
عززت القوات الروسية مواقعها في شرق أوكرانيا حيث يشتد القتال مع القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على مواقها، فيما تحيي موسكو، الأربعاء، ذكرى غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي في عام 1941، والذي يسمى "يوم الحزن".
ومالت كفة القتال في الحرب المستمرة منذ 24 فبراير، لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.
وقال زيلينسكي: "يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوغانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقاً أصعب بقعة، المحتلون يضغطون بقوة أيضاً في اتجاه دونيتسك".
وتُعرف مقاطعتا لوغانسك ودونيتسك معاً باسم منطقة دونباس، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ عام 2014، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
مزيد من التقدم
والثلاثاء، أحرزت القوات الروسية والانفصاليون مزيداً من التقدم صوب مدينة ليسيتشانسك، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في دونباس.
ووقعت معارك على ضفتي نهر سيفرسكي دونيتس الذي يمر عبر دونباس، حيث توجد القوات الروسية بشكل أساسي على الضفة الشرقية والقوات الأوكرانية في الغرب بشكل أساسي.
وذكرت وكالة "رويترو" أن قوات أوكرانية، وما يقدر بنحو 500 مدني، لاما زالوا محتجزين في مصنع كيماويات في مدينة سيفيرودونتسك على الضفة الشرقية، على الرغم من القصف العنيف المستمر منذ أسابيع.
وأكد حاكم مقاطعة لوغانسك سيرهي جايداي أن توشكيفكا، وهي تجمع سكني على الضفة الغربية إلى الجنوب، "أصبحت الآن تحت سيطرة القوات الروسية".
وقال أوليسكي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي، إن "القوات الروسية استولت أيضاً على قرية ميتيولكين ويمكنها عزل ليسيتشانسك وسييفيرودونتسك عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا".
وأضاف في مقطع مصور نُشر على الإنترنت: "التهديد بتحقيق روسيا انتصاراً تكتيكياً قائم، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد".
واعتبر محللون عسكريون أن فشل روسيا في تحقيق تقدم كبير حتى الآن منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير، يعني أن الوقت في صالح الأوكرانيين.
وكتب الجنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلنج، القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا على "تويتر": "إنها مباراة ملاكمة في الوزن الثقيل، فخلال قتال على مدى شهرين، لم يسقط طرف بالضربة القاضية حتى الآن، ستأتي (الضربة القاضية)، مع زيادة استنزاف القوات الروسية".
"ادعاءات نازية"
و22 يونيو هو "يوم الحزن" في روسيا، والذي يصادف غزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة هتلر الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، وتحييه أيضاً أوكرانيا وبيلاروس اللتين كانتا آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي، واستمرت الحرب 1418 يوماً من 22 يونيو 1941، ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفيتي لقوا حتفهم.
ومن المقرر أن يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أطلق ما يسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا لـ"اجتثاث النازيين الجدد"، باقة من الزهور تأبينا للضحايا.
وإحياءاً لذكرى الغزو، كشفت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، عن وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية، وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفيتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "مثلما يحدث حالياً، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات من أجل تشويه سمعة دولتنا".
اقرأ أيضاً: