قمة مدريد.. الناتو يشدد على دعم أوكرانيا والالتزام بـ"سياسة الباب المفتوح"

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من الحضور في قمة "الناتو" بالعاصمة الإسبانية مدريد- 29 يونيو 2022 - REUTERS
جانب من الحضور في قمة "الناتو" بالعاصمة الإسبانية مدريد- 29 يونيو 2022 - REUTERS
دبي/ مدريد -الشرق

أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأربعاء، مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، بما يشمل إرسال المزيد من المعدات الدفاعية، مشيراً في بيانه الختامي لقمة مدريد، إلى التزامه بـ"سياسة الباب المفتوح" لاستيعاب أعضاء جدد في الحلف.

وجاء في البيان الختامي لـ"قمة الناتو"، تأكيد دول الحلف على التصميم المشترك في الرد على الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إضافة إلى "الاستمرار في تكثيف الدعم السياسي والعملي لشريكنا الوثيق، أوكرانيا، بينما تواصل الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ضد العدوان الروسي".

وتابع "لقد اتخذنا، بالاشتراك مع أوكرانيا، قرارات بشأن تعزيز الدعم، ما سيؤدي إلى تسريع تسليم المعدات الدفاعية غير القاتلة، وتحسين الدفاعات السيبرانية الأوكرانية، والقدرة على المقاومة، ودعم تحديث قطاع الدفاع وانتقاله إلى التشغيل البيني طويل الأجل".

وشدد البيان الختامي للقمة على مساعدة الناتو، على المدى البعيد، لأوكرانيا، ودعم جهود إعادة الإعمار، وإصلاحات ما بعد الحرب.

سياسة الباب المفتوح

وجدد "الناتو" التأكيد على التزامه بـ"سياسة الباب المفتوح"، لافتاً إلى دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى عضوية الحلف، إذ وافق قادة الحلف على التوقيع على بروتوكولات انضمام البلدين، واعتبر البيان الختامي أن "أي انضمام إلى الحلف، من الأهمية بمكان أن ينطوي على معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الحلفاء بشكل صحيح، ورحّب  في هذا الصدد بإبرام المذكرة الثلاثية بين تركيا وفنلندا والسويد".

واعتبر البيان، أن "انضمام فنلندا والسويد سيجعلهما والمنطقة الأوروبية الأطلسية أكثر أماناً، وسيجعل الناتو أقوى". مؤكداً أن "أمن فنلندا والسويد يحظى بأهمية مباشرة من الحلف".

وتعهد الحلفاء المشاركون في قمة مدريد بنشر قوات إضافية قوية وجاهزة للقتال إلى الجناح الشرقي للناتو، بهدف رفع مستوى القوات من مجموعات القتال الحالية إلى مجموعات يصل قوامها إلى حجم لواء "حيثما ومتى دعت الضرورة، على أن تدعمها تعزيزات عسكرية موثوقة وسريعة الحضور، ومُعدات متمركزة مسبقاً، وقيادة مُعززة".

الإنفاق الدفاعي

في سياق متصل، أشاد البيان الختامي لقمة الناتو في مدريد، بالتقدم الكبير في الإنفاق الدفاعي للحلفاء منذ عام 2014، وذلك تماشياً مع الاتزام بالمادة الـ3 من معاهدة واشنطن، متعهداً بالعمل على "تعزيز قدرة الحلف الفردية والجماعية لمقاومة جميع أشكال الهجوم".

وتابع "نؤكد تعهدنا بالالتزام في الاستثمار الدفاعي، وسنبني على هذا التعهد ونقرر في العام المقبل الالتزامات اللاحقة لما بعد عام 2024، وسنضمن تزويد قراراتنا السياسية بالموارد الكافية، وضمان أن تتناسب زيادة نفقات الدفاع الوطني والتمويل المشترك للحلف مع التحديات الأمنية".

وأوضح الناتو أن "المفهوم الاستراتيجي للحلف يوضح المسؤولية الكبرى المتمثلة في ضمان أن يستند الدفاع المشترك إلى نهج شامل، إلى جانب تحديد 3 مهام رئيسية، هي الردع والدفاع، وتجنب وإدارة الأزمات، والتعاون الأمني".

وتعهد  حلف شمال الأطلسي بـ"مواصلة حماية شعوبنا والدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء في جميع الأوقات، وتقوية قدراتنا الدفاعية والردعية بشكل كبير على المدى الطويل، لضمان أمن جميع الحلفاء والدفاع عنهم. وسنقوم بذلك وفقاً لنهجنا الشامل في جميع المجالات البرية، والبحرية، والجوية، والسيبرانية، والفضائية، وضد جميع التهديدات والتحديات. ويمثل دور الناتو في مكافحة الإرهاب جزءاً لا يتجزأ من هذا النهج".

كما رحب البيان بالتعاون بين "دول الإطار" (الدول المشتركة في الحلف)، و"الدول المضيفة" التي تستقبل قوات للحلف على أراضيها، في تعزيز القوات، والقيادة، والسيطرة.

التهديدات السيبرانية

البيان الذي أصدره رؤساء دول وحكومات الناتو في اجتماع مدريد، شدّد أيضاً على "العمل لتعزيز قدرة الحلف على الصمود بوجه التهديدات، والتي تشمل الجوانب السيبرانية والهجينة"، إذ قرر الحلفاء بناء وممارسة قدرة إلكترونية سريعة الاستجابة للرد على الأنشطة الإلكترونية الخبيثة الهامة.

ولفت  قادة حلف الناتو، إلى ضرورة العمل على تعزيز الدفاعات الإلكترونية من خلال التعاون المدني العسكري، وتعزيز أمن الطاقة، بما في ذلك ضمان الإمدادات الموثوقة للقوات العسكرية، واستخدام أدوات الحلف السياسية والعسكرية بطريقة متكاملة، وتوسيع الشراكة مع الصناعة.

وأضاف الحلف، أنه بصدد "إنشاء مسرّع للابتكار الدفاعي، وإطلاق صندوق ابتكار متعدد الجنسيات للجمع بين الحكومات، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، لتعزيز التفوق التكنولوجي، واعتماد استراتيجية من شأنها ضمان التسليم السلس للجيل القادم من نظام التحذير والتحكم الجوي (أواكس)، والقدرات ذات الصلة".

تحديات أمنية

وفي ضوء البيئة الأمنية المتغيرة بالقارة الأوروبية، قررت دول "الناتو" اتخاذ تدابير جديدة لتكثيف الدعم السياسي والعملي المخصص للشركاء، بما في ذلك البوسنة والهرسك، وجورجيا، ومولدوفا، و"العمل لبناء قدرتهم على الصمود ودعم استقلالهم السياسي، وتعزيز دعم بناء القدرات للشركاء من الجنوب".

وأكدت القمة على "محورية الأمن البشري، وضمان دمج مبادئ الأمن البشري في المهام الأساسية الثلاث، التي تشمل تطوير أجندة قوية للمرأة والسلام والأمن".

وتابع البيان الختامي "سنعزز شراكاتنا بشكل أكبر حتى نستمر في تلبية مصالح كل من الحلفاء والشركاء، وسنناقش التحديات الأمنية العالمية التي تؤثر في مصالح (الناتو)، ونتشارك وجهات ونبحث مجالات التعاون لمعالجة المخاوف الأمنية المشترك، وسنمضي قدماً في تعزيز مشاركتنا مع المحاورين الحاليين والمحتملين خارج المنطقة الأوروبية الأطلسية".

واعتبرت "قمة مدريد" أن تغير المناخ "يُمثل تحدياً وله تأثير عميق على أمن الحلفاء"، وتابع "إنه تهديد مضاعف. لقد قررنا العمل على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير من قبل الهياكل والمنشآت السياسية والعسكرية التابعة لحلف الناتو، مع الحفاظ على الفعالية التشغيلية والعسكرية والتكلفة. وسنعمل على دمج اعتبارات تغير المناخ في جميع المهام الأساسية للحلف".

ورحّب البيان بمشاركة وزيري خارجية الأردن وموريتانيا ووزير دفاع البوسنة والهرسك في قمة مدريد، لافتاً إلى إجراء "مباحثات قيّمة" مع رؤساء دول وحكومات أستراليا وفنلندا وجورجيا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا والسويد وأوكرانيا، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية.

وقال البيان الختامي لقمة مدريد إن "الناتو يظل أقوى تحالف في التاريخ"، مجدداً التزامه بمواصلة حماية حرية وأمن جميع أعضائه، متطلعاً للاجتماع المقبل في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في عام 2023.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات