمرة"، وفي سؤال عما إذا كانت هذه المحادثات قد تناولت الصين، قال إنهما "بحثا كل المسائل ذات الاهتمام المشترك في المنطقة".