اتهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، رواندا بمحاولة احتلال أراضي بلاده بسبب ثروتها المعدنية الهائلة، في تصعيد للتوتر بين الجارتين يثير مخاوف من حرب.
وتنفي رواندا منذ فترة طويلة، دعم متمردي حركة "إم 23" الذين استولوا على بلدة أساسية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا الأسبوع.
وأعلنت رواندا الجمعة، أن جندياً كونغولياً عبر الحدود وبدأ بإطلاق النار على قوات أمن رواندية ومدنيين، قبل أن يتم قتله بالرصاص، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
ودعا تشيسكيدي زعماء دوليين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى تكثيف الضغوط على رواندا، عندما تستضيف قمة الكومنولث الأسبوع المقبل. وقال: "يستمر الوضع الأمني في شرق البلاد بالتدهور، ويعود ذلك أساساً إلى أن رواندا تسعى لاحتلال أرضنا الغنية بالذهب والكولتان والكوبالت، من أجل استغلالها وتحقيق ربح. إنها حرب اقتصادية من أجل معركة الموارد، تخوضها العصابات الإرهابية في رواندا".
وأشار إلى "مدنيين كونغوليين أبرياء" في شرق البلاد "يتعرّضون لهجوم وحشي من جيراننا".
قرع طبول الحرب
وتصاعد التوتر المستمر منذ عقود، على الحدود المشتركة بين رواندا، التي تمتلك أحد أكثر الجيوش فاعلية في إفريقيا، والكونغو، أحد أكبر البلدان وأكثرها اضطراباً في القارة.
وبلغ التوتر حداً دفع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إلى المطالبة بنشر فوري لقوة إقليمية شُكّلت حديثاً، في شرق الكونغو لحفظ السلام. وأعلنت رواندا أنها ستساهم في هذه القوة، لكن الرئيس الكونغولي ذكر، الجمعة، أن بلاده "لن تقبل بمشاركة رواندا في هذه القوة المشتركة".
وتبادل الجانبان اتهامات بتنفيذ توغلات، وتسعى الكونغو إلى تجميد كل الاتفاقات المُبرمة مع رواندا. وقال ناطق باسم الحاكم العسكري لإقليم شمال كيفو في الكونجو، أمام آلاف من المحتجين الأربعاء: "رواندا لا تحبّنا. نحن لا نخافها وسنقاتلها. إذا أرادت حرباً، فستحصل عليها. لن يحتلّ أحد سنتيمتراً واحداً من أراضينا".
لكن ماناسيه نشوتي، وزير الدولة الرواندي للشؤون الخارجية والمسؤول عن شؤون شرق إفريقيا، اعتبر أن الحوار "هو الحلّ" بشأن الخلافات مع الكونغو.
وأعلن الجيش الرواندي أن جندياً كونغولياً مجهولاً عبر الحدود صباح الجمعة في منطقة روبافو، وأصاب شرطيَّين روانديين، قبل أن يقتله شرطي رواندي دفاعاً عن النفس.
وأشار إلى إبلاغ السلطات الكونجولية بالحادث، ووجود مسؤولين حدوديين من البلدين في الموقع، إضافة إلى خبراء عسكريين من دول المنطقة، لافتاً إلى أن "الوضع على الحدود هادئ الآن".
وأكد ناطق باسم الحكومة الكونغولية حصول "حادث"، ولكنه لم يذكر تفاصيله. وأعيد جثمان الجندي الكونغولي عبر الحدود إلى مدينة جوما، حيث رافق حشد ضخم سيارة نقلت رفاته، وهم يهتفون "بطل"، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: